الشرق الاوسط يحترق ونحن أبرياء!
دان مرغليت
February 2, 2014
‘لم ير أحد من الاطراف في الشرق الاوسط بعد ورقة العمل الامريكية للدفع قدما بالتفاوض الاسرائيلي الفلسطيني، لكن الامريكيين بدأوا يسربونها قطرات بواسطة ممثلهم الرفيع المستوى مارتن اينديك ومطلعين على الامور.
سنسجل بناءا على انطباع معقول لكنه غير مؤكد الميزان المقترح: اسرائيل يهودية، والكتل الاستيطانية معها مع نحو من 80 بالمئة من مستوطنيها، وترتيبات امنية على الاردن، ونزع سلاح الدولة الجارة، وتعويض المهاجرين الى اسرائيل الذين تركوا املاكهم في الدول العربية، وفي مقابل ذلك انشاء فلسطين في مساحة تساوي مساحة الضفة الغربية كما كانت حتى حرب الايام الستة، وانشاء عاصمة عربية في شرق القدس، وصياغة غير واضحة لقضية اعادة نسل لاجئي 1948 الى اسرائيل.
سيتفضل بنيامين نتنياهو بالاستمرار على التفاوض، وأنا أرى أنه تلوح تباشير وثيقة معقولة يمكن أن تصبح مع ملاءمات مناسبة اساسا عادلا لانشاء دولتين للشعبين، ومن الواضح أنه لو قبلتها اسرائيل بحرفيتها لتبين لها أن الفلسطينيين يتهربون منها ويديرون ظهورهم لجون كيري.
لكن المتشائمين ايضا الذين يشيرون الى نصف الكأس الفارغ، يعلمون أنه لا ينبغي رفضها. حتى إن نفتالي بينيت وأوري اريئيل لا يقترحان أن تؤمر تسيبي لفني واسحق مولخو بأن يبدآ اضراب سبت. وعلى هذه الخلفية يثور تساؤلان يتعلقان بالكلام الذي قاله أمس وزير الخارجية الامريكي الذي هو في أساسه استحثاث مخلوط بتهديد ويبلغ حد توبيخ اسرائيل.
الاول هو المبالغة الامريكية في مركزية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في الشرق الاوسط؛ فهو مهم بلا شك ولو لمجرد حقيقة أن دولا كثيرة جدا في العالم وفي المنطقة تهتم به باستمرار وعلى الدوام. لكن ماذا سيكون اذا قيس بنكث بشار الاسد للاتفاق على القضاء على السلاح الكيميائي في مخازن الجيش السوري؟ واذا قيس بهبة الاخوان المسلمين وجهات القاعدة الخطيرة في مصر؟ واذا قيس بالقاعدة التي ينشئونها في سيناء ويطلقون منها قذائف صاروخية على ايلات كما حدث في فجر يوم السبت؟ واذا قيس بالاعلان الاعتراف الايراني بأن السعودية هي العدو الأكبر كما حاولت اسرائيل أن تُبين في المحادثات الثنائية الطرفين في الصعيد الاستخباري ولم تجد أذنا امريكية صاغية؟ إن هذه المشكلات لن تُحل وإن هدأ الصراع في ارض اسرائيل.
والآخر في تقدير مواقف الطرفين. فكيري يهدد اسرائيل بمقاطعة عالمية وبضعضعة الامن الداخلي كي يحثها على قبول مواقفه، لكن هذا هو الخطأ الامريكي الاساسي. إن دبلوماسييهم يقرأون اخبارا أكثر مما ينبغي في وسائل الاعلام ويعتقدون أن الاختلاف الشديد بين نتنياهو وبينيت يعوق اسرائيل عن التقدم في المسيرة السلمية، ولا يدركون أن الصعوبة الاولى والرئيسة الثخينة موجودة في رام الله خاصة.
إن تقريب اسرائيل الى الوثيقة الامريكية ليس اجراءا سياسيا سهلا، لكنه لا يشبه في صعوبته الرفض الفلسطيني. ويتكرر اللحن مرة اخرى ويتضح مرة اخرى أنه حينما يكون الحديث عن تقدير جوهر قصد الطرف العربي في الصراع على ارض اسرائيل، يكون أبو مازن هو رافض السلام الاول والرئيس لكن كيري يختار بدل ذلك لا أن يعظ اليهود أكثر فقط بل أن يعظهم هم وحدهم.
‘
هآرتس 2/2/2014