هتف الحاج الدكتور / لطفي الياسيني .. إنها روح الشهيد .. إنها روح الشهيد البطل .. في نص سليم عيشان .. " السفينة مرمرة تنادي " ؟؟!!
( الجزء الثالث عشر )
هتف الحاج الدكتور / لطفي الياسيني .. إنها روح الشهيد .. إنها روح الشهيد البطل .. في نص سليم عيشان .. " السفينة مرمرة تنادي " ؟؟!! .
ما إن اقتربت " سفينة الحب " من الحدود الإقليمية لمياه قطاع غزة .. - رغم أن غزة ليس لها ما يسمى بالحدود والمياه الإقليمية .. فالعدو ينتهك حدودها المائية والجوية والبرية دوماً - . وما إن بدأت الأبراج الشاهقة لمدينة غزة في الظهور من خلال المنظار المكبر .. حتى هلل الجميع وكبروا .
تناوبوا المنظار المكبر من جديد واحداً تلو الآخر .. لكي يشاهدوا غزة الصمود والمحبة .. ليشاهدوا قطاع غزة الذي سطر أروع آيات التضحية والبطولة والصمود في التاريخ الحديث والمعاصر .
في النهاية وبعد أن كحلوا أعينهم جميعاً بالمشهد الرائع .. تناول القائد العام الأعلى للسفينة المنظار المكبر ليشاهد المشهد الرائع ويكحل عينيه برؤيته .
ما كاد يفعل .. حتى كان يخرج عن طوره من الهدوء والاتزان والوقار للمرة الأولى .. ويصرخ بشدة وعصبية ..
- يا الله ؟؟!! .. ما هذا ؟؟ .. لا يمكن أن يحدث هذا ؟؟ .. لا يمكن أن يحدث ؟؟!! .
اندفع نحوه " أبو العبد" .. ( منذر ارشيد ) مكفهر الوجه :
- ماذا هناك يا رجل ؟؟!! .. لقد أفزعتنا .. ماذا هناك بالله عليك ؟؟
هدر القائد الأعلى :
- لقد عادوا مرة أخرى !! .
هتف عزام أبو الحمام مزمجراً صاخباً :
- من ؟؟!! .. من أخي القائد الأعلى ؟؟!!
هدر القائد العام الأعلى من جديد بصخب :
- إنها سفن وقوارب عديدة .. كثيرة العدد بشكل غير معقول .. يبدو بأن العدو قد عاد لمهاجمتنا من جديد .. وبزوارق صغيرة عديدة هذه المرة .
هدر عزام أبو الحمام مزمجراً :
- لا بد وأنها خدعة جديدة .. خطة جديدة من العدو لمهاجمتنا ..
زمجر الأسد الهصور " أبو العبد " :
- الويل له .. الويل له .. سوف أقتلهم جميعاً هذه المرة .
لم يلبث أن تناول " المنظار المكبر " بيديه المصابتين من يد القائد الأعلى للسفينة .. ووضعه فوق عينيه ليتأكد من الأمر .. ركز بصره جيداً حيث أشار القائد الأعلى .. لم يلبث أن ابتسم ابتسامة هادئة .. رائعة .. ثم راح يقهقه عالياً .. التفت ناحية الجميع وهو ما زال يقهقه :
- اطمئنوا .. اطمئنوا أيها الرفاق ..
انفرجت أسارير الرفاق المتجمهرين من حولهما بعض الشيء .. استطاع قصي عطية أن يتمتم بالكاد :
- ماذا هناك بالله عليك أخي " أبو العبد " ؟؟!!
هتف منذر ارشيد بسعادة وحبور :
- إنهم .. إنهم طلائع رفاق الدرب .. والمشوار الطويل .. إنهم طلائع أبناء غزة الحبيبة .
صرخ خالد طه جذلاً :
- مرحى .. مرحى .. هذه بشرى خير .. بشرك الله بكل خير أستاذنا الفاضل .
راح الجميع يتخاطفون المنظار المكبر الضخم .. ويوجهونه ناحية الزوارق والسفن الصغيرة القادمة من ناحية الشمال والشرق .. حيث شاطئ غزة .
ولم تلبث السفن الصغيرة والزوارق " اللنشات " .. أن اندفعت ناحية " سفينة الحب " بالعشرات .. بالمئات .. وهي مزدانة بالأعلام والرايات والزينات .. راح ركاب القوارب والزوارق الصغيرة يرفعون عقيرتهم بالتهليل والتكبير .. يشاركهم ركاب " سفينة الحب " الأمر .. راحوا يلوحون بأيديهم لبعضهم البعض .. ارتفع التكبير والتهليل حتى عنان السماء .
أقبلت مجموعات النوارس مسرعة لتشارك في العرس الكبير .. والمهرجان العظيم ... راحت تحلق في السماء على مسافات منخفضة فوق رؤوس الجميع .. كأنها تحييهم وتشاركهم الرقص والغناء ..
دارت السفن والقوارب الصغيرة حول " سفينة الحب " عدة دورات .. أطلقت " سفينة الحب " صافرتها بالألحان المتصلة .. رقص الجميع الرقصات الشعبية المحببة .. " الدبكة " .. غنوا الموشحات و" الميجانا " والأهازيج ..
لم تلبث مجموعات القادمين بالزوارق والقوارب الصغيرة أن بدأت بالتسلق إلى سطح " سفينة الحب " .. بعد أن ألقى إليهم الرفاق من القادمين على ظهر السفينة بالحبال والسلالم الخشبية .
بدأت وصول المجموعات الأولى إلى سطح السفينة .. كانوا ينقضون انقضاضاً على ركاب " سفينة الحب " .. ينهالون عليهم ترحيباً .. عناقاً وتقبيلاً ..
تم صعود الجميع إلى سطح السفينة .. فارتفع التهليل والتكبير من جديد .. السلام والتحية .. العناق والتقبيل ..سيطر الانفعال الشديد على الجميع بشكل غير عادي .. بكى الجميع من شدة الفرحة باللقاء .. غصوا بالبكاء وغابت الكلمات والحروف .. ولم يعد هناك من لغة سوى لغة الدموع .. ولغة البكاء والنشيج .. ولغة العيون المتلهفة للقاء المنتظر .
التف الجميع في حلقة دائرية ضخمة بعرض وطول " سفينة الحب " .. أمسكوا أيديهم بأيدي بعضهم البعض .. وراحوا يكونون سلسلة بشرية ضخمة .. بل أكثر من سلسلة متداخلة ..
وفجأة .. كان يشق عنان السماء صوت مجلجل مدوٍ ؟؟!!
( الجزء الرابع عشر )
و فجأة .. كان يشق عنان السماء صوت مجلجل مدوٍ ؟؟!!
- الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله اكبر
كان هذا هو صوت الأذان يرفعه القائد الأعلى للسفينة الأستاذ / نزار بهاء الدين الزين ..
ثم راح الحاج الدكتور / لطفي الياسيني يؤم الجميع للصلاة وقد حان موعدها ..
ما إن قام الإمام بالتسليم وتبعه المصلون والمصليات .. حتى كان الجميع يصافحون بعضهم البعض بحرارة مرة أخرى .. مهنئين بسلامة الوصول .. .. وراحوا يصطفون في صفين طويلين متقابلين .. أحدهما لركاب السفينة ، والآخر للرفاق الذين قدموا من ساحل غزة في القوارب والسفن الصغيرة .. والذين صعدوا إلى سطح " سفينة الحب " ..
وقف الجميع في صفين طويلين متقابلين .. ليتم التعارف بينهم وبشكل جيد .. فلقد كانوا يعرفون بعضهم البعض من خلال المنبر الأدبي ( دنيا الرأي ) والمنابر الأدبية الأخرى .. وبعضهم كان قد تعرف إلى بعض من خلال الصور الشخصية على المنبر والمنابر الأخرى .. وبعضهم كان يتم التعرف عليهم عن طريق الأسماء الشخصية فحسب .
في حينه .. كان أول من صعد إلى سطح " سفينة الحب " هو " الدكتور العربي " .. بطل نص سليم عيشان " مرابط في غزة ".
وكان في طليعة المستقبلين أيضاً.. والذين وصلوا إلى ظهر السفينة مع الدفعات الأولى .. كان الأستاذ الفاضل / عبد الله عيسى رئيس منبر ( دنيا الوطن ) وطاقمه الفني والأدبي لـ ( دنيا الرأي ) وعلى رأسهم الكاتبة القديرة الأستاذة / ميسون كحيل .. وتلاهما الأستاذة نائلة السقا والأستاذة / شيرين .. ثم بقية العاملين والعاملات في المنبر الراقي .
تلتها مجموعة أضلاع مثلث الحب ( الصمود والكبرياء) .. يقوده الضلع الأكبر .. المهندس / زياد صيدم ( أبو يوسف ) .. ثم الضلعين الآخرين في المثلث الأستاذ / مجدي السماك وسليم عيشان .
تلتها مجموعة ( صالون القلم الفلسطيني ) الأستاذ / أحمد عصفور ، والأستاذ / صبري حماد ، والأستاذ / عدنان أبو قيس .. وبقية الفريق الأدبي العامل في الصالون الراقي .
ثم تلتها مجموعة الجنس اللطيف .. الأستاذة د. / فاطمة قاسم .. الأستاذة / بسكوتة مالحة .. والأستاذة / نسمة العكلوك .. والأستاذة / مشيرة جمال أبو شماس .. والأستاذة زينب عودة .. والأستاذة / هناء عبيد .. والأستاذة / سماح افتحيه ..
تلاها الأستاذ / صالح أبو حمد .. والأستاذ مارسيل أرسلان .. والأستاذ / عدنان أبو شومر .. والأستاذ / إيهاب أبو مسلم .. والأستاذ / حسامكو ... والأستاذ / محمد صافي .. والأستاذ /عمر حمش .. والأستاذ / أحمد يوسف شاهين .. والأستاذ / محمود روقة ( أبو صخر ) .. والأستاذ / شريف أبو نصار .. والأستاذ / توفيق الحاج .. والأستاذ / عبد الله تايه .. والأستاذ / عبد الهادي القادود .. والأستاذ / عمر الهباش .. والأستاذ / محمد نصار .. والأستاذ / غريب عسقلاني ( إبراهيم الزنط ) .. والأستاذ / ( آدم ) .. والأستاذ / وليد القدوة ( أبو خالد ) .. والدكتور / مازن حمدونه .. والأستاذ / حاتم فارس .. والأستاذ / عبد الله عيشان ( أسير الذكريات ).. والأستاذ / يسري راغب شراب .. والأستاذ /سليم المبيض .. والأستاذ / سليم النفار .. والأستاذ / رجب أبو سرية .. والأستاذ / عبد الكريم السبعاوي .. والأستاذ / أحمد دحبور .. والأستاذ / خضر محجز .. والأستاذ / علاء نعيم الغول .. والأستاذ / يحيي رباح .. والأستاذ / وليد عوض ..
تلاهم رئيس وأعضاء اتحاد الكتاب الفلسطينيين .. ورئيس وأعضاء رابطة الكتاب الفلسطينيين ..
وتلاهم شخصيات أخرى كثيرة من كلا الجنسين .
بعدئذ .. قام القائد العام للسفينة الأستاذ / نزار بهاء الدين الزين بمهمة التعارف وتقديم الشخصيات التي كانت على ظهر " سفينة الحب " لكي يتم التعرف عليها من قبل المستقبلين ..
وقام الأستاذ / نزار بهاء الدين الزين ، القائد العام الأعلى للسفينة بتفجير مفاجأة من النوع الثقيل .. وذلك بالإفصاح عن أسماء بعض المتواجدين على ظهر " سفينة الحب " .. الذين كان يتحفظ عليهم طوال الرحلة .. والذين كانوا يتواجدون على ظهر " سفينة الحب " بصفتهم الأدبية فحسب .
فكان من بينهم الأديب الكبير الأستاذ / سليم الزعنون ( أبو الأديب ) .. والأديب الكبير الأستاذ / سميح القاسم .. والأديب الكبير الأستاذ / هارون هاشم رشيد .. والأديب الكبير الأستاذ / على هاشم رشيد .. والأديب الكبير الأستاذ / المتوكل طه .. والأديب الكبير الأستاذ / على الخليلي .. والأديب الكبير الشاعر / رجب الجوابرة .. وغيرهم من الشخصيات الأدبية المرموقة في عالم الأدب ..
وبعد إتمام عملية التعارف .. اندفع الجميع نحو بعضهم البعض من جديد .. يتصافحون .. يتعانقون .. يضحكون .. وهم يبكون من شدة الفرحة .
كان اللقاء تاريخياً ورائعاً بكل المقاييس .. .. راحوا يستفسرون عن أحوال بعضهم البعض .. ساد جو من المرح والحبور بين الجميع .. وارتفع صوت الضحكات والقهقهات المجلجلة المدوية .. والتي تصل حتى عنان السماء .. وعلى طول البحر والشاطئ وعرضهما .
وبينما هم يتجاذبون أطراف الحديث بسعادة وسرور .. أشارت الأستاذة / ميسون كحيل .. إلى أحد جوانب السفينة هاتفة بتعجب وغرابة :
- انظروا .. من هناك .. غير معقول ؟؟!! .. غير ممكن ؟؟!! .
التفت الجميع حيث أشارت الأستاذة / ميسون .. ولم يلبث أن أصابهم العجب الشديد .. صرخوا بصوت واحد :
" .. نعم .. إنه هو ؟؟!! .. إنه هو .. ؟؟!!" .