تل أبيب- أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي للمرة الأولى وثيقة تحدد قواعد الاشتباك في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين، تدمج دروساً مكتسبة من عملية الرصاص المصبوب في غزة وتقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون وتقارير جمعيات حقوق الإنسان حول عمل جيش الاحتلال في القطاع.
وذكرت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية أن الوثيقة التي أعدها منذ أسبوعين في قسم المبادئ والعقيدة التابع للجيش الإسرائيلي التي يرأسها الكولونيل مائير فينكيل، هي المحاولة الأولى التي تقوم بها إسرائيل لوضع نظرية حول السلوك المتوقع لقياديي الجيش خلال القتال في المناطق السكنية.
وقال ضابط بارز في سلاح البر: معظم الإرشادات في الوثيقة موجودة فعلاً ولكن بعد عملية الرصاص المصبوب قررنا أن هذه المسائل تحتاج إلى التوضيح لأننا ننظر إليها اليوم بطريقة مختلفة.
وعلى سبيل المثال، تدعو الإرشادات قادة الجيش إلى بذل كل الجهود الممكنة لإخلاء المدنيين من المناطق التي يتوقع أن يجري فيها القتال.
وأشارت الصحيفة على أنه على الرغم من محاولات دفع السكان إلى مغادرة مناطق القتال خلال عملية الرصاص المصبوب في غزة، من خلال رمي المناشير وتوجيه رسائل عبر الخلوي أو التشويش على وسائل الإعلام الفلسطينية، بقيت الكثير من العائلات والأفراد في المناطق التي دخلها الجيش الإسرائيلي.
وتدعو الإرشادات الجديدة القياديين في الجيش إلى إطلاق النار تحذيرياً عند الدخول إلى المناطق التي قد تكون لا تزال مأهولة، كما طلب منهم التزام الحكمة واستخدام أسلحة أكثر ملائمة أو أسلحة ذات تأثير أقل.
وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي أدرك بعد عملية الرصاص المصبوب أنه بفعل حجم القطاع، يوجد أماكن أقل ليلجأ إليها المدنيون.
وقد طلب القادة الميدانيون توضيح قواعد الاشتباك في المناطق المأهولة بعد تعرضهم لانتقادات في تقارير وسائل الإعلام وجمعيات حقوق الإنسان.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعالجات التي قام بها الجيش بعد تقرير غولدستون أدت إلى شمل القانون الدولي وقواعد الاشتباك في دروس الضباط المتقدمة وفي قرارات رئيس هيئة الأركان المتعلقة بتعيين مستشارين قانونيين في الأقسام القتالية.