كشف سفير تركيا في تل أبيب اوغوز تشيليك كول القصة الكاملة للقائه مع نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون، والتي تسببت في أزمة دبلوماسية خطيرة بين البلدين انتهت باعتذار إسرائيلي خطي عن الذي حصل.
وقال تشيليك كول إن ايالون كان قد اتصل به، وحدد يوم 14 كانون الثاني الحالي موعدا للقاء من اجل التعارف، لكن في صباح 11 الحالي اتصل به ايالون من مكتبه وسأل عن إمكانية إجراء الموعد في اليوم ذاته، وهكذا كان وذهب إلى مكتب ايالون وانتظر حوالي الدقيقة فقط عند الباب، فيما أظهرته وسائل الإعلام كما لو انه كان ينتظر منذ مدة طويلة.
وأوضح تشيليك كول خلال روايته التي نشرتها "السفير" اللبنانية اليوم الاثنين أن اللقاء لم يكن يتضمن جدول أعمال محددا لا اعتراضا على مسلسل "وادي الذئاب" ولا أي شيء آخر. وأشار إلى أن وسائل الإعلام كانت دائما تغطي نشاطه "لذلك عندما وجدت وسائل الإعلام هناك لم أشعر أن هناك شيئا ما مختلفا".
ويتابع السفير "بعد دخولي إلى مكتب ايالون مد يده وصافحني بحرارة معربا عن اعتذاره من تقديم الموعد إلى 11 من الشهر ثم دخلنا الى غرفة صغيرة هي مكتبه. وبعد ذلك جلسنا كل إلى مقعده ولم يكن هناك موضوع محدد للحديث حوله. هناك أي شيء يمكن ان يتحدث حوله دبلوماسيان يتعارفان للمرة الأولى".
بعد ذلك دخل صحافي إسرائيلي وتحدث بالعبرية مع ايالون، الذي قال لتشيليك كول انه أراد الاجتماع به لكي يعبر له عن استياء الإسرائيليين على مسلسل يعرض في تركيا. وهنا قال السفير التركي لأيالون انه ليس عنده فكرة عن الموضوع، وكان يجب أن يخبره مسبقا بموضوع الاجتماع.
وتابع تشيليك كول بأنه قال لأيالون انه عرضت في السابق مسلسلات وأفلام ضد الشعب التركي، مشيرا إلى انه ابلغ ايالون أنه سيغادر إلى تركيا ليواكب زيارة وزير الدفاع ايهود باراك. وقال السفير إن "ايالون ودعه من جديد بحرارة مصافحا، وبهذا المنوال انتهى اللقاء".
بعد ذلك مباشرة فهم السفير أن المصوّر الذي دخل إلى الغرفة وتحدث بالعبرية كان قد قال لأيالون: "هل يمكن لنا أن نلتقط صورا لك وأنت تصافح السفير؟" فأجابه ايالون: "أنا لا أمد يدي إلى يد السفير، والتقط صورا للوضع الذي تراه. انظر، هنا العلم الإسرائيلي فقط وهو (السفير) يجلس على مقعد أكثر انخفاضا من مقعدنا". ويقول السفير انه عرف ذلك من خلال أسئلة الصحافيين لدى خروجه، علما أن ايالون صافحه وبحرارة لدى دخوله إلى الاجتماع ولدى خروجه منه.
بعد هذا الاجتماع، سئل السفير عما إذا كان ايالون اتصل به واعتذر عما حدث فقال إن "ايالون لم يتصل به شخصيا لكن أصدقاء مشتركين نقلوا إليه رسالة من ايالون مفادها انه "إذا كنتُ قد سببت أي اهانة فأنا أتأسف، فقد خرجت الأمور من سيطرتي"، لكن السفير لم يأخذ ذلك بجدية وأبلغ أنقرة بما حصل. وأضاف "لو أن ايالون تحدث بالانكليزية وقال انه لا يمد يده إلي فمن الطبيعي أن انهي الاجتماع"، معتبرا أن الأزمة انتهت في جانبها الدبلوماسي بالاعتذار الذي كان كافيا.
وأعلن السفير انه خرج بعد يومين من الحادثة، واحتسى القهوة مع أصدقائه، وقد صادفه الإسرائيليون في الشارع وأعربوا له عن تعاطفهم معه. ووصف الحادثة بأنها نادرة في التاريخ الدبلوماسي، وسيكون مكانها في كتب التاريخ الدبلوماسي. وتمنى ألا يتجدد هذا النوع من الأحداث التي تشبه سيناريو الأفلام.
من جهة ثانية، أعلن كاتب سيناريو مسلسل "وادي الذئاب ـ الشرك" بهادير اوزدينير انه يعد فيلما يظهر بشكل اكبر "الجرائم ضد الإنسانية" التي ارتكبتها إسرائيل. وأوضح، في مقابلة مع صحيفة "وطن" نشرت أمس الأول، أن الفيلم الذي سيفرغ منه هذا العام سيخصص لوصف معاناة الفلسطينيين في غزة و"سيظهر إسرائيل كما هي، مع أياد ملطخة بالدماء، من دون رحمة تستخف بكل القيم الإنسانية". وقال "إن ما نقوم به هو من الخيال، لكن ماذا نقول عما يقومون به، جرائمهم ضد الإنسانية انها واقعية".