خلافات بشأن نووي إسرائيل
اجتماع الوكالة بشأن الملف النووي الإسرائيلي طغت عليه الخلافات (الجزيرة)
أنهى مجلس الأمناء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية مناقشاته حول الملف النووي الإسرائيلي، والتي جاءت بطلب من المجموعة العربية، وسط خلافات بين مؤيدي إسرائيل ومعارضيها.
وفي حين طالبت دول عدم الانحياز بانضمام إسرائيل إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، اعتبر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أن توقيت النقاش ومكانه غير مناسبين.
وأشار مراسل الجزيرة أكثم سليمان إلى أن الانتقادات لإسرائيل لم تقتصر على دول عدم الانحياز وإنما شملت للمرة الأولى عضوا في حلف شمال الأطلسي "ناتو" هو تركيا.
وأوضح أن الدعم لإسرائيل اقتصر على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حيث اعتبرا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي المكان الخاطئ لطرح الملف النووي الإسرائيلي، وأن المشكلة هي في سوريا وإيران وليست في تل أبيب.
ودعت دول عربية تدعمها إيران، إسرائيل، للانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، في حين نددت إسرائيل بهذا النداء باعتبار أنه بتشجيع من دول تشكك في حقها في الوجود.
وحذرت دول غربية من أن التضييق على إسرائيل يمكن أن يجهض خطوات أشمل تستهدف حظر أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
وقال مندوب واشنطن لدى الوكالة غلين ديفيس "ما تحتاج إليه المنطقة هو أن توحد صفوفها معا بطريقة تعكس التعاون والإجماع". وأضاف "وهذا لن يحدث إذا دخلت الأطراف في المنطقة في تبادل السباب وإذا وجه كل منهم أصبع الاتهام إلى الآخر".
وهذه هي المرة الأولى التي يبحث فيها مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية نووي إسرائيل منذ عام 1991، وقد تزامن ذلك مع إجراءات تدقيق أوسع بعد غارتها على قافلة الحرية ومؤتمر للأمم المتحدة وضع سياستها النووية في دائرة الضوء.
الدول العربية تريد من مدير الوكالة يوكيا أمانو حث إسرائيل على الانضمام للمعاهدة (الفرنسية)
تحد إسرائيلي
وقال مبعوث السودان محمود الأمين في الاجتماع الذي ضم 35 دولة في فيينا نيابة عن الدول العربية، إن إسرائيل تواصل تحدي المجتمع الدولي من خلال رفضها الإذعان لمعاهدة حظر الانتشار النووي.
وأكد أن الخطر النووي الإسرائيلي تعززه سياسات عدوانية نحو الدول العربية.
ولم تنضم إسرائيل إلى معاهدة حظر
الانتشار النووي التي وقعت منذ أربعين عاما، كما لم توقع على المعاهدة أيضا كل من الهند وباكستان وكوريا الشمالية.
ودعت الدول الموقعة على المعاهدة -وهي تقريبا كل دول العالم- الشهر الماضي لعقد مؤتمر عام 2012 لبحث حظر أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط، وإذا تحقق هذا فإن المنطقة يمكن أن تجبر إسرائيل نهاية
الأمر على الانضمام إلى المعاهدة.
سلطانية: قدرات إسرائيل النووية هي الخطر الوحيد على أمن المنطقة (الجزيرة)
اتهامات إيرانية
وانتهزت المناسبة إيران التي أغضبها فرض جولة رابعة من العقوبات عليها بشأن برنامجها النووي، لتوجه الاتهام إلى الغرب بممارسة "ازدواجية المعايير والتمييز".
وترفض إيران مزاعم الغرب بأنها تسعى إلى تطوير أسلحة نووية.
وقال المندوب الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية "يوجد خطر محتمل واحد على الأمن بالمنطقة هو قدرات الأسلحة النووية التي لدى إسرائيل".
وأضاف أن تردد الغرب في بحث هذا الأمر مع إسرائيل في نفس الوقت الذي يضغط فيه على إيران "مصدر قلق بالغ لأنه يحمي أولئك الذين خارج معاهدة حظر الانتشار النووي ويمكن أن يدفع أعضاء على الانسحاب منها". وقال إن إيران ليس لديها النية لكي تفعل ذلك الآن.
وكانت مناقشات الوكالة الدولية الذرية حول "القدرات النووية الإسرائيلية" في جدول الأعمال بناء على طلب من الدول العربية التي تريد من مدير الوكالة يوكيا أمانو المساعدة في تنفيذ قرار الوكالة الذي يحث إسرائيل على الانضمام لمعاهدة حظر الانتشار النووي ووضع مواقعها النووية تحت إشراف الوكالة.