التاريخ يعيد نفسه فيما يخص المحاولات اليائسة من أجل إقصاء الآخر
للانفراد بالساحة(الشعرية) ...
كان ذلك قبل الثمانينات ،و تكرّر بفاس في 1994
مما أثار آنذاك ضجة على أعمدة بعض الصحف ..
و تكرّر _حسب تجربتي الخاصة- في مراكش سنة 2009 في الحفل المقام بها للاحتفاء بالمكرّمين المغاربة ضمن فئة "الأعلام" من قبل الجمعية الدولية للغويين و المترجمين العرب، و هؤلاء المكرمون أربعة أدباء منهم الشاعر حسن بن عزيز بوشو)،
..و تكرّر هذا في اللقاء(الشعري) المنظم بمكناس خلال مهرجانها الثقافي مؤخرا ،مما أثار موجة من التنديدات هنا على صفحات الفيسبوك و على غيره..
و مساندة مني للمندّدين يؤسفني أن أكون مضطرا لبعث هذه القصيدة الساخرة من مرقدها ،علما بأن محاولات إقصاء "قصيدة الشعر" بالخصوص أصبحت هي القاعدة و حضورها هو الاستثناء .و ذلك بسبب ما سماه الأديب الشاب أحمد الرجواني "باللوبيات"..
و بالمناسبة ، أشير إلى أن هذه "اللوبيات" المقصودة كانت و ما زالت هي هي على مرّ الزمان ..
أما هذه القصيدة الساخرة المنظومة على شكل قصص الشاعر الفرنسي لافونتين ، فإنّ ما عاناه صاحبها بسببها ( و بسبب غيرها من بعض أشعاره حين صدر ديوانه الذي نشرت داخله و هو "نسام و عواصف" 1997 ) من محاولات الكيد و المكر و التنغيص الممنهج في عمله كأستاذ ..ثم كمدير ثانوية تأهيلة من طرف هذه اللوبيات ، فيتضمّنها "مجلّد ضخم" في السيرة الذاتية و لكن لا تتوفّر لصاحبه هذا-حسن بوشو - الإمكانيات المادّية لطبعه و نشره ..
فحسْبه اليوم أن يبعث هنا هذه القصيدة للذكرى..و لله الأمر من قبل و من بعد
موضوع هذا المتصفح هو إدانة الإقصاء المفروض على "قصيدة الشعر العربي الأصيل".. أمّا الذين يحاولون إنكار هذا الإقصاء(لغرض في نفوسهم ) فهم كمن يحاولون تغطية الشمس بالغربال... و أما سابقة وصف شعرنا العربي بالفأر الميّت و بالمستنقع ،فتوجد في بعض نصوصي دلائل عليها (منها "حكاية البلابل و الغراب" و مقدّمتها)... ولكنني لن أكتفي بها بل سأعزّزها بأدلّة كثيرة دامغة .. و أكتفي هنا بهذا المقال لكاتب اسمه محمد كمال الخمليشي فيه تلخيص للرجّة التي أحدثتها الجرأة’ على "قصيدة الشعر العربي" يوم تكريم أحد أعمدته
قصة قصيدة لقد كان النصّ الشعري الثاني ( بعد "حكاية البلابل.." ) الذي اتّخذه بعض’ "الوصوليين" من صغار النفوس ذريعة لمحاولة الاحتيال على الشاعر حسن بن عزيز بوشو -اعتقادا منهم بأنّ إلْحاق الضرر به قد يقرّبهم إلى "جهة بعينها" ويجعلهم ذوي حظوة لديها - هو هذه القصيدة الوطنيّة العرشية التي عرّضَ الشاعر فيها تعريضا مؤدّبا بمن سمّوا قصيدة الشعر العربيّ الأصيل " _يوم تكريم المرحوم محمد الحلوي _ مستنقعا للمديح".. و قد شاءت إرادة القدر ما يلي: أ ) شاءت أن يسجل حسن بوشو قصيدته هذه للتلفزة الوطنية اثتيْ عشر( 12) يوما قبل يوم الاحتفال بعيدنا الوطني آنذاك..و هناك من النصوص ما يسجل قبل يوم الاحتفال بشهر كامل.... ب ) أن يحصل بين تاريخ تسجيل النص و تاريخ بثّه (3مارس1998) تعديل حكومي هامّ تقلد فيه المسؤولية بعض من شاء القدر أن يسموا شعرنا العربي مستنقعا و يشبّهوه "بالفأر"الميت الذي تقام له جنازة كبيرة بفاس يوم تكريم الشاعر محمد الحلوي سنة 1994.. ج ) أن يتمّ بثّ هذه القصيدة يومَ عيد العرش عبر التلفاز بصوت و صورة صاحبها(حسن بوشو) حوالي ربع ساعة قبل الخطاب الملكي السامي ( و الشاعر يجهل إلى حدّ اليوم من هو المسؤول في التلفزة الذي اختار ذلك التوقيت بالضبط لبث هذه القصيدة ، علما بأنّ أنظار المغاربة كبارا و صغارا و قلوبهم تكون فيه مركّزة على الشاشة لتتبّع الخطاب السامي... د ) بعد بثّ هذا النص الشعري (بالرغم من أنه لا ضير فيه على أحد) أحسّ صاحبه - بناء على مؤشّرات ملموسة و محسوسة - أنه أصبح "هدفا" لنبال الوصوليين المشار إليهم أعلاه...فأصبح يتحرّك بحذر و يستعدّ لسائر أنواع الكيد و المكر و التآمر (وقد نفعه الحذر بأزر من الله)، و ذلك أن وزا رة التعليم التي كان ينتمي إليها..و وزارة الثقافة..و غيرهما، هي بيد من سيرغب الوصوليون في البحث عن سبل نيل الحظوة لديهم..( و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين. )