|
عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بإحدى جبهات القتال (الجزيرة-أرشيف) |
سقط عدد من القتلى بين مسلحي المعارضة السورية إثر تفجير في حلب نفذه مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وتواصلت المعارك بين الطرفين في عدد من الجبهات، بينما أعلن وسيط سعودي يسعى لرأب الصدع بين تنظيم الدولة وباقي الكتائب، فشل جهود المصالحة بين الطرفين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلا من تنظيم الدولة فجر حزامه الناسف في سجن بلدة الراعي شمالي حلب والذي يشكل مقرا للألوية الإسلامية المقاتلة، بعدما حضر إليه للتفاوض مع الألوية الاسلامية من أجل تنفيذ هدنة بين الجانبين.
وأضاف المرصد أن التفجير تسبب في مقتل 16 عنصرا، بينما أصيب عشرون آخرون بعضهم في حالة خطيرة. وأوضح مراسل الجزيرة في حلب أن ثلاثة قياديين في لواء التوحيد قتلوا مع عدد آخر من عناصر المعارضة المسلحة في تفجير مزدوج وقع في بلدة الراعي بريف حلب.
وأضاف أن التفجير الأول تم داخل غرفة قيادة العمليات العسكرية للمعارضة المسلحة، ونفذه شخص زعم أنه مفاوض من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وتبع ذلك انفجار سيارة مفخخة كانت متوقفة عند بوابة المقر ذاته.
ويشهد ريف حلب الشمالي معارك عنيفة بين كتائب المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وبدأ مقاتلو المعارضة المسلحة معركة سمّوْها "النهروان" سعياً منهم لاستعادة مناطق من ريف حلب الشمالي، منها بلدة كفر حمرة التي شهدت إعدامات ميدانية واعتقالات لمدنيين من قبل تنظيم الدولة.
جبهات أخرى
وفي محافظة دير الزور، استولى مقاتلو تنظيم الدولة على حقل كونيكو للغاز من مسلحي جبهة النصرة ومقاتلين آخرين كانوا يسيطرون عليه منذ عدة أسابيع. وكونيكو من بين أكبر محطات استخراج الغاز في سوريا.
|
إضغط لدخول صفحة الثورة في سوريا |
وقال المرصد السوري إن تنظيم الدولة أفرج عن قائد كتيبة مقاتلة في مدينة الرقة بعد اعتقاله منذ ثلاثة أيام ومصادرة أسلحة كتيبته.
وكان أبو حسين الديك القائد العسكري لألوية صقور الشام في سوريا وعضو مجلس شورى الجبهة الإسلامية قد لقي مصرعه في اشتباكات دارت بين قواته وتنظيم الدولة أمس الأول في ريف حماة.
وقالت مصادر إن الديك توجه برتل عسكري لفك الحصار الذي تفرضه عناصر من تنظيم الدولة على كتائب جبهة ثوار سوريا المسيطرة على بئر نفط في منطقة شاعر.
وبدأت المعارك بين مقاتلي المعارضة السورية وعناصر تنظيم الدولة الذين كانوا يقاتلون في خندق واحد ضد نظام الرئيس بشار الأسد، مطلع العام الحالي. ويتهم المقاتلون المعارضون تنظيم الدولة بعمليات خطف وقتل واعتقالات عشوائية والتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية واستهداف المقاتلين والناشطين الإعلاميين.
وطرد مقاتلو الكتائب المعارضة عناصر التنظيم من مناطق واسعة في حلب وإدلب، إلا أن تنظيم الدولة تمكن من التفرد بالسيطرة على مدينة الرقة، مركز المحافظة الوحيد الخارج بشكل تام عن سيطرة النظام. وخسر الجانبان ما يتجاوز 1400 مقاتل في اشتباكات وتفجيرات سيارات ملغومة.
رفض للمصالحة
من جانب آخر أعلن السعودي عبد الله المحيسني الذي يقوم بوساطة بين تنظيم الدولة وباقي الكتائب فشل جهود المصالحة بينهما، وقال في تسجيل صوتي نشر على شبكة الإنترنت أمس الأحد إن تنظيم الدولة "رفض مبادرة الأمة للمصالحة مع جبهة النصرة لأهل الشام وبقية الكتائب".
وأشار إلى أن التنظيم رفض استحداث محكمة شرعية لحل الخلافات، وناشد زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي القبول بإنشاء محكمة إسلامية عامة في الشام للنظر فيما مضى وما يستجد من نزاع.