صنعاء- يحتفي اليمنيون بمرور عقدين على إقامة الوحدة بين شطريه مع تصاعد أعمال العنف المسلح في المحافظات الجنوبية وعودة الخروقات العسكرية بين الجيش والحوثيين في أقصى الشمال الغربي وعلى مقربة من الحدود السعودية.
وقال مصدر أمني ليوناتيد برس انترناشونال إن تدابير احترازية متعددة اتخذت من أجل السيطرة على أي طارئ قد يقدم عليه عناصر مايسمي (الحراك الجنوبي) غدا السبت بهدف تعكير أجواء الاحتفاء بالعيد الوطني الكبير ممثلا بالوحدة.
واضاف إن اللجنة الأمنية أقرت خطة لتأمين الاحتفال بالعيد الـ20 لتحقيق الوحدة اليمنية، وأنها اتخذت عدداً من الإجراءات والتدابير لمواجهة أعمال الشغب والتخريب ودعوات الإضراب المشبوهة.
ومن جانبه، دعا الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض في بيان له الجمعة ما وصفه بـ(شعب الجنوب) إلى التظاهر في المدن والقرى الجنوبية للمطالبة بفك الارتباط عن الشمال، ودعا الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الإشراف على استفتاء للانفصال عن الشمال.
غير أن رئيس الوزراء اليمني الدكتور علي مجور أكد أن الدولة لن تألوا جهداً في مواجهة كل من يعمل خارج النظام والقانون ويزعزع أمن واستقرار الوطن في إشارة إلي زيادة أعمال العنف في الجنوب.
وقال مجور، في احتفال جماهيري بمناسبة الوحدة الجمعة، إن الدولة ستمضي في ترسيخ مناخات الأمن والاستقرار وأنها ستهزم الشر وتنتصر للإرادة الخيرة، معتبراً أن اليمن بخير لكنه يحتاج إلى إسهامات الخيريين في مسيرة التنمية والبناء.
وتصاعدت أعمال العنف المسلح التي تشهدها المحافظات الجنوبية الأسبوع الجاري لتصل حد استهداف المواكب الرسمية والمسؤولين الأمنيين أبرزهم نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع رشاد العليمي.
وعاد التوتر مجدداً في محافظة صعدة ومنطقة حرف سفيان في شمال اليمن، والمحاذية للحدود مع السعودية هذا الأسبوع بين الجيش والحوثيين، في طل وعودة الطرفين إلى التمركز واستحداث الحواجز العسكرية على الطرقات، وتبادل الاتهامات بارتكاب الخروقات.
واتهمت السلطات اليمنية الحوثيين القيام بخروقات لهدنة الـ11 فبراير/ شباط الماضي لوقف العمليات العسكرية بين الطرفين وأنهم قد أقدموا على قتل 30 شخصا من المدنيين الأمر الذي نفاه الحوثيون بشدة.
واتهم الحوثيون في بيان وزع عبر البريد الالكتروني السعودية بالتحرك مجدداً لشن هجوم على اتباعهم في المناطق الحدودية، وأكدوا أن موضوع صعدة أصبح ذا بعد دولي أكثر منه شأنا يمنياً، واتهموا السعودية ببتدمير خمس قرى بالكامل من أجل إقامة منطقة عازلة بين البلدين.
وزاد من مخاوف اتساع العنف المسلح في المحافظات الجنوبية اتهام السلطات لـ(الحراك الجنوبي) باستخدام المدنيين دروعاً بشرية.
لكن قائد ما يسمي كتائب (سرو وحمير) طاهر طماح، أحد قيادات الانفصال، قال في تصريح إن معظم المسلحين جنود سابقون ومتدربون على القتال.
وأوضح طماح، الذي ورد اسمه على رأس قائمة الـ50 مطلوباً أمنياً أعلنتها الداخلية اليمنية، أن العدد الإجمالي للمسلحين الانفصاليين في مديريات ردفان يبلغ 4000 مسلح.
ويخشي أن يؤدي تصاعد العنف المسلح في الجنوب، الذي يقوده الحراك الجنوبي، وفي الشمال علي يد الحوثيين، إلى تفكك اليمن.