اسرائيل أولا
ايلي حزان
February 2, 2014
‘يحسن أن نقول في صدق إن محاولات وزير الخارجية الامريكي جون كيري إحلال سلام ذي بقاء بين الاسرائيليين والفلسطينيين تستحق تقديرا كبيرا، لكن كلامه أمس في مؤتمر الامن في ميونيخ لا يحتاج الى نظر عميق فقط بل الى توجيه في الأساس. ‘يوجد الآن نماء وأمن مؤقتان في اسرائيل. لكن ذلك وهم’، قال كيري في جملة ما قال. ‘كل ذلك سيتغير اذا فشلت المحادثات’. وتابع مؤكدا وكأنه يوجه السهام الى الادارة الاسرائيلية: ‘ثمة معركة أخذت تقوى لسلب اسرائيل شرعيتها. ويتحدث الناس عن مقاطعة ستزداد قوة في حال الفشل’.
كيري مخطيء. فمحاولات المقاطعة مع اليهود ومع اسرائيل كانت موجودة منذ زمن بعيد. ولا توجد علاقة طردية بين ما نفعله نحن الاسرائيليين من اجل السلام والتعايش مع الفلسطينيين وبين المعاملة التي سنُعامل بها في اماكن مختلفة في العالم. ويثبت التاريخ البعيد والقريب ايضا في الاساس، ذلك.
وتوجد على ذلك امثلة كثيرة مثل انسحابنا من لبنان، واقتراحات اهود باراك واهود اولمرت المبالغ فيها المتعلقة بتقسيم البلاد، والانفصال واقتلاع المستوطنين اليهود من غوش قطيف، وتجميد البناء في يهودا والسامرة وكل استعداد اسرائيلي للمصالحة ويشمل ذلك افراجا مؤلما عن السجناء كل ذلك لقي ردودا متشككة وانتقادات شديدة على اسرائيل.
وهذا ما كان ايضا في استنتاجات تقرير غولدستون الذي ندم كاتبه بعد أن كتبه؛ وهذا ما كان في ايام ذروة انتفاضة الاقصى حينما رُفض حقنا في حماية أنفسنا من الارهاب الفلسطيني الذي أفضى الى آلاف القتلى، وهذا ما سيكون ايضا اذا ما تجاوزنا خطوطا حمراء تضر بالمصالح الاسرائيلية. ولذلك عملت حكومة اسرائيل على انشاء بدائل دولية. ويجب على كيري أن يتذكر أن ليست كندا وحدها تقف الى جانبنا، فقد افتتحت اسرائيل ايضا قنوات دولية مباشرة مع الدول المحيطة بتركيا ومع دول اخرى في العالم تدرك قيمة العقل والمبادرة والابداع الاسرائيلي.
إن وزير الخارجية كيري مضلل، لأنه يوجد الآن نماء وأمن مؤقتان في السلطة الفلسطينية ايضا، واذا فشلت المحادثات واستقر رأي الفلسطينيين على العودة الى الارهاب فيجب أن يعلموا أن اسرائيل لن تكف عن السير وأن العودة الى الارهاب ستفضي الى انهيار فلسطيني. وقد كنا هناك في منتصف العقد الاول من الالفية الثالثة حينما نجحنا في ضرب الارهاب العرفاتي الى أن انهار، وسنكون هناك اذا احتاج الامر.
يستطيع وزير الخارجية الامريكي أن يردد كلام وزير الخارجية الاسطوري آبا ايبان الذي قال إن ‘الفلسطينيين لم يضيعوا قط فرصة لاضاعة الفرصة’. وتبرهن افعالهم حتى في هذه الايام على ذلك. فحسبنا أن ننظر في الخطاب العربي الداخلي الذي لا يقدس حدود 1967 بل حدود 1947. وكان يجب عليه أن يوجه سهامه الى اولئك الذين يريدون افشال التفاوض مرة بعد اخرى. وكان يجب عليه أن يؤكد ثم يؤكد رفض المضامين التدريسية والمضامين الاعلامية الشائعة في جهازي التربية والاعلام الفلسطينيين.’
إن رئيس وزراء اسرائيل اعتمد الاعتماد كله على التفاوض ويعلم كيري ذلك، فقد اعترف في تلك الخطبة بأن ‘نتنياهو اتخذ قرارات صعبة بصورة خاصة كي يدفع بالموضوع الى الأمام’.
فعليه أن يتذكر أننا في اسرائيل نحافظ على مصالحنا ونحن مستعدون لمواجهة تحدي المقاطعة، فقد برهنا قبل ذلك على أننا قادرون على ذلك.
اسرائيل اليوم 2/2/2014