اطل الامين العام لحزب الله وعبر شاشة عملاقة في مهرجان التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني المحاصر وتكريماً الشهداء والمناضلين الذين كانوا على متن اسطول الحرية الذي كان يسعى لكسر الحصار على قطاع غزة وذلك في ملعب الراية في محلة الصفير بضاحية بيروت الجنوبية.
وتوجه سماحته بالقول بداية: "هذا اللقاء جزء من مسؤوليتنا وهذا الحضور الكبير السريع ليس مفاجئا، ألستم اشرف الناس واكرم الناس؟" .
كما توجه سماحته في الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس الشهيد رشيد كرامي الى عائلته ومحبيه والشعب اللبناني بالتعزية في هذه المناسبة التي استُشهد فيها رجل كبير من هذا الوطن.
الامين العام لحزب الله توجه بالكلام الى الصابرين في غزة ووجه التحية اليهم والى كل الشعب الفلسطيني العزيز والمثابر والمتشبث في حقوقه وارضه. كما وتوجه بالتحية الى كل المشاركين في اسطول صنع الحرية، الى جراحهم وشهدائهم، مشيراً الى انه يجب ومن ارض لبنان ان يخص بالتحية البعثة اللبنانية وكل اللبنانيين الذين شاركوا في هذا الأسطول ليكونوا رسل المقاومة اللبنانية والارادة اللبنانية.
واعتبر السيد نصرالله ان الشهداء الذين كانوا جميعاً من جنسية واحدة انما جاء لمشيئة الله وهو الذي اختارهم جميعاً من هذه الجنسية لحكمة يريدها ويرضاها. وتوجه سماحته لعوائل الشهداء الأتراك بالتبريك والتعزية، وقال: "التبريك لحصول اعزائهم على هذا الشرف والتعزية على فقدان الأحبة، ومن خلالهم اوجه التحية الى الشعب التركي الذي توحد خلف اسطول الحرية والى القيادة التركية التي استطاعت ان تثبت حضورها وشجاعتها في ادارة هذه الازمة".
واكد السيد نصرالله اننا امام حدث عظيم في سياق صراع شعبنا مع هذا العدو المحتل المغتصب، ونحن نفهم ما جرى في هذا السياق.
واشار السيد نصرالله الى الاسطول الذي كان مؤلفاً من مجموعة سفن بعضها ينقل افراداً وبعضها مؤناً توجه الى غزة لكسر الحصار عن اهل غزة، وانه تألف من مئات الأشخاص الذين ينتمون الى عشرات الجنسيات، وان العدد الاكبر من هؤلاء ينتمون الى التابعية التركية التي تقيم معها اسرائيل علاقات دبلوماسية وامنية. واوضح انه تمت مهاجمة الاسطول في المياه الاقليمية في قرصنة واضحة مما ادى الى استشهاد 9 اتراك وجرح العشرات وتم احتجاز كل المشاركين وسوقهم الى السجن وتم لاحقاً وبسرعة نسبية اطلاق سراح جميع المحتجزين والمختطفين.
الامين العام لحزب الله اشار الى ان هذه الجريمة المجزرة شاهد اضافي على الطبيعة العدوانية لهذا العدو وعلى الطبيعة الوحشية منذ تأسيس هذا الكيان الذي تأسس على الاجرام والمجازر. كما انها يضيف سماحته شاهد على فتكه بالمدنيين العزل، شاهد على ارهاب الدولة التي تمارسه اسرائيل وعلى عدم احترامها لأي قيمة واي قوانين او علاقات دبلوامسية وعلى ان اسرائيل تعتبر نفسها فوق القانون كل شيء مباح فوق القانون والاعراف والديانات من أجل مصالح اسرائيل. واوضح الامين العام لحزب الله ان ما حصل شاهد اضافي على ان هذا العدو يتصرف على انه فوق العقاب والمحاسبة وشاهد جديد على ان الاسرائيليين يقتلون سواء حملوا السلاح ام لم يحملوه مشيراً الى ان هذه عبرة لمن يقول ان السلاح ذريعة للعدوان، وشاهد على ان هذا العدو يستخف بالجميع ولا يحسب لأحد حساباً، رسالة لكل الذين ينظرون او يتطلعون الى يوم يتصورون فيه الى ان السلام والعلاقات الدبلوماسية تحمي شعوبهم.
السيد نصرالله اكد ان ما جرى في البحر الأبيض مع اسطول الحرية شاهد جديد على ان الادارة الأميركية الحالية ما زالت تلتزم بالمطلق خط الدفاع عن اسرائيل وجرائمها ومنع ادانتها وتمييع مطالب التحقيق حيث تذهب الادارة الأميركية الى الاعتبار ان ما فعلته اسرائيل حق دفاعها الطبيعي".
واعتبر الامين العام لحزب ان السؤال يتوجه الى اصدقاء اميركا الذين يراهون على تغير اميركا وهو يدل على ان كل شيء يمكن ان يتغير الا علاقتها باسرائيل، وما جرى يكشف زيف الحكومات في الدول التي تدعي الدفاع عن كرامة وحقوق الانسان، والكثير من هذه الدول لاذ بالصمت لأن اسرائيل ارتكبت الجريمة. واشار الامين العام لحزب الله ان ما جرى يكشف طبيعة العجز العربي في مواجهة الاستحقاقات الأخيرة.
واسهب سماحته ان من جملة الدلالات في المقابل السرعة في اطلاق المحتجزين، والموقف العربي كان عاجزاً وما زال امام احتجاز آلاف الأسرى الفلسطينيين، وان الجديد اليوم وجود مئات من الاتراك، حيث ان اسرائيل اخطأت في الحسابات لأنها تصورت ان عدوانها سيجعل القيادة التركية تتراجع، وقال: "اجزم ان اسرائيل تفاجأت بردة الفعل التركية على مستوى السلطة والشعب، وعندما قالت تركيا لاسرائيل اننا سنقطع علاقاتنا معكم اذا ابقيتم اي من المحتجزين وحاكمت واحداً منهم فاننا سنحاكم قادتكم وهذا فاجأ اسرائيل، لأن تركيا دولة قوية وتوجد قيادة قوية تحسن استخدام عناصر القوة لديها". وتابع القول: "ان تقوم تركيا بقطع علاقاتها مع اسرائيل هذا زلزال لاسرائيل، وقطع تركيا علاقاتها مع اسرائيل هذا سلاح، وتركيا استخدمت هذا السلاح ولم تطالب فقط بمواطنيها ولذلك امكن خروج الأخوة كلهم، هنا اذاً العبرة للبعض الذي يتحدث عن دبلوماسية التذلل والوهم والرجاء والتمني الذي لا يجلب الا الذل، الدبلوماسية المستندة الى القوة تستطيع ان تفعل وان تنجز".
واذا اعتبر سماحته ان لهذا الحدث تداعيات في العالم وان نتائج تحققت، اكد ان هذا الحادث كان فاعلاً، وان دماء الشهداء انجزت الكثير.
واوضح الامين العام لحزب الله ان اهم ما انجزه اسطول الحرية انه اعاد الاهتمام الى العالم قضية الحصار المفروض على غزة والذي نسيه العرب والعالم وان هذه الدماء والحناجر استطاعت ان تفرض هذه القضية على جدول اعمال كل حكومات العالم، كما استطاع اسطول الحرية ان يفرض على العالم اطلاق دعوات كما سمعنا من بان كي مون لفك الحصار عن غزة ودعوات من روسيا وغيرها، هذا لم نسمع به قبل اسطول الحرية.
واشار السيد نصرالله ان من النتائج المباشرة ايضا قيام الحكومة المصرية مشكورة بفتح معبر رفح وهذه نتيجة طيبة لاسطول الحرية، كما ان ما جرى اوجد جواً مناسباً لحراك فلسطيني نحو المصالحة، موضحاً ان ما جرى سيعقد على العدو اي تفكير او تخطيط على عدوان او غزة، وقال: "اما العداون على لبنان او سوريا او ايران له حسابات اخرى، ونحن تفكيرنا هناك، ايضاً مزيد من فضيحة اسرائيل بالعمل ومزيد من الوعي لدى شعوبنا، والمزيد من فضيحة السياسة الأميركية، مصداق جديد للفشل الاسرائيلي والارتباك والعجز في القيادة الاسرائيلية.
وتابع الامين العام لحزب الله القول ان اسرائيل بدأت تحصي الخسائر وان ما قامت به اسرائيل هو حماقة حيث كان يمكن لهذا العدو مصادرة الاسطول دون الاقدام على مجزرة كما فعل. واكد ان الاحساس الاسرائيلي بالعبء واضح حيث ان رئيس الموساد يقول ان اسرائيل بدأت تتحول من عون لاميركا الى عبء عليها لأنه مع كل فشل اميركا معنية بان تساعد وتدفع الثمن وهذا ما قاله ايضا بترايوس، وخلص القول ان اسرائيل بعد الحادثة، قيادة لا تسحن التصرف مع اسطول اعزل".
السيد نصرالله اضاف ان من نتائج الاسطول التغير في الموقف التركي الذي تقدم كثيراً في العداون على اسطول الحرية وهذا تقدم جيد وكبير ومهم. واوضح قائلاً: "من النتائج الآن ان اسرائيل لا اقول انها خسرت تركيا بل بدأت تخسر تركيا وهذا تحول كبير في المنطقة".