صلاح وتشلسي .. تسرع المصري وقلب مورينيو الأسود!
أعلن نادي تشلسي اليوم الخميس تعاقده مع اللاعب المصري محمد صلاح، اللاعب الذي اعتاد التسجيل في شباك الفريق اللندني منذ الموسم الماضي أصبح الآن لاعباً لهم، خطوة جميلة بأن يكون محمد صلاح في هذا المستوى الاحترافي الكبير الذي لم يصل إليه إلا قلة من لاعبي العالم العربي، لكن هل هي خطوة صحيحة؟ .. الجواب سيكون مطولاً بعض الشيء لأن القضية ذات عدة أوجه.
صلاح لم يكن ضمن مخططات تشلسي:
انتقال محمد صلاح كان إلى ليفربول كما يعرف الجميع منذ أيام، بل إن اللاعب وصل إلى حد اقترابه من الفحوص الطبية مع الريدز، لكن كل شيء تغير في ساعات قليلة، فتدخل البلوز لشراء محمد صلاح لما يعتقد أنه خلق عمق في التشكيل بعد شبه تأكد رحيل خوان ماتا إلى مانشستر يونايتد.
فرصته في اللعب… تسرع المصري :
نظرياً وبناء على أن تشلسي يلعب 4-2-3-1 ويملك كل من وليان وهازارد وأوسكار في خط الوسط، فإن محمد صلاح الذي يتقن اللعب كجناح هجومي أكثر من كونه مهاجماً صريحاً سيكون احتياطياً لهذه الأسماء الثلاثة ذات الجودة العالية والخبرة الأكبر على الأغلب، وبعد أن ينافس صلاح الأسماء السابقة وينتظر فرصة غياب أحدهم أو تراجع مستواه سيكون عليه منافسة أندري شورله اللاعب الألماني الجيد جداً، ومن ثم علينا أن نتذكر بأن انضمام ماتيتش إلى تشلسي يعني إمكانية لعب راميريس على الجهة اليمنى بعض الأحيان لغايات دفاعية وهي جهة صلاح … أي أن صلاح انتقل إلى فريق فشل به ماتا بأن يفرض نفسه وفيه منافسة مجنونة على مراكز خط الوسط المتقدمة، مما يجعلني أعتقد بأنه تسرع في هذه الخطوة.
الثلاثي أوسكار – هازارد – وليانعناد مورينيو :
لا أريد أن أقول إن مورينيو اشترى محمد صلاح لأسباب غير رياضية تتمثل بمحاولة منع خلق أسطورة قائمة على التسجيل في شباك فريقه كلما واجهه، لكنني أعتقد بأن مورينيو حاول فقط منع ليفربول من شراء لاعب جيد من جهة، إضافة إلى أنه يريد بيع ماتا بأي طريقة كانت، وشراء صلاح أرسل كلاماً واضحاً للاسباني بأن عليك الرحيل، لأنه لو كانت فرصتك في اللعب قليلة، فهي الآن قليلة جداً…ومن هنا نعرف مدى “عناد البرتغالي”.
ليفربول كان أفضل لأنه يصبر:
تخيل أن ليفربول صبر على لاعبين أمثال داونينج وكارول لموسم وأكثر، ومنحهم الفرصة تلو الأخرى لعل وعسى نجحوا بشيء، ذلك ليس لأن ليفربول فريق يحترم المواهب فهو ليس برنامج “آراب أيدول” بل لأنه ليس في وضع مالي يسمح له بالتسرع بالتخلص من لاعبيه، فهو عليه أن يضمن عدم ذهاب أمواله هباء فيعطي الفرصة تلو الأخرى لينقذ ما يمكن إنقاذه، وهناك سبب أخر يعود إلى أن حجم التوقعات من ليفربول أقل بكثير من التوقعات المفروضة على تشلسي، وبالتالي فإن عدم العطاء في مباراتين أو ثلاثة بشكل جيد لا يعد مشكلة في الريدز، لكنه كارثة في البلوز!
ستيوارت داونينج كان نجما في ترول فوتبول وكل الصفحات الرياضية الساخرة وكان يلعبمورينيو قلبه .. أسود :
بالنسبة لي أعتبر جوزيه مورينيو واحداً من أفضل المدربين الذين عرفهم التاريخ، وهذا لا يتعارض مع اعتباري قلبه أسوداً، فهو لا يسامح على الخطأ بسهولة، ونستطيع أن نتذكر بأن ركلة حرة غير مباشرة نفذها بيدرو ليون في ريال مدريد بطريقة مخالفة لما طلبه جوزيه كانت بداية نهاية اللاعب في مدريد، وهناك أمثلة كثيرة على أن أخطاء صغيرة من لاعبين في الملعب مع جوزيه مورينيو كلفتهم عدم استقرار طويل الأمد.
كيفين دي بروين:
من شاهد كيفين دي بروين في الدوري الألماني الموسم الماضي مع فيردر بريمن يعرف حجم موهبته، ويعرف سبب شراء فولفسبورغ له مقابل 20 مليون يورو وهو رقم مهم وكبير في تاريخ انتقالات الأندية الألمانية، ورغم كل هذه الموهبة والتألق فإنه لم يجد مكاناً في تشلسي ورحل بعد نصف موسم علماً أنه يتقن اللعب في مراكز أكثر من اللاعب المصري.. وهذا ما يخيفني أكثر على محمد صلاح في البلوز، ولمن لا يعرف كيفن فليشاهد هذا الفيديو:
كاليخون تشلسي!
وأنا أكتب هذا التحليل تذكرت كاليخون و دوره في ريال مدريد مع جوزيه مورينيو، اللاعب كان يتميز بالسرعة والروح القتالية ويمكن وصفه بأنه رجل الأزمات، أي عندما يعجز مورينيو عن إيجاد حل تكتيكي معين يقوم بالدفع به لعل وعسى استطاع من خلال سرعته خلق الحل … لذلك فهو لعب قليلاً جداً في الموسم الأول 2011-2012 لأن الفريق عاش أياماً ممتازة، لكنه لعب أكثر في الموسم الثاني مستفيداً من إصابات أنخيل دي ماريا وعدم استقرار النتائج ورغم ذلك فهو لعب في نصف موسم مع نابولي دقائق أكثر مما لعبه مع ريال مدريد في موسمه الأخير، والسؤال هنا “هل صلاح ذهب هناك ليكون رجل طوارىء أو “كاليخون تشلسي” فقط؟ .. فهو يحتاج لدقائق لعب كثيرة كي يتطور ويعرف العالم قدراته.
عقدة المظاهر العربية … تستمر:
أعتقد بأن محمد صلاح وقع في الفخ الذي وقع فيه لاعبون عرب من قبل، اختار أكبر اسم فريق يطلب وده من دون التفكير بمستقبله، أكاد أقول أراد شيئاً أكبر كي يتفاخر به، يذكرني هنا بالشماخ الذي كان يوماً ما مطلباً لكثير من الفرق فأخذ خطوة بناء على البريق الذي يملكه ارسنال فندم ويندم وسيندم عليها … وكذلك فعل بلفوضيل مع الانتر فلعب حتى الآن 181 دقيقة فقط، وحتى يتخلص لاعبنا المحترف من هذه العقلية فإنه سيبقى دوماً في خطر من نجاحه.