بعدُكَ يا فراهيدي
للشاعر: د. أمين المومني
سأبحرُ في بحور الشعر أرقُبها
وأُمعنُ في مآقيه
وأُرسي في بحور الشعر مرساتي....
و أغرقُ في تفاعيلٍ
بناها منذ أن كان الفراهيدي
لأُشدوهُ...
وأسألُهُ...
أأنت البحرُ عابرُهُ
وساكنُه
وبانيهِ ؟
ومن سكبَ الشَّــذا فيهِ ؟
أكنتَ تريدُ مرساةً لمركبهِ
ليمسي الشعرُ ألحاناً
تُصّفى في مصافيهِ ؟
يُذيبُ العطرَ في أشلاءِ سامعِهِ ....
وراويهِ
ليُسقي السمعَ أنغاماً
فتعشَقَهُ ...
ويُبكي القلبَ إنْ جفتْ مآقيهِ
سأبحرُ في تفاعيلٍ
بصدرٍ يلتقي عجُزاً ...
فهلْ يعقلْ بأن يحتارَ في التيهِ
وميزانٌ إذا ما زنتَهُ فيهِ
يُبانُ الغثُ في كفيِّ بانيهِ
فبعدَكَ يا فراهيدي
أتوا من شوهوا فيهِ
وثاروا كيف تحكمُهُم
وقالوا أنك الجاني
فكيف يكون للشعراءِ مدرسةٌ
بماضيه وآتيهِ
أيعقلُ أن يصاغَ الشعرُ في بحرٍ
بلا ماءٍ ولا شطٍ ليهديه
وقالوا عنك ما قالوا...
و زادوا... بحرَهُ ولّى
فحرُ الشعر قد أفنى مراسيهِ
فبات الشعر يسقى كلَّ شائبةٍ
فجفَّ البحرُ.....
فويلٌ فيهِ ... آتيهِ
فصاغوه....وتاهوا في مآقيهِ
وما علموا بأن الشعرَ في لحنٍ... يداويهِ
ليسحره بأنغامٍ .. وينشيهِ
و إن لم يعلم الكتاب ما صاغوا
فراهيدي سيبكيهِ
سيبكي الشعر من تيهِ
وينحب من ضناهُ الهجر فاسودت مراسيهِ.