من يحمي المطلقة؟! / امل عقرباوي

من يحمي المطلقة؟! / امل عقرباوي
---------------------------

خرجت من تجربة زواج فاشل ادت في نهاية الامر الى اطلاق وصف المطلقة عليها مما جعل البعض يعتقد بأنها فريسة سهلة امامه دون ادراك منه لظروفها او نفسيتها.

هذه المرأة اصبحت مثار حكايات فهي موضوع اتهام دائم من الرجل ومن اهله وربما تصبح موضع حكايات ليس لها اول وليس لها اخر مما يبقيها دائما الحلقة الضعيفة غير القادرة على حماية نفسها من ظلم الزمان ومن عيون الناس ورغبات البعض وما بين احاطتها باشاعات الى تتناولها بقول جارح تصبح حكاية المرأة المطلقة اشبه بالجحيم.

من يحمي المطلقة ان لم تحم نفسها هي ومن يدافع عنها ان لم تدافع هي عن نفسها وللاسف فان الرجل الشرقي بعاداته دائما ما يرفض الخطأ وحين يتم فسخ الرابط الزوجي بين الرجل وامرأته ينكل بها ابشع تنكيل ناسيا او متناسيا انها يوما حملت اسمه وصانت عرضه وربما هي ام اولاده او كانت ستكون يوما.

النظرة الى المرأة المطلقة في المجتمع الشرقي تحتاج الى نظرة انسانية اكثر رقيا وحضارة واكثر رحمة فهي امرأة اجبرت على اختيار الطلاق لظروف خاصة ربما تتعلق بضنك العيش وربما تتعلق بسوء المعاملة.

لقد باتت مجبرة على تقبل ظلم الناس وكلامهم وباتت مجبرة ايضا على حماية نفسها بنفسها من كل الاقاويل فهي خرجت من ازمة حياة صعبة جدا ستبقى خالدة في نفسها الى ازمة اخرى ربما ربما تعصف بها وان استمرت النظرة الى المطلقة كما ينظر اليها المجتمع الشرقي فحتما سيكون هذا الامر حكما بالموت عليها

أزمة أخرى، استنزفت كل ما لديها من حبّ وصبر وعطاء، وتركتها تعيش لظى الحياة والاقاويل

على المجتمع ان يبدي نوعا من التعاطف تجاه امر من لا تستمر بعلاقتها الزوجية لان كل بيت معرض لهذا الامر وكل بنت او امرأة معرضة له مما يعني ان لا احد على راسه خيمة ناهيكم عن ان المجتمع الشرقي او الرجل الشرقي يحبون تسلط الرجال اكثر واذا اخذنا بعين الاعتبار ان الطلاق ابغض الحلال الى الله فانه ان تم فان تبعياته ربما تكون ضارة بالمرأة والرجل مع الاختلاف بالنظرة والاقاويل.

من يحمي المطلقة...من عيون الناس ومن الذئاب البشرية ومن الكلام الهستيري سؤال نضعه امام كل شخص يمتلك القيم والاخلاق والرجولة ونضعه امام مجتمع لا زال يعتبر المرأة جارية وليس لها حقوقا انما عليها واجبات وهو اساس المشكلة والحل والربط بيديه بان يغير النظرة من نظرة اغتيال مبرمجة الى نظرة انسانية لامرأة فقدت شراكتها الزوجية ونضعه امام المشرعين ورجال القانون بخلق تشريعات تحميها وتعتبرها امرأة كاملة الانوثة لا امرأة ناقصة او منتهية الصلاحية دائما ما تعتبر تحصيل حاصل حتى في مسالة الزواج الثاني فانها تأتي لتسديد رغبة او فاتورة او تكملة عدد في بيت حتى وان كانت صغيرة السن فان من يريدها يكون قد اوغل في العمر وتكون هي مضطرة للقبول حتى تغلق افواه الناس وتنتقل الى مرحلة من الاستقرار حتى لو كان ذلك على ما تبقى من حياتها او شبابها.

من يحمي المطلقة في حالة الطلاق من اجبارها عن التنازل عن كافة حقوقها او تركها معلقة بما يخالف شرع الله والعرف ومن يحمي اطفالها من ضياع ان كان لها اطفال تجبر على تركهم ليسمعون اقاويل عنها ما انزل الله بها من سلطان.

في ختام الحديث نعود الى قول الله تعالى(فامسكونهن بمعروف او سرحونهن باحسان) والذي نراه ان المعروف والاحسان قد ضاع بين اهله من هذه الناحية.

صفحة 1 من اصل 1