وللحرية الحمراء باب...............بكلّ يد مضرّجة يدقّ
جزاكم ذو الجلال بني دمشق.......وعزّ الشرق اوله دمشق
سلام من صبا بردى أرقّ.........ودمع لايكفكف يادمشق
ججو متي موميكا كندا
(( الحريّة أثمن من رغيف الخبز ))
ما اشبه اليوم بالبارحه بالامس العراق وغدا سوريا ولكم الله ياشعوب العرب
الحرية كلمة رقيقة وشفافه تنشد لها الشعوب منذ بدء الخليقه وضرورتها ليست للانسان فقط يتنسم بها ويعيش حرا طليقا بلا قيود لكن حتى الحيوانات تطلبها ولاتطيق القيود في رقابها ولا الاصفاد في ارجلها...ولي حكاية طريفه بهذا الشأن احدثكم بها قبل سرد مقالتي هذه :
يحكى على لسان العرب قديما بان كلبا وذئبا تصاحبا ردحا من الزمن واخذا عهدا بينهما ان لا يخونا بعضهما مهما بلغت الشدّه والضيم بينهما فكان الوفاء شعارهما في التنقل والمأكل والنوم يتقاسمان ما تيسر من صيد او فريسة او طعام من اهل الرحم وما يرمى في الطرقات ...مرّت سنون طوال والصديقان على ودّ دون ان تعكر المشاكل مزاجهما اوتشوب علاقتهما خلل او طمع كلاهما قنوعان بما يرزقهم الله من طعام ...شاء القدر بعد فترة ان يفترقا عدة سنوات فحزن الذئب على فراق اخيه الكلب وبكاه مّر البكاء حتى كاد ينساه لطول فترة الفراق .
لكن هناك حكمة تقول جبل لايلتقي بجبل لكن الوجوه تتلاقى فشاءت الصدفه ان يمر الكلب يوما من امام الذئب ليفاجئه وهو باحسن حال من الذئب فبدا نشيطا مرحا نظيفا سمينا بينما الذئب قد نحل جسمه وهزل وهرم من شدة الجوع وقسوة الظروف... فنظر الذئب الى الكلب مطاطيء الراس ومستغربا ليسأله ...كيف حالك صديقي العزيز ؟ وما سر أناقتك و جمال منظرك ونظافة جسدك ؟وانت ترى حالي بائسة اعيش على الفتات فذاب لحمي ونخرت عظامي وتساقط شعري لكثرة الامراض والجوع ؟...لماذا نسيتني ؟ اهكذا كان عهدي بك ؟ام اتفقنا ان لا نفترقا او نخون بعضنا البعض؟ ...اجابه الكلب !!!صدقت يا صديقي الذئب فمنذ ان فارقتك جاءني رجل ميسور الحال وغني وصاحب مزارع ومواشي واستعان بي لحراسة املاكه وانا سعيد معه لكثرة ما يقدم لي من طعام وشراب ورعاية خاصة ...فنظر الذئب الى الكلب محدقا بغيرة حاده والم قائلا: ولماذا نسيتني الم تتذكر اخاك المحروم والجائع فتساعده ؟
نظر الكلب الى الذئب واغرورقت عيناه حزنا على الذئب نحيل الجسم مبررا غيابه عنه و معتذرا منه ...
لكن فراسة الذئب وذكائه جعلت الكلب يتخبط عندما ساله الذئب قائلا:
((هل لك ان تحدثني يا صديقي الكلب عن هذا الخط الدائري المرسوم حول رقبتك )) ما سره ؟ ))اجابه الكلب قائلا :: (( يا صديقي هذا اثر الحبل الذي يربطني به صاحبي في المزرعه ويقودني حيث يشاء واحيانا يربطني بسلسله ثقيله من الحديد )) حينئذ ضحك الذئب ساخرا وهزّ راسه مستهزئا به ... يربطك صاحب الدار؟ ولماذا؟ وكيف ترضى ؟ واين حريتك وانت تبيعها بفضلات من الطعام وعظام الدجاج الميت هل هذا ثمن حراستك ؟ وتريد ان تصحبني معك للمزرعه ؟ لا يا صديقي لا والف لا ...اعذرني انا لن ابيع حريتي بفتات الخبز وفضلات الطعام اتركني احفظ كرامتي بما ارتزق منه وانا طليق اليدين والرجلين فالحرية اثمن من رغيف الخبز لن اشاركك في العمل وتبا للطعام الذي يعطى بدلا من الحريه ثم افترقا .
اذا حتى الحيوانات ترفض القيود وترفض العبوديه وتطلب العيش الطليق بدلا من الاقفاص وهذا شان الطيور والمواشي والخيول وغيرها فكيف بالانسان ان قيّدت حريته لا بل كيف بالشعوب ان قيدت حرياتها وامتلات السجون بالمعتقلين .
عزيزي القاريء:
العالم بجميع قاراته تسوده الفوضى والاضطرابات وتظاهرات واحتجاجات واعتصامات وما شابه ذلك وجميع الحروب التي شنت على الشعوب المغلوب على امرها وزهقت الاف الارواح ونكبت مجتمعات ودمرت مدن كان سببها طلب الحريه والتحرر من الطغيان والاستعمار فكان ثمن هذه الانتفاضات والثورات دماءا زكيه طاهره من اجل غد سعيد وهذا ما لمسناه طوال اكثر من 6 عقود مضت ...شاهدنا كيف انتهت الدكتاتوريات واضمحلت والى الابد دون عوده ...وشاهدنا انهيار حكومات عميله وهزيله مرتبطه بالاجنبي حتى جاء قرار شعوبها للتمثيل الديمقراطي وهذا ما حصل في بلدان الربيع العربي ...كما شاهدنا قصاص الشعوب من حكامها بدءا من رشقهم بالاحذيه والطماطم والبيض الفاسد والاغتيال حتى تخليص شعوبهم من ظلم حكامهم الاشرار وهاهي الدائره تتوسع وتكبر وتعبر قارة أسيا شرقا وغربا ...اذا مالذي يحصل في عالمنا
اليوم من سيناريوهات متنوعه ومالذي ينتظره العالم وهو يحبس انفاسه لما قد يحصل في سوريا الاسبوعين القادمين ؟
عزيزي القاريء:
كتبت مقالتي بمناسبة الاحداث المتسارعه هذه الايام بشكل محموم وسط مزايدات سياسيه وتراشق وحرب كلاميه مستعره بين حلف روسيا وايران وبعض المنتفعين من جهة وامريكا واوروبا وبعض المحررين والفاتحين الجدد ومن تحالف معهم لضرب سوريا من جهة اخرى فلمن تكون الغلبه ومن الكاسب ومن الخاسر ونحن نعلم بان الحروب لا غالب فيها وهنا (( الضحيه الشعب السوري المنكوب )) كما كان بالامس الضحيه الشعب العراقي هذه الاتهامات والتي تنذر بفعل مشؤوم يدور في اروقة البيت الابيض والبنتاغون في عملية شن هجمه انتقاميه لسوريا نخشى ان تتشابه فصولها ومسبباتها ونتائجها ضربة العراق ابان الغزو الامريكي واحتلاله عام 2003 .
شدّني قلمي للكتابه عن هذا الحدث الخطير والعالم يحبس انفاسه بين ساعة واخرى يترقب المذبحه والعياذ بالله من نتائجها ان ركب الجنون رؤوس اصحاب القرار وماذا ستفعل الصواريخ والقنابل والطائرات الشبحيه والاسلحه الفتاكه الاخرى بهذا الشعب المسكين والذي لاحول له ولا قوة الا بالله ...نظرا لاختلاف توازن القوتين الامريكيه والسوريه بعد تنصل وناي عن النفس من قبل حلفاء سوريا بما فيهم روسيا وايران وخوف العالم مما يخفيه بشار الاسد من اسلحة دمار شامل في مخازنه وكيف سيرد وهو يهدد ويتوعد بحرب عالميه ثالثه وبرد صاعق وحرق المنطقه ولاندري ماذا يخفي من قوة او سلاح لمواجهة امريكا يهدد بها اعداءه بين الفينة والاخرى .(( هل سيخطيء اوباما نفس الخطأ الذي وقع فيه بوش ؟)) وهل امريكا بحاجه الى مستنقع ثالث يسقطها فيه ؟
عزيزي القاريء:
عنونت مقالتي هذه بقصيده مشهوره وعظيمه لامير الشعراء احمد شوقي ابان الاحتلال
الفرنسي لمصر هذه القصيده التي اجّجت مشاعر العرب والمصريين بالذات أنذاك وكانت تنشد وتتردد على الالسن صباح مساء لحشد الوطنيين الاحرار في الدفاع عن وطنهم .
سوريا عزيزة على قلوبنا بكل مدنها وعاصمتها دمشق ام الدنيا ومنارا للعالم قديما وحديثا حضاراتها تمتد الاف السنين شعبها بكل طوائفه مسالم غيور على وطنه واخوته حريص على وحدته لكن ما حصل وما يحصل خلال السنتين ونيف ينذر بمستقبل مجهول حيث يتربص لهذا البلد اعداء من الداخل ومن الخارج مطامع ومؤامرات ودسائس وفتن واضطرابات بلغت حدا لايطاق احداث دمويه وقتل ممنهج وتخريب في كل ميادين الحياة نظرا لتعنت السلطه والحاكم في الالتصاق بكرسي الحكم والتشبث به دون مراعاة حقوق السوريين من كل الاطياف.
سيناريو سوريا اليوم بدا يتقارب مع سيناريو العراق بالامس وما اشبه اليوم بالبارحه خطوه خطوه وبسرعه امريكا تستقطب دول العالم وتتجه الى تشكيل تحالف يشبه في بنيته التحالف الثلاثيني الشرير الذي مزّق مدن العراق وهدم بنيانه وفرّق شعبه وجعلهم احزابا وميليشياتا تعيث في الارض فسادا وقتلا وتفجيرا ورشوة حتى اعادونا الى زمن الفانوس واللاله...وهنا يتبادر الى الذهن (( هل اصلح التاجر ما افسده الدهر ؟)) ماذا حققت غزوة امريكا للعراق طوال عشرة اعوام غير القتل والنهب والتهجير وتخريب المدن ؟ اين متنفس الحريه التي جلبها الامريكان للعراق ؟ اين سعادة ورفاه العراقيين اين حرية التعبير ؟ اين حرية ممارسة الاعمال ؟ اين حرية الصحافه ؟ حرية العباده ...حرية الانتماء ؟كلها مفقوده اذا ماذا جنى العراقيون من التغيير الذي يتشدق به الفاتحون ؟
عزيزي القاريء:
ماينتظر سوريا لاسمح الله اسوأ مما حصل في العراق لتشابه البيئتين والعياذ بالله وهذا ما لا نتمناه لاخوتنا في سوريا ...في العراق قوميات وطوائف وملل كانت متأخيه تعيش بكفاف ولاتفكر يوما بانه سيأتي زمن الاخ سيقتل اخاه والاب سيتنّكر لاولاده ...وابن العم يتربص لابناء عشيرته ...وهاهي سوريا تنقسم على نفسها وتتشظى شيعا واحزابا وطوائف تتناحر فيما بينها وهذا ما تمناه الاعداء لهذا البلد اكثر من 110 الاف قتيل جلهم اطفال ونساء وشيوخ واكثر من مليونين نازح و مهاجر ومئات الالوف من المعتقلين والمفقودين والمعوقين والمشردين والبلد اجتاحه خراب ودمار وهدم للبنى التحتيه ...اذا :
ماذا ينتظر بشار الاسد وحكومته والبلد اصبح قاب قوسين او ادنى من حرب اهليه الم تحن ساعة الرحيل ياسيادة الرئيس ؟
الم تزف ساعة الخلاص لتنقذ شعبك من الويلات والخراب والدمار الذي لحق به .اتق الله واعمل بنصيحة العقلاء
اتخذ قرارك الجريء وتنحى عن السلطه فما دامت الدنيا لاحد فالشعوب باقيه والحكام الى زوال ...اين زعماء العالم واين جنرالاته واين رؤوساءه ُ/ اين ابوك واين القذافي ومبارك وبن علي والاف غيرهم هل دامت السلطه لهم لتدم لك ...كفاك تعنتا بالكرسي وارحل فلقد دنت ساعة الخلاص وقربت فليس لك من الحكمه والعقلانيه الا اعلان استقالتك واترك شعبك يختار طريقه و حريته .
كفى زهق الارواح وقتل الاطفال والنساء والشيوخ فالتاريخ قد لعن كل الحكام الدكتاتوريين ...اركن الى حكمة العقلاء من شعبك حرصا على سلامة سوريا وشعبها فوالله نحن اشد خوفا منكم على اخوتنا في سوريا ان لايصيبهم ما اصابنا احفظ ماء وجهك...انظر ما حصل لبلدنا العراق الجريح وشعبنا... زادت قروحه ,وتخزنت جروحه , ولازال يئن من شدة الاوجاع شاهد ملايين اليتامى والارامل والمعوقين والمفقودين في مدننا والقتل والتفخيخ والتفجيرات تزداد يوما بعد يوم ...ماذا جنى العراقيون من غزوة بوش غير الدمار والتشتت وتهديم البلد ...احرص على شعب سوريا واحزم حقائبك من غير رجعه ودع شعب سوريا يضمد جراحاته ويداوي كلومه ويعمر ما خربتموه ...احرص على سوريا واستقل من رئاسة الدوله لتكف اميركا وحلفاءها وتتراجع عن قرارها في الهجوم المرتقب والمزعوم ...فالامريكان لايرحمون في قتل الشعوب وراء مصالحهم .
اتخذ قرارك برجوله واعلنها للملأ وانظر ماذا لحق بسوريا الجريحه وهي تنزف دماءا طاهره في معظم مدنها انظر المدن ماذا حل بها بعد ان تحولت الى ركام واكوام من الانقاض بعد ان هدمت على رؤوس ساكنيها ...الم تتجرأ باعلان استقالتك حقنا للدماء فالحرب ليست نزهة والعد التنازلي يقترب اسحب البساط من تحت اقدام الامريكان لانهم تجار حروب وسماسره و تهديدهم ان نفذوه لاسمح الله لاتحمد عقباه فكل قنبلة او صاروخ يضرب في سوريا يقتل اخوتنا وهم سوريون سواءا كان الضحيه عسكريا ام مدنيا وسواء كان القتيل مسلما شيعيا علويا ام سنيا
مسيحيا او درزيا ام كرديا كلهم ابناء سوريا ويا لخسارة كل قطرة دم من سوريا وا اسفاه اركن الى التهدئه يابشار الاسد واحقن دماء شعب سوريا واعلنها جهارا نهارا ....(( لقد تنازلت عن عرش سوريا وسامحوني واغفروا لي ذنوبي بكل ما ارتكبت من خطا في حقكم ... )) واخيرا نصيحتنا والعالم كله للرئيس الامريكي اوباما ولبشار الاسد لان القرار والمفاتيح بايديهما فقط ان لايركبا رأسيهما ويتخذا ((قرارا مجنونا )) التريث ثم التريث لاوباما حتى يحتكم بشار لنصيحة العقلاء ويقدم استقالته ويترك السلطه ونكون قد حقنّا دماء السوريين ودول الجوار والقادمين من خلف الحدود والسلام للشعوب المسالمه والمغلوب على امرها .
ورحم الله رجلا عرف قدر نفسه وصان نفسه من الزلات