قرية فلسطينية قديمة تخشى ضياع الفرصة لتسجيلها لدى يونسكو
July 1, 2013
bateer village 230_400x300
بيت لحم ـ رويترز: كانت قرية بتير الزراعية الصغيرة القريبة من بيت لحم بالضفة الغربية قد أعدت طلبا لمنظمة التربية والعلم والثقافة التابعة للأمم المتحدة (يونسكو) لوضعها على قائمة مواقع التراث العالمي المهددة بالزوال في محاولة للحيلولة دون بناء جزء من الجدار الإسرائيلي في أرضها.
تعاون سكان القرية ومجلسها البلدي مع وزارة السياحة الفلسطينية في إعداد الطلب ليقدم إلى يونسكو خلال جلسة في أواخر حزيران (يونيو).
لكن الطلب لم يقدم رغم إرساله الى السفارة الفلسطينة في باريس وإلى الوفد الفلسطيني لدى يونسكو في لعاصمة الفرنسية.
وذكر أكرم بدر رئيس مجلس قرية بتير لتلفزيون رويترز أنه لم يتلق ردا من وزارة الخارجية الفلسطينية عن سبب عدم تقديم الطلب.
وقال “عندما بدأت أوامر الجدار بالوصول إلينا فكرنا باستعمال ملف اليونيسكو للحفاظ على هذه المناطق وخاصة هذه المصاطب التاريخية التي يزيد عمر بعضها عن 4000 عام.. للحفاظ عليها والحفاظ على الأراضي والحفاظ على كل هذه الطبيعة الموجودة في هذه المنطقة. فمن عام 2008 ونحن بدأنا بالتفكير في إدخال اليونيسكو في هذا المجال.”
تشتهر بتير المتاخمة لحدود إسرائيل بمصاطبها المزروعة ومنظومتها الفريدة لري الأرض منذ آلاف السنين.
وقال بدر أن تأخير تقديم الطلب إلى يونسكو ربما يؤدي الى ضياع فرصة ذهبية للحفاظ على ذلك التراث.
وأضاف “في الواقع تلقيتها بأول شيء بأسف شديد وانزعاج شديد لأنه نحن في سجال مع جيش الإحتلال الصهيوني على إقامة هذا الجدار وكان عندنا سلاح نستطيع أن نستعمله ضد إقامة هذا الجدار وهو تسجيل هذه المنطقة على قائمة التراث العالمي وبالتالي حفظ هذه المنطقة وحفظ الأرض والمحافظة على منطقة شهدت لها اليونيسكو بأهميتها كتراث عالمي.”
ويقول سكان القرية إن الجدار الإسرائيلي سيخل بمنظومة الزراعة والري على نحو يستحيل إصلاحه كما سيؤثر سلبا على الحياة البرية في المنطقة وسيحد من حرية الأهالي في الحرمة.
ويمر خط القطارات الواصل بين تل أبيب والقدس بالقرب من بتير بمحازاة خط الهدنة الذي حددته الأمم المتحدة عام 1949. ويقع نحو 30 في المئة من أراضي القرية خلف مسار القطارات ويستطيع السكان الوصول إلى تلك الأراضي بحرية بموجب اتفاق قائم منذ عشرات السنين مع الحكومة الإسرائيلية.
ونظرت المحكمة العليا الإسرائيلية في ديسمبر كانون الأول 2012 التماسا ضم رسالة دعم من هيئة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية لتغيير مسار الجدار وإبعاده عن بتير.
وذكرت رولا معايعة وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية أنها لا تعلم سبب عدم تقديم الطلب إلى يونسكو.
وقالت “يعني نحن من البداية اشتغلنا مع بلدية بتير.. مع المجلس البلدي هناك.. على إنجاز هذا الملف وجبنا خبير من الخارج وضع اللمسات الأخيرة على هذا الملف وفور الانتهاء منه تم تسليمة لوزارة الخارجية ولسفارتنا في اليونيسكو. يعني لماذا لم يتم تسليمه.. طبعا هذا بعود ممكن لجهات أخرى وليس لوزارة السياحة.”
واتصل تلفزيون رويترز بوزارة الخارجية الفلسطينية لكنها لم تتلق حتى الآن توضيحا للموقف.
لكن حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قالت إن الطلب ما زال بسبيله إلى التقديم.
وأضافت “لم يسحب هذا الملف وأنا طلبت تأكيدات رسمية من الحكومة الفلسطينية بأن هذه الأمور ما زالت قائمة وبأن ملف بتير ما زال قائما وأنه يقدم لليونيسكو للبت فيه. وهناك قضايا أخرى. هناك خمس قضايا أخرى قيد البحث في اليونيسكو وقضية بتير هي العام الحالي بينما القضايا الخمس السابقة كانت منذ العام الماضي. فبالتالي يجب علينا أن نتأكد من أن جميع الإجراءات مستوفاة وجميع المتطلبات الفنية مستوفاة أيضا ولدينا قضايا أخرى وملفات ستقدم إلى اليونيسكو ولن نسحبها.”
وأعلن يونسكو في 29 حزيران (يونيو) 2012 تسجيل بعض أجزاء مدينة بيت لحم في الضفة الغربية وكنيسة المهد التي تضمها في قائمة مواقع التراث الإنساني العالمي المهددة بالخطر.