كشف تقرير نشرته اللجنة العامة لمكافحة التعذيب الصهيونية ، ومركز "عدالة" الفلسطيني في أراضي 48 المحتلة الثلاثاء، النقاب عن انتهاكات خطيرة تعرض لها المدنيين الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أواخر عام 2008 وبداية 2009.
وأشار التقرير الذي نشر اليوم في وسائل الإعلام العبرية إلى أن جنود الاحتلال انتهكوا حقوق الشبان الفلسطينيين بغزة، واستعملوهم دروعًا بشرية خلال الحرب، إلى جانب احتجازهم بظروف غير لائقة وعصب أعينهم وتعذيبهم.
واستطاعت المنظمات الحقوقية الحصول على هذه المعلومات من خلال لقاءات مع شبان فلسطينيين اعتقلهم جنود الاحتلال، والذي حقق معهم داخل الأراضي المحتلة عام 1948.
يقول الشاب أ.ق من قطاع غزة :إن " قوات جيش الاحتلال اقتحمت منزله فجأة، ثم احتجزته لعدة ساعات داخله من ثم بدأ بالصراخ بعد ذلك"، مضيفاً "قلتلهم إنني بحاجة إلى أن أرى والدتي، لكن أحد الجنود خلع قبعته الواقية الثقيلة وضربني بها على راسي، حيث أغمي علي وقتها".
وذكر أنه استيقظ داخل حمام وإلى جانبه ثلاثة من جنود الاحتلال، موضحاً أن أحد الجنود تبول عليه عندما كان ملقً على الأرض، ثم ضحك الجنود جميعا على هذا المنظر، قائلاً: "كانت ملابسي رطبة ورائحتها كريهة للغاية، ثم بدأ الجندي بضربي على المناطق العليا من جسدي".
ويشير التقرير إلى أن الشبان الفلسطينيين اعتقلوا في ظروف خطيرة للغاية ومنع عنهم الطعام والشراب، واستعملوا دروعًا بشرية للجنود خلال عملياتهم العسكرية داخل القطاع لأيام طويلة، حتى بلغ اعتقال الشاب واستعماله درعا بشريا في عدة حالات عشرة أيام.
الشاب ع.س من سكان جباليا في قطاع غزة يقول خلال شهادته:"على مدار 10 أيام، استعملني الجندي درعاً بشرياً لحمايتهم، كانوا يجبروننا على الدخول إلى المنازل المزمع تفتيشها، لقد أدخلنا إلى عدد لا يمكن إحصائه من المنازل خلال الحرب".
وأضاف "لم نأكل ولم نشرب، حتى أنهم منعونا من استخدام الحمامات، وقد كان الجو باردًا للغاية، ومنعت عنا الأغطية، كانت ظروف قاسية جداً".
وبحسب التقرير، عملت دولة الاحتلال على إنتاج قانون خاص بها، لا يوجد له مثيل في القوانين الدولية هو قانون "المقاتل غير الشرعي"، حيث لا يحظى هذا المقاتل بصلاحيات كباقي الأسرى، ويستطيعون التعامل معه بطريقتهم الخاصة، وبهذا تهرب الاحتلال من جرائمه أمام القانون الدولي.
وقال المواطن الفلسطيني عبد الكريم أبو صالح من جباليا :إن "جنود الاحتلال استعملوه وابنه الصغير دروعًا بشرية لحمايتهم، ثم كانوا يدخلوننا إلى المنازل المزمع تفتيشها، كنا ندخل في البداية إلى المنزل، ثم الكلاب، ثم الجنود، كنا ندخل قبل الكلاب".
وأوضح أن أبنائه وأبناء أشقائه استعملوا أيضًا دروعًا بشرية لحماية الجنود الصهاينة ، ثم استعملوا لتفتيش المنازل، وهدم الجدران، وفتح الشبابيك.