حناني ميــــــا الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 24054 نقاط : 219238 التقييم : 15 العمر : 82
| موضوع: العراق.... حصاد عشرة سنين : أ.د. داخل حسن جريو - عضو المجمع العلمي العراقي الأحد 3 نوفمبر 2013 - 2:02 | |
| العراق.... حصاد عشرة سنين : أ.د. داخل حسن جريو - عضو المجمع العلمي العراقي
| العراق.... حصاد عشرة سنين أ.د. داخل حسن جريو عضو المجمع العلمي العراقي وها نحن نفتح سجل الذكريات لتعود بنا الذاكرة لسنوات عجاف عشنا تفاصيلها على مدى عشرة سنين بدأت في العام 2003, عندما تلبدت سماء العراق ثانية بسحب سوداء, في وقت كان فيه شعب العراق يتطلع إلى ثمة أمل بتخفيف وطأة الحصار الظالم الذي أعياه على مدى أكثر من ثلاثة عشر عاما دون اقترافه لأي ذنب, وإذا بطبول الحرب تقرع مرة أخرى بصورة أقوى وأشد مما مضى حيث اعتاد شعب العراق في عقد التسعينات من القرن المنصرم على قصف منشاءاته الحيوية أو حرق مزارعه عبر غارات جوية أو قصف صاروخي مدمر بين الحين والآخر.بدأت الولايات المتحدة الأمريكية ومن تحالف معها في العام المذكور بحشد قواتها العسكرية برا وجوا وبحرا لغزو بلد آمن أنهكه حصار ظالم فرضته هيئة الأمم المتحدة تنفيذا لإرادة الولايات المتحدة الأمريكية المتغطرسة,حرم فيها العراق من أبسط مقومات الحياة, فضلا عن فرض حضر شامل للطيران العراقي في معظم أجزاء العراق , وفرق تفتيش عن أسلحة دمار شامل مزعومة تجوب جميع أجزاء العراق دون مراعاة لسيادته وحرمة أراضيه, ترافقها بين الحين والآخر ضربات صاروخية أمريكية مدمرة دون أي اكتراث لما ينجم عنها من خسائر بشرية هائلة. وبعد أن باءت محاولات الولايات المتحدة الأمريكية ومن تحالف معها بإسقاط النظام الحاكم في العراق حينذاك ,ابتدعت أكذوبة أن العراق ما زال يمتلك أسلحة دمار شامل تشكل تهديدا لأمن المنطقة والعالم بعامة وأمن الولايات المتحدة الأمريكية وأصدقاؤها بخاصة, وبأن العراق ينشر الإرهاب بتعاون مزعوم مع تنظيم القاعدة الذين هم أوجدوه في أفغانستان لمحاربة السوفيت قبل أن ينقلب السحر على الساحر لمحاربة الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بعد انسحاب السوفيت من أفغانستان. أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1998 قانونا غريبا أسمته قانون تحرير العراق , وهذه حالة نادرة وفريدة في تاريخ العلاقات بين الدول, أن تصدر دولة قانونا لتحرير دولة أخرى , بينما يحرم القانون الدولي التدخل بشؤون الدول الأخرى, بل العكس من ذلك يؤكد على حرمة سيادتها وصيانة أراضيها وحقها المشروع باختيار نظمها السياسية والتعايش السلمي بين الدول وحل المنازعات بينها بالحوار والطرق السلمية. ولتنفيذ هذا القانون السيئ الصيت قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتمويل بعض الجماعات المناوئة للنظام السابق بهدف زعزعته تمهيدا لغزوه واحتلاله.وحيث لم تتمكن قوى المعارضة المدعومة أمريكيا من تحقيق أية نتائج ملموسة داخل العراق,ارتأت خوض معركة عسكرية فاصلة مع النظام الحاكم في العراق بدعوى علاقته مع المنظمات الإرهابية وامتلاكه أسلحة دمار شامل ثبت بعد غزو العراق واحتلاله زيفها وبطلانها جملة وتفصيلا. وكعادة المحتلين في كل زمان ومكان نشرهم الأكاذيب بتوظيفهم آلة إعلامهم الواسعة والمنتشرة في كل مكان بأنهم دعاة سلام , مبشرين العراقيين ببزوغ عهد جديد من الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون وتحقيق الرفاهية والتوزيع العادل لثرواته , بعد أن أوهموهم أن شعب العراق إنما يتطلع للخلاص من حكامه المستبدين على أيديهم وسيفرش لهم الطريق بالزهور والرياحين. وقد غرهم سهولة دخولهم بغداد في بادئ الأمر دون مقاومة تذكر, لذا فأنهم قد أوغلوا بتدمير دولة العراق وكل مقومات حضارته وإرثه الثقافي, وكأنهم أرادوا بذلك مسح ذاكرته من ماضيه التليد, فقد كان أول قرار أصدروه عند احتلالهم العراق قرارا أمميا من هيئة الأمم المتحدة بوضعه تحت الاحتلال الأمريكي في الوقت الذي تحررت فيه جميع دول العالم من نير الاستعمار الأجنبي, وكان العراق في مقدمة هذه الدول حيث أسس دولته الحديثة عام 1921 وكان عضوا في عصبة الأمم عام 1932 وعضوا مؤسسا في هيئة الأمم المتحدة عام 1945 وعضوا مؤسسا في جامعة الدول العربية عام 1946. توالت بعدها القرارات السيئة الصيت , كان أولها حل الجيش العراقي أحد أقدم الجيوش العربية حيث يعود تاريخ تأسيسه إلى العام 1921, وحرمان جميع منتسبيه من أي مورد رزق لهم, وطرد آلاف العراقيين من وظائفهم وحرمانهم من حقوقهم التقاعدية التي يستحقونها قانونا, مما أفرغ الدولة من كوادرها التقنية والإدارية والعسكرية والأمنية, نجم عنها انفلات أمني واسع ,كما دفع الكثيرين ممن تم تسريحهم إلى الانضمام إلى المجموعات المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة ومافيا الفساد والإفساد, فضلا عن نهب وثائق الدولة وكل ما يمت بصلة إلى تاريخ العراق العظيم حيث نهبت متاحفه وجامعاته ومكتباته ومراكزه العلمية التي لا يسع المجال هنا لخوض تفاصيلها, بل سنكتفي بجرد مقتضب لما آل إليه حال العراق على مدى السنوات العشرة المنصرمة, إذ لم يخطر ببال العراقيين أنهم سيكونوا ضحايا تبعات هذا العدوان الغادر حيث أدى الغزو الأمريكي إلى انفلات أمني وتفكك اجتماعي وسياسي وتناحر طائفي وتدمير بيئي شامل. تشير بعض التقارير إلى أن القوات الأمريكية خلفت وراءها نحو خمسة آلاف طن من النفايات الخطرة و ( 14500 ) طن من الزيوت النفطية والأتربة الملوثة بالزيت التي تراكمت على مدى سنوات وجودها في العراق, مما أدى إلى أضرار خطيرة بالإنسان والبيئة.أما على صعيد الخسائر البشرية فيشير تقرير أصدرته منظمة " إراك بودي كونت " إلى أن ما بين ( 112 ) ألف و( 122 ) ألف شخصا مدنيا قتلوا خلال أعمال العنف المتواصلة في العراق منذ غزوه عام 2003 , فيما بلغ مجموع من قتل بضمنهم المقاتلين والعسكريين نحو ( 170 ) ألف شخصا. وأشارت المنظمة إلى أن معدلات العنف لا تزال مرتفعة في العراق , إذ يقتل كل عام بين أربعة آلاف وخمسة آلاف شخص , وهو ما يعادل تقريبا عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في العراق منذ عام 2003 الذي يبلغ نحو ( 4804 ) جنديا. وتعود أسباب القتل إلى الاحتلال الأمريكي وما تبعه من أعمال إرهابية وصراعات طائفية وتسوية حسابات سياسية. وتعد بغداد المنطقة الأكثر خطورة في العراق حيث قتل فيها نحو ( 48 ) في المائة من العدد الإجمالي للقتلى. وعلى مستوى المحافظات كانت محافظة ديالى في المقدمة بنسبة عدد الضحايا من إجمالي السكان بنسبة (9 ) ضحايا لكل ألف من السكان , تليها بغداد بنسبة ( 8 ) من كل ألف من السكان , والأنبار بنسبة ( 6 ) وصلاح الدين بنسبة ( 5 ) ضحايا في العام 2012. وتعد تقديرات منظمة إراك متواضعة, إذ تشير تقديرات مجلة " لانسيت " الطبية في دراسة أصدرتها عام 2006 إلى أن عدد العراقيين الذين قضوا جراء الحرب خلال ثلاث سنوات بأكثر من ( 600 ) ألف شخص. أما استطلاع صحة الأسرة العراقية الذي دعمته منظمة الأمم المتحدة , فقد قدر عدد من قضوا جراء أعمال العنف الممتد ما بين شهري آذار 2003 وحزيران 2006 بنحو ( 150 ) ألف شخصا. تشير بعض التقارير بأنه قد تم اغتيال نحو ( 500 ) عالم عراقي على أيدي مجهولين وفق قائمة معدة سلفا تضم أكثر من ( 1000 ) عالم عراقي, وتشير هذه التقارير إلى أن نحو ( 17 ) ألفا من العلماء وأساتذة الجامعات قد أحبروا على ترك العراق في أعقاب احتلاله.يشير أحد تقارير منظمة الهجرة الدولية إلى أن نحو ( 1,6 ) مليون شخص قد أجبروا على الهجرة من مناطقهم إلى مناطق أخرى أكثر أمنا داخل العراق أو خارجه, أي ما نسبته ( 5,5 ) في المائة من إجمالي سكان العراق, بينما تقدر بعض التقارير العدد بنحو ( 3,5 – 5 ) مليون شخص. تقدر بعض الدراسات عدد ضحايا الحصار الذي استمر أكثر من ( 13 ) عاما بنحو (4 ) في المائة من إجمالي سكان العراق, حيث توفي نحو ( 500 ) ألف شخص, معظمهم من الأطفال والمرضى وكبار السن بسبب الفقر وسوء التغذية وإنعدام اللقاحات الطبية ونقص الأدوية وتردي الخدمات الصحية , فضلا عن هجرة آلاف الأطباء والكوادر الصحية المختلفة. قدر إتحاد الصناعات العراقية المصانع المتوقفة عن العمل منذ عام 2003 بنحو ( 40 ) ألف مصنعا , أي ما نسبته ( 80 ) في المائة من إجمالي مصانع العراق. ويقدر عدد الباحثين عن عمل بنحو ( 5,4 ) مليون شخص , أي ما نسبته ( 18 ) في المائة من إجمالي عدد السكان. أن أهم السمات التي تميز ما آلت إليه أحوال العراق في أعقاب الغزو الأمريكي وحتى يومنا هذا تتمثل بغياب السيطرة المركزية للحكومة, مما أدى إلى نمو متزايد للجماعات المتمردة المسلحة والمليشيات وعصابات الجريمة المنظمة ومافيات الفساد والإفساد التي يتهمها البعض بأنها على علاقة بجهات حكومية وسياسية واجتماعية نافذة في العهد الجديد. وفي الختام نقول أن غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق لم يكن مجرد نزهة كما توهمت الإدارة الأمريكية قبل شنها العدوان , فقد تكبدت خسائر مادية وبشرية فادحة, تمثلت بمقتل نحو ( 4800 ) جنديا ونحو ( 31965 ) مصابا خلال الفترة ( 2003 – 2011 ) وتكلفة مالية مقدارها ( 3 ) تريليون دولار أمريكي, مما اضطرها لسب قواتها العسكرية حيث لم يعد بمقدورها تحمل المزيد من الخسائر,ولكي لا تكرر مأساتها في الحرب الفيتنامية التي استمرت سنين طويلة في منتصف القرن المنصرم , وكادت تسبب بانهيار قيمي واجتماعي هائل في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها. وقدرت الخسائر البريطانية بنحو ( 14,32 ) بليون دولار أمريكي وخسائرها البشرية بنحو ( 179 ) جنديا قتيلا. ولم تثبت دعاوى الولايات المتحدة الباطلة حيث لم تتمكن من العثور على أية أسلحة دمار شامل مزعومة ولم تقدم أي دليل لإثبات أية علاقة للنظام السابق بالتنظيمات الإرهابية هذا من جهة , ومن جهة أخرى لم يتحقق إقامة عراق ديمقراطي مزدهر آمن ومستقر ينعم أهله بخيراته, بل تركت عراقا مدمرا يصارع أهله من أجل لقمة العيش وطلب الأمن والأمان, ناهيك عن فقدان الحريات وضمان حقوق الإنسان التي انتهكتها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها , وليس ببعيد عن الأذهان ما حدث في سجن أبو غريب وغيرها. وأخيرا نقول أليس من الإنصاف إلزام الإدارة الأمريكية بدفع تعويضات للعراق عما لحق به من دمار شامل في بناه التحتية وخسائر مادية وبشرية هائلة وتبديد ثرواته وفقدانه أمنه وأمانه من جراء غزوه واحتلاله, دون أي مسوغ قانوني أو غطاء من الشرعية الدولية وفق العرف الدولي السائد, بالطريقة نفسها التي ألزم فيها العراق بدفع تعويضات للكويت عما لحق بها من خسائر من جراء غزوها واحتلالها من قبل العراق عام 1990 , أم هذا حق للأقوياء فقط على حساب الضعفاء طبقا لشريعة الغاب, وإلا فأن لا معنى للحديث عن الشرعية الدولية التي يكثرون الحديث عنها بمناسبة وبدونها. أو لنقل أن تعيد الولايات المتحدة الأمريكية الدول الأعظم في العالم العراق إلى ما كان عليه حاله قبل غزوه واحتلاله في الأقل, وضمان أمنه واستقراره ووحدة أراضيه وسيادته. كان الله في عون العراقيين أينما حلوا وأينما رحلوا, وليحفظ الله العراق من كل شر, أنه سميع مجيب. جريدة عمان السبت 28 من ذي الحجة 1434هجري الموافق 2 من نوفمبر 2013 م العدد 11841 www.omandaily.om
|
| |
|
لطفي الياسيني معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 80286 نقاط : 715079 التقييم : 313 العمر : 118 | موضوع: رد: العراق.... حصاد عشرة سنين : أ.د. داخل حسن جريو - عضو المجمع العلمي العراقي الأحد 3 نوفمبر 2013 - 7:14 | |
| عندما تهرب الحروف من نافذه الكلمات أفتح معها حدائق الجمل وبساتين الحروف لاضعها خجلى امام المبدعين والرائعين ولكن كل الذي أعددته هرب كباقي الحروف ولم يتبق منه الا بعض محاولات فحروفك كدفىء شمس النهار كخيط الفجر عندما يستدل على الدنيا ينيرها ويملاؤها إشراقا ونورا جميل ما سطرت وعذب ما كتبت أدام الله لنا نبض كلماتك وتقبل ركاكه سطوري ودمت بكل خير باحترام ابي مازن تلميذ الشعراء | |
|