الأفضل والأسوأ في معركة تكسير العظام بين تشلسي واليونايتد
أنهى تشيلسي مسلسل تفوق مانشستر يونايتد على الفرق اللندنية في عقر دارهم في آخر موسمين، وذلك بعد انتهاء مباراتهما معاً التي جرت على ملعب ستامفورد بريدج بفوز أصحاب الأرض بثلاثية مقابل هدف حملت توقيع النجم الكاميروني "صامويل إيتو" مقابل هدف العادة لتشيشاريتو ضمن منافسات الجولة الـ22 من الدوري الإنجليزي الممتاز.
بهذه النتيجة أصبح لدى ممثل غرب لندن 49 نقطة ولا يزال في المركز الثالث على بعد نقطة من الوصيف "مان سيتي" واثنين من المتصدر "آرسنال"، أما حامل لقب البطولة فقد ظل كما هو في المركز السابع بتجمد رصيده عند 37 نقطة خلف السادس توتنهام بست نقاط، ليستمر سيناريو تذبذب مستوى ونتائج الشياطين منذ قدوم الاسكتلندي "ديفيد مويس" على حساب أسطورة المدربين "سير أليكس فيرجسون".
حكاية المباراة كاملة في سياق هذا التقرير
(هنا)، أما الآن سنقوم بتحليل أداء الرجل الرائع والرجل المخيب بهذه المباراة:
رجل رائع: صامويل إيتو - تشيلسي
|
رد قائد المنتخب الكاميروني بشكل عملي على كل من شكك في قدراته طوال الأشهر الخمس الماضية، واليوم أعاد إلى الأذهان مستواه الرائع الذي كان عليه عندما كان لاعباً في برشلونة وفي الإنتر، فهو تفوق على جوني إيفانز وفيديتش بخبرته التي مكنته من تسجيل ثلاثة أهداف هاتريك ليُصبح رابع لاعب في تاريخ البريميير ليج الحديث يهز الشباك الحمراء بعد بنتلي، كويت ولوكاكو الذي صدم شيخ المدربين "أليكس فيرجسون" بثلاثية في مباراته الأخيرة مع عالم التدريب نهاية الموسم الماضي.
قبل هذه المباراة، لم يكن إيتو قد اعتاد على أجواء كرة القدم الإنجليزية، والدليل على ذلك أنه لم يُحرز سوى ثلاثة أهداف فقط من مشاركته في 11 مباراة، ما جعل البعض يُشكك في إمكانية نجاحه مع الفريق، حتى أن الكثير من مشجعي البلوز ألقوا باللوم على "سبيشال وان" كونه سمح للوكاكو بالرحيل بعد قدوم إيتو، وها هو الأخير يُعبر عن نفسه في واحدة من أهم المباريات المحلية هذا الموسم، ويُحسب له أنه أسقط مانشستر يونايتد في لندن لأول مرة منذ أكبر من عامين، وتحديداً منذ المباراة التي خسرها أمام آرسنال بهدف رامسي اليتيم عام 2011.
هذا ولم نتحدث عن طريقة تسجيل إيتو لأهدافه الثلاثة، إذ تمكن من التسجيل بكل الوضعيات، ليؤكد للجميع أنه لا يزال المهاجم القناص القادر على صُنع الفارق في الأوقات الحاسمة، ولو استمر على هذا المستوى سيكون تشيلسي قد تخلص من عقدة "عقم المهاجمين" التي كانت بمثابة الصداع في رأس المو.
رجل مخيب: جوني إيفانز - مانشستر يونايتد
|
مرة أخرى سقط إيفانز في المحظور وأثبت أنه ليس المدافع الذي يستحق ارتداء قميص الشياطين الحمر، فهذه المباراة ليست الأولى التي يظهر خلالها بمستوى أقل من متواضع أمام الفرق الكبرى بالذات، فقبل موسمين أو ثلاثة كانت تنقصه الخبرة، لكنه في الآونة الأخيرة أصبح من الدعائم والركائز الأساسية سواء مع فيرجسون قبل تقاعده أو مع مويس منذ توليه المهمة، والغريب أنه من نوعية المدافعين الذين لا يتعلمون من أخطاء الماضي، فدائماً يغفل أمام المهاجم المُكلف برقابته بالذات في الكرات العرضية، ومباراة اليوم كشفت أبرز عيوبه على الإطلاق وهي ضعفه غير العادي في التعامل مع الكرات العرضية.
وبعيداً عن إيفانز، فأنا شخصياً لا أحمله مسؤولية الخسارة لأن أغلب العناصر لم تكن في أفضل حالاتها، فهناك على سبيل المثال "باتريس إيفرا" لم يُقدم المطلوب منه لا على المستوى الدفاعي ولا الهجومي، وكان هو الآخر من نقاط الضغط نظراً لفشله في الحد من خطورة ويليان، وكذلك الجناحين فالنسيا وأشلي يونج..فكلاهما لم يُساند في النواحي الدفاعية، وهذا الأمر خلق مشاكل بالجملة لخط الدفاع بأكمله.
حتى فيديتش الذي كان في قمة مستواه في آخر ثلاث مباريات، هو الآخر لم يكن في يومه وبدا وكأنه في واد وإيفانز في واد آخر، وفي نهاية المطاف خرج عن النص بعرقلة خشنة على قدم هازارد، ما كلفه الحصول على بطاقة حمراء على إثرها قد يحصل على عقوبة الإيقاف لمدة ثلاث مباريات.
السؤال الذي يفرض نفسه..هل سيبقى مانشستر يونايتد على هذا الوضع حتى نهاية الموسم؟؟ بالتأكيد لو بقى هكذا لن يحجز أحد المقاعد الأربع الأولى وستكون كارثة على الجماهير عدم مشاهدة فريقها في دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ قرابة العقدين !!.
إن الفريق بحاجة لصفقات من العيار الثقيل، خاصة في المراكز المؤثرة في الثلث الأخير من الملعب، فهل يُعقل أن يخوض فريق بحجم المان يونايتد النصف الأول من دون لاعب صانع ألعاب قادر على ربط الخطوط الثلاثة ببعضها البعض؟؟ والأجنحة تشعر وكأنها عديمة الفائدة في ظل وجود فالنسيا البعيد كل البعد عن مستواه وأشلي يونج الذي يُثبت من مباراة لأخرى أنه صفقة ليست في محلها، والخلاصة أن اليونايتد بحاجة لتغيير جذري وشامل إذا أراد منافسة الأقوياء "آرسنال، مان سيتي وتشيلسي".