الأسرى هم العنوان .. وفلسطين..
هي الأرض والقدس والإنسان ..!!
في قلب العاصمة السياسية برلين ..أمام بوابة براندنبوغ ..
بوابة برلين التاريخية.. هتفت الجماهير المحتشدة ..
الشعب يريد تحرير الأسرى..!!
يا فياض ويا عباس.. أسرانا هم الأساس..!!
د.م. أحمد محيسن ـ برلين
في صرخة مدوية من قلب العاصمة برلين لنصرة الأخوة والأبناء في سجون الإحتلال الاسرائيلي.. انطلقت يوم الجمعة الموافق 01/03/2013 وفقة استصراخ وغضب.. رافعين الأعلام الفلسطينية في سماء برلين.. تضامنا مع أسرى الحرية واتفاضتهم المجيدة داخل السجون والمعتقلات الصهيونية .. وتعبيرا منهم عن سخطهم وغضبهم لما يمارس بحق شعبنا في الضفة المحتلة.. وضد ظلم الإحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا وبحق أسرانا البواسل في السجون الإسرائيلية.. وضد الصمت الرهيب المرافق له من ذوي القربى.. ولظلم القربي أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند..!!
وقد نظمت التظاهرة الإحتجاجية ودعت إليها الجمعيات والمؤسسات الفلسطينيه والعربية في برلين.. حيث تقاطرات الجماهير من العرب والألمان وأجانب من جنسيات مختلفة.. إلى ساحة باريزر بلاتس.. بوابة براندنبورغ.. بوابة برلين التاريخية.. وبمحاذاة البرلمان الألماني .. وأمام السفارة الأمريكية.. وشاركت البرلمانية الألمانية السيدة أنيته غرووث.. التي كانت على متن سفينة مرمرة لكسر الحصار الظالم على الأهل في قطاع غزة.. فقد شاركت بكلمة واضحة أدانت من خلالها ممارسات الإحتلال وطالبت بمحاكمة القتلة للسجناء الفلسطينيين.. كما وأبرقت السيدة فيليتسيالنغر المحامية المشهورة ..بكلمة تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين.. وطالبت بتشكيل لجنة دولية محايدة.. لكي تحقق بمقتل الشهيد عرفات جرادات.. الذي تم اغتياله في معتقلات المنطومة الاسرائيلية..!!
وانطلقت حناجر المحتشدين منددة بممارسات الإحتلال الإسرايئلي في الضفة المحتلة.. خاصة ضد الأسرى والمعتقلين.. ومستنكرة قتل الشهيد عرفات جرادات بدم بارد.. وكأن جريمة لم تكن.. وكان يردد الحضور من خلال الهتافات التي انطلقت وبكل قوة ووضوح.. بأن الأسرى هم العنوان.. وأن فلسطين هي الأرض والقدس والإنسان.. وطالبت الجماهير المحتشدة.. بالرد على تلك الجرائم والممارسات الهمجية بكل السبل والإمكانيات.. فلم يعد ممكنا ولا مقبولا.. أن يبقى الشعب الفلسطيني يشاهد أسراه وهم يقتلون الواحد تلو الآخر في سجون الإحتلال الإسرائيلي.. ويبقى شعبنا يعد شهدائنا ويرصد الذل والهوان بحق أمهاتنا ونساءنا وأبناءنا.. دون أن يكون هناك رادع ولا وجود لمن يحميه ويدافع عنه ويصد العدوان.. ولا يمكن أن يبقى شعبنا ينتظر انطلاق جولات المفاوضات العبثية الواحدة تلو الأخرى بين الفينة والأخرى لتبرير هذا الصمت.. وقد أقر مهندسوها بعبثيتها.. ولم يجني شعبنا من خلالها ..سوى المزيد من الألم والمعاناة وسرقة الأرض وزيادة الإستيطان والأسر والإبعاد والسور العنصري.. وطالب المتظاهرون الفصائل الفلسطينية بأخذ دورها في الدفاع عن شعبنا .. فقد وجدت فصائل الشعب الفلسطيني وقواه من أجل صد العدوان والتحرير ونيل الحرية والإستقلال وصيانة أمن وكرامة أبناء شعبنا.. وعلى هذا الدرب سقط العديد من شهداء شعبنا ..ولا يمكن أن يكون دور الفصائل مقبولا كما هو عليه الحال ..!!
فهاهم أسرانا في سجون الإحتلال الإسرائيلي يحرمون من أبسط حقوقهم الإنسانية.. مثل الدواء والعلاج والزيارات وحق الدفاع عن أنفسهم أمام المحاكم الظالمة.. وكذلك ما يلاقونه من وجبات التعذيب حتى الموت أثناء الإعتقال والتحقيق.. كما هو الحال في قضية الشهيد عرفات جرادات.. وقد وبلغ عدد الأسرى الشهداء في سجون الإحتلال الإسرائيلي 203 شهيدا منذ عام 1967 وعدد الذين تم اعتقالهم من الشعب الفلسطيني ودخلوا سجونه هم 800000 فلسطيني أي ما يقارب نصف عدد سكان الضفة المحتلة..!!
إن الإحتلال الإسرائيلي لا يحترم الأعراف والمواثيق الدولية.. ولا يحترم المعاهدات والإتفاقيات.. فهذا الإعتقال الإداري الذي تمارسه المؤسسة الإسرائيلية والذي يمدد إلى مالا نهاية كل ستة أشهر للأسرى لفلسطينيين.. مما أدى إلى دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام.. لإنهاء هذا النوع من الإعتقال كما هو حال أخينا الأسير سامر العيساوي الذي بلغ يومه 222.. وكذلك الأخ الأسير أيمن الشراونة.. والأخ الأسير جعفر عز الدين.. والأخ الأسير طارق قعدان.. والأخ الأسير أيمن صقر.. والأخ الأسير عمر دار أيوب.. والأخ الأسير سفيان ربيع.. والأخ الأسير حازم الطويل.. والأخت الأسيرة منى قعدان.. والأخ الأسير يونس الحروب.. والأخ الأسير ماهر يونس.
وقد وجه الأسرى رسالة واضحة للعالم قالوا فيها: "إن الإرادة ستنتصر ..وسينتصر الكف على المخرز.. والدم على السيف.. واللحم والأمعاء على جبروتهم وعلى سيفهم وعلى صلفهم وجبروته" .. ويواصل هؤلاء الأسرى الإضراب المفتوح عن الطعام منذ شهور.. في حين تدهورت أوضاعهم الصحية بشكل خطير.. رغم تناولهم الماء والملح للتغلب على العفن داخل اجسادهم.
وكانت رسائل المتظاهرين في برلين يوم الجمعة الموافق 01/03/2013
واضحة للقيادة الفلسطينية.. من خلال الهتافات التي انطلقت من أجل إطلاق يد المقاومة والتصدي للعدوان الإسرائيلي.. وكذلك من أجل وقف النتسيق الأمني مع الإحتلال.. والتي ما زالت السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية تقر علانية بممارسته.. وأعرب المحتشدون في ساحات باريزر بلاتس من أمام بوابة برلين التاريخية.. عن اندهاشهم وعدم رضاهم بل وغضبهم على ما أدلى به رئيس السلطة الفلسطينية من تصريحات اطلقها بعدم سماحه لإندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الفلسطينية المحتلة.. والتي تزامنت هذه التصريحات من السيد محمود عباس أبو مازن .. مع اغتيال الشهيد عرفات جرادات في السجون الإسرائيلية.. واعتبروا تلك التصريحات محاكمة للإتنفاضات الفلسطينية بأثر رجعي.. وطعنة في قلب النضال الفلسطيني وشهداء الأمة الذين سقطوا على هذا الدرب وعلى هذا المبدأ.. كما وطالبت الجماهير المحتشدة في برلين الحكومة الألمانية والهيئات الدولية.. بممارسة الضغط على الإحتلال الإسرائيلي لإنهاء عمليات التعذيب في سجونه ضد الفلسطينيين.. وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين.. وإنهاء الإعتقال الإداري وعدم الكيل بمكيالين.. عندما يتعلق الأمر بإدانة ممارسات المؤسسة الإسرائيلية وقوات جيش وشرطة الإحتلال الإسرائيلي وأجهزته الأمنية.. وأكد المتظاهرون على أن مقاومة الإحتلال هي حق شرعي للشعوب التي ترزح تحت نير الإحتلال منحته إياه كل الشرائع السماوية منها والأرضية..!!
وطالب المتظاهرون في برلين القيادة الفلسطينية باتخاذ خطوات عملية جادة من أجل إطلاق سراح أسرى الحرية.. والعمل على تفعيل ودعم قضيتهم باعتبارها قضية وطنية وإنسانية..
فلا بد من فضح ممارسات دولة الإحتلال ضد أسرى الحرية وإيصالها إلى كل العالم.. وشرح معاناتهم وفضح سياسات الإحتلال بكل السبل لتشكيل رأى عام ضاغط على الإحتلال لوقف الهجمة المسعورة بحق الأسرى.. حيث أن العديد من دول العالم ومؤسساته لا تعرف شيئا عن قضية الأسرى ومعاناتهم.. وهنا يأتي دور سفارات فلسطين في العواصم الدولية.. لأخذ دورهم وإبرازه في إيصال الرسالة.. التي وجدوا من أجلها.. ودفع الشعب الفلسطيني ثمن وجودهم كسفراء.. دما ومعاناة وقهرا وتشردا وانتهاكات يومية وجرائم مازالت تمارس ضده من الإحتلال..!!
وعبر المحتشدون بخروجهم المتواصل إلى الشارع في برلين من أجل أسرى الحرية عن قناعاتهم.. بأن الشعب قد قرر تحرير الأسرى.. وأن شعاراتهم التي أطلقوها على مدى الأيام المنصرمة بشأن الأسرى وفي مقدمتها..
بأن الشعب يريد تحرير الأسرى .. لم يأت من فراغ .. وقد جاء كنتيجة حتمية تراكمية لمعاناة أسرانا البواسل .. أسرى الحرية.. وجاء نتيجة حتمية لتراكم نضالات حركتنا الأسيرة الفلسطينية.. وأن شعار.. الشعب يريد تحرير الأسرى شعارا مستمدا من واقع مريريعيشه شعبنا لحظة بلحظة ..
وقد شعر الشعب بأن أسرانا قد تم التخلي عنهم .. وتركوا لوحدهم في الميدان يقودون معركة الأمعاء الخاوية.. فقد آن الاوان لتغييرهذا الواقع المؤلم الذي لا يستطيع الدفاع عنه سوى المستفيدين من الإمتيازات الشخصية والجهوية والمادية والمعنوية أصحاب الألقاب الورقية .. آن الأوان للتغيير.. من خلال التحرك الجماهيري المتواصل.. وذلك بكل الإمكانيات والسبل الممكنة والمتحاحة .. ولا بد من تحرك شعبي في كل أماكن تواجد شعبنا الفلسطيني في العالم لأننا نقف رأس حربة.. كفانا صمتا وتبريرا للتقصير الحاصل بحق اسرى الحرية.. فهم وجدوا خلف القضبان من أجل حرية أبناء شعبهم وتحرير فلسطين وليس لأمر أو مكسب شخصي كما يمارس من البعض داخل الوطن وخارجه.. وغيرهم يتمتع
ببطاقات الفي أي بي التي منحها إياهم الإحتلال البغيض.. يجوبون العواصم.. ويعالجون في أفخم مشافي أوروبا لأتفه الأسباب.. وهناك أصحاب الأمعاء الخاوية تستصرخ صلاح الدين .. فلا من سامع ولا من مجيب.. أرادوا بأمعاءهم الخاوية أن يصنعوا لنا الحرية والكرامة.. وأرادوا أن يضعونا مجددا على طريق نيل الحرية والتحرير.. وأرادوا أن يوجهوا رسالة واضحة لمن ما زال يؤمن بأن المفاوضات العبثية التي رفسها الاحتلال أصلا .. هي السبيل الوحيد حسب رأيهم.. وقد ناشد المحتشدون في برلين أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم في الضفة المحتلة.. بقول كلمة الفصل.. فالشعب وحده هو القوة الحقيقية التي لا تضل الطريق.. نعم نحن الشعب .. نحن الشعب .. نحن الشعب .. الذي لا يعرف المستحيلا ...!!