> السلام عليكم
>
> تحرير الرهائن على الطريقة العراقية - جاسم الشمري - العراق
> مقالي في السبيل الاردنية
> اليوم السبت على الرابط
> http://www.assabeel.net/articles/item/16216-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9
>
> وفي الملف المرفق
> وشكرا لكم
>
>
> تحرير الرهائن على الطريقة
> العراقية!
> جاسم الشمري- العراق
> نحن العراقيين نلمس- في كل يوم-
> الفشل الحكومي في إدارة بلادنا،
> التي أنهكها الخراب والدمار
> والفساد، وفي كل ساعة نتابع مهزلة
> جديدة تقع هنا، أو هناك، في بلاد
> تمتلك قوات أمنية لا اعتقد أن جميع
> دول المنطقة تمتلك مثلها من حيث
> العدة والعدد، إلا أن الذي تختلف
> به غالبية القوات الأمنية
> الحكومية عن بقية قوات دول
> المنطقة هو أن غالبية عناصرها لا
> يعرفون الولاء والانتماء للعراق.
> الحادثة، أو المهزلة التي وقعت،
> بعد ظهر الأربعاء 4/12/2013، بدأت
> حينما اقتحمت مجموعة مسلحة (مول
> جواهر)، وهو من أكبر المحلات
> التجارية في كركوك،(250 كم شمال
> بغداد)، ويتكون من خمسة طوابق،
> واحتجز المسلحون كافة العاملين
> والمتبضعين في داخل المول؛ وذلك
> بعد هجومهم على مديرية
> الاستخبارات العسكرية القريبة من
> المول.
> ورغم كل الإمكانيات التي تمتلكها
> الأجهزة الأمنية، والتنسيق بين
> قوات سوات التابعة للحكومة، وقوات
> البيشمركة الكردية، فإن كل تلك
> القوات فشلت في اقتحام المول
> وتخليص الرهائن!
> وبعد أكثر من ثمان ساعات وجدت
> القوات الأمنية "المهنية المدربة
> تدريباً دقيقاً، والتي صرفت عليها
> مليارات الدولارات من ميزانية
> العراق الضخمة" أن الحل الأمثل هو
> حرق المول بمن فيه، وقد شاهد أهالي
> ضحايا الجريمة احتراق ذويهم
> مباشرة، حيث أظهرت لقطات بثتها
> العديد من الفضائيات العراقية بعد
> منتصف الليل احتراق (مول جواهر)
> بالكامل!
> والمتابع للفضائيات العراقية
> ليلة الأربعاء الماضي يتأكد من
> غياب التنسيق، بل، وحتى التخبط
> في إدارة الأزمة، ففي العاشرة
> والنصف مساءاً أعلن قائد عمليات
> دجلة عبد الأمير الزيدي على
> فضائية الشرقية أن محافظ كركوك
> رفض تدخل الجيش، أو استخدام
> المروحيات التابعة له لتخليص
> الرهائن، فيما كذبت قيادة عمليات
> كركوك المعلومات التي أوردها
> الزيدي!
> والمخجل أن القيادات الأمنية في
> المحافظة قالت في الساعة الثامنة
> مساءاً أن قوة من مكافحة الإرهاب،
> بدأت بتطهير المول طابقاً بعد
> الآخر، ثم بعد ذلك تقرر مهاجمة
> المول بالأسلحة المتوسطة، وربما
> الثقيلة أيضاً، وتحرقه على من
> فيه!
> فأين المصداقية في نقل الحقائق
> للرأي العام، الذي كان يتابع
> المهزلة عبر القنوات الفضائية، أم
> أن الاستخفاف بأرواح الأبرياء
> المحتجزين هو الذي دفع تلك الجهات
> الأمنية لتضليل الرأي العام، وحرق
> الرهائن الذين لا ذنب لهم في كل
> هذه الكارثة، التي تُسقط حكومات
> في دول أخرى غير العراق؟!
> الحصيلة الأولية للخسائر ظهرت، هي
> الأخرى، بأرقام متناقضة، ففي
> الوقت الذي ذكرت فيه الأجهزة
> الأمنية في كركوك أن حصيلة
> الاشتباكات ارتفعت إلى خمسة قتلى،
> بينهم ضابط برتبة رائد، وإصابة (60)
> آخرين بجروح متفاوتة، بعضها
> خطيرة"، تحدثت مصادر أخرى عن مقتل
> وإصابة أكثر من (200) شخص في
> العملية!
> والطامة الكبرى، أنه- ومع كل اللغط
> الذي رافق هذه الكارثة الأمنية
> المزلزلة، والتي استمرت لأكثر من
> عشر ساعات- نجد أن رئيس الحكومة،
> نوري المالكي، استمر في زيارته
> الرسمية لإيران، ولم يفكر حتى في
> قطعها والعودة للعراق؛ لمتابعة
> الأحداث عن كثب، بينما نرى أن
> رؤساء الحكومات في بلدان كبرى
> وعظمى يقطعون زياراتهم لمقتل
> مواطن واحد، كما فعل رئيس الوزراء
> البريطاني ديفيد كاميرون يوم
> 23/5/2013، حينما قطع زيارته الرسمية
> لفرنسا؛ بعد مقتل مواطنه بهجوم
> إرهابي، فأين نحن من هؤلاء؟!
> الجريمة المركبة التي ارتكبتها
> الأجهزة الأمنية تتمثل في حرقها
> للمول، واستخدامها للأسلحة
> المتوسطة، وربما الثقيلة، وعدم
> محاولتها تخليص الأبرياء، الذين
> قدر لهم أن يكونوا في تلك الساعة
> داخل المول، وبعد جريمة الاحتراق
> المتعمدة لم تستدع الأجهزة
> الأمنية سيارات الإطفاء، وهذا
> يعني أن الرهائن ماتوا إما حرقاً،
> أو خنقاً بالدخان، أو ربما بنيران
> المجموعة المهاجمة، أو المحتجزة!
> هذه هي الصورة في بلادنا اليوم، من
> ينتقدها يكون منْ الإرهابيين،
> ومنْ يسكت عنها يكون- ربما- من
> الوطنيين!
> السؤال الذي يخيم على حادثة كركوك
> منْ الذي أعطى الضوء الأخضر
> للقوات الأمنية بإحراق المول على
> من فيه، ومن المسؤول عن مقتل هؤلاء
> الرهائن الأبرياء، وهل هكذا تُنفذ
> عمليات الإنقاذ للمحتجزين في
> العالم؟!
> هل من مجيب؟!
> Dr.jasemj1967@yahoo.com
>