مخيم لاجئين من جنوب السودان..على أمل العودة!

مخيم لاجئين من جنوب السودان..على أمل العودة!

مخيم لاجئين من جنوب السودان..على أمل العودة!

جبل اولياء - أ ف ب

في مدينة من الخيام على الاطراف الجنوبية للعاصمة السودانية الخرطوم يناضل مئات من مواطني دولة جنوب السودان من اجل الحياة. يأملون في العودة الى وطنهم رغم نزاع دام استمر اسابيع بين القوات الحكومية وفصيل معارض في الدولة الناشئة.

وادى القتال الذي اندلع في منتصف كانون الأول (ديسمبر) بين قوات الرئيس سلفا كير ميارديت واخرى تابعة لنائبه السابق رياك مشار الى مقتل الآلاف وتدمير العديد من البلدات والمدن وارغام 850 الف من مواطني دولة جنوب السودان على الفرار.

لكن سكان مخيم دار السلام الواقع خارج مدينة جبل أولياء على بعد نحو 50 كلم جنوب الخرطوم، لم يفقدوا الأمل والرغبة في العودة.

ويعيش سكان المخيم وعددهم حوالي 1700 شخص منذ نحو سنتين في ظروف قاسية، حيث لا تتوفر لهم فرص العمل، ولا يتلقون مساعدات من منظمات الإغاثة إلا نادراً.
وهؤلاء من بين ملايين من سكان جنوب السودان، الذين فروا الى الشمال اثناء الحرب الاهلية، التي دامت لإثنين وعشرين عاماً، وانتهت بتوقيع اتفاق سلام في 2005 أتاح إقامة دولة جنوب السودان في 2011 بعد استفتاء على تقرير المصير صوت فيه سكان الجنوب لصالح الانفصال عن الخرطوم.
وبنهاية 2013، عاد حوالي 1,8 مليون من مواطني جنوب السودان الى بلادهم بوسائل مختلفة.
وينتظر عشرون الفاً منهم اليوم في اربعين نقطة في الخرطوم وحولها، منها مخيم دار السلام، وسيلة تقلهم لوطنهم بسبب عدم امتلاكهم المال الكافي لدفع تكلفة الترحيل.
وقال أحد مواطني المخيم "نحن نعاني هنا"، وأضاف آخر "نريد أن نذهب، نحن مستعدون لذلك".
واغلب سكان مخيم دار السلام اصولهم من اقليم بحر الغزال في دولة جنوب السودان، وهي منطقة لم يمتد لها القتال الاخير الذي تخلله نزاع قبلي بين قبيلة الدينكا التي ينتمي لها سلفا كير والنوير التي ينتمي لها رياك مشار.
لكن في مخيم دارالسلام، ورغم عن التنوع القبلي "يعيش الجميع في سلام ووئام"، كما يردد سكان المخيم.ويقول السكان "نحن متحدون في سعينا الطويل للعودة للوطن ونتقاسم بؤسنا اليومي".
وقال معلم يسكن في المخيم "نريد مراحيض".
واكد انه يكسب دخلاً ضئيلاً من الآباء القادرين على سداد الرسوم الدراسية لاطفالهم في المدرسة التي تديرها الكنيسة الكاثوليكية.
ويشكو الجنوبيون من أن السلطات السودانية تقيد فرص حصولهم على العمل والخدمات على اساس انهم اجانب على الرغم من وجود اتفاقية بين البلدين تعطي مواطني كل دولة حرية الحركة والاقامة والانشطة الاقتصادية في البلد الاخر.
واكد المعلم أنه "لا يوجد في المخيم سوى مرحاضين قائمين بعد ان تحطمت الباقية من جراء الامطار الغزيرة التي هطلت اثناء موسم الامطار الماضي".
وفي ساحة الكنيسة ذات السقف المعدني، يشير المعلم الي مضخة المياه المكسورة، والتي لم تعد تضخ المياه للسكان مما جعلهم يشترونها من مركبات تجرها الحمير وتحمل صهاريج معدنية تتنقل بين الخيام المصنوعة من أقمشة البلاستيك المربوطه بقوائم خشبية وبداخلها متعلقاتهم الشخصية.
وتقف الخيام متراصة بشكل دقيق مما يجعل المخيم اكثر تنظيما من بقية المخيمات العشوائية التي يعيش فيها مواطنو جنوب السودان.
وخلف احدى الخيام تنمو حديقة صغيرة خضراء في وسط الصحراء.
وقال احد السكان "كثير من الناس ماتوا نتيجة نقص الادوية".
وليس لدى السكان سوى مصادر قليلة للدخل ومعظمها يأتي من تصنيع النساء للكحول وبيعه بصورة غير قانونية.
وقال مصدر يعمل في الشأن الانساني طالبا عدم ايراد اسمه "الحكومة السودانية لا تريد توفر مساعدات لمناطق مثل دار السلام بصورة منتظمة".
والحديث عن مشكلات المخيم امر حساس بالنسبة للسلطات السودانية لذا يطلب السكان وعمال الاغاثة عدم ايراد اسمائهم.
وخلص مسح اجرته منظمة الهجرة الدولية في ايلول (سبتمبر) الماضي إلى ان جميع مواطني جنوب السودان الموجودين في الخرطوم يريدون العودة لوطنهم.
وقال احد مواطني دار السلام "هناك على اقل تقدير سيجدون قطعة ارض يفلحونها".
وفي أيلول (سبتمبر) الماضي مولت منظمة الهجرة الدولية من مواردها عودة 700 شخص بواسطة شاحنات من الخرطوم الى بحر الغزال، كما اوضح مابير مالكان رئيس بعثة الهجرة الدولية في السودان.
واضاف مالكان "نحن مستعدون للمساعدة ولكننا لا يمكن ان نستخدم المزيد من اموالنا لارسال قوافل اخرى".
واكد ان "اموال المانحين غير متوفرة رغم ان الناس يعيشون في اوضاع بائسة واستعداد السودان وجنوب السودان لتسهيل العودة".
في الوقت الذي يصر سكان دار السلام على العودة الي جنوب السودان فان آلافاً آخرين يفرون هرباً من القتال الى داخل السودان.
وقال احد عمال هيئة الاغاثة الحكومية السودانية "لا يمكن تنظيم عودة اعداد كبيرة من مناطق مثل دار السلام في ظل الاوضاع الحالية في جنوب السودان".
وسجلت منظمة الهجرة الدولية عبور أكثر من 4100 من السودانيين الجنوبيين والسودانيين والبدو من الجنوب الى الشمال حيث تحسن الوضع بعد التوصل لوقف اطلاق النار قبل عشرة ايام، دون أن يتم التوصل الى وقف المعارك.

تحية الاسلام
جزاكم الله خيرا وبارك الله لكم وعليكم
أزكى التحيات وأجملها..وأنداها
وأطيبها..أرسلها اليكم
بكل ود وحب وإخلاص..
...تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل قلبي
من تقدير واحترام لكم جميعا
وأن تصف ما يختلج بفؤادي
من ثناء واعجاب..فما أجمل
أن يكون الإنسان شمعة
تُنير دروب الحائرين..
دمتم بالف خير
رحم الله والديكم ووالدي
ابو مازن

» متمردو جنوب السودان يقولون إن الجيش دمر مدينة مستخدما مقاتلين أجانب
» ظاهرة اجتماعية خطيرة تربط زواج القاصرات بالأبقار الفقر والجهل في دولة جنوب السودان يرغمان العائلات على تزويج البنات مقايضة بالماشية في ممارسة متزايدة تعرض حياتهن لخطر الموت. الأربعاء 2020/12/30 فتاة صغيرة تقف بجانب قطيع من الماشية في أوديير بجنوب السودان
» فصل جنوب السودان إنجاز أوباما الوحيد
» واشنطن تحث جنوب السودان على الالتزام بوقف اطلاق النار
» ريك مشار: حكومة جنوب السودان تريد عرقلة محادث

صفحة 1 من اصل 1