آخر قصيدة كتبها الدكتور يوسف عبد الدراغمة وعنوانها الى مخيم اليرموك ..
الى مخيم اليرموك
2014/01/22 08:57 مساءً...
د.الشاعر يوسف عبد الدراغمة
الى مخيم اليرموك
الى متى نعتصر هذا الرغيف..
وذاك الرغيف...
وبقايا هذي القلوب الحجرية
حبات قمحنا تثقلها الدماء
وقباب الأقصى تغمرها
أمطار الصيف الدموية
زلزال يدمدم ... في قلبي...
ما لحضارة الجوع علينا..؟؟؟
ما لصيفها يستمر..؟؟؟
آتنفيذ سياسة التجويع..؟؟
أضحى سمات حضرية
آيها الباحثون عن اسباب جرحي
معذرة .... من سرق رغيف الخبز
من فم القبرة ...
من جوع أمي وابي .. وأخي وطفلي
من ساقهم الى الموت ... من..؟؟؟
من اوقد نار المذبحة..؟؟؟
لماذا يعرى المخيم... حتى رغيف الخبز..
وكان نخلة في الصحاري القريبة والبعيدة
هاجسه ... لا فرق بين مذبحة مضت
ومذبحة مقبلة....
ما زال العطر المتصاعد
من جسدك المشبع بالجوع...
يشبه عطرك يا وطني
تداعبه جدائل أمي المرسلة عند الصباح
وشارات... صدرك تذكرني....
بشموخ النخيل...
تذكرني... بالخيول...
اذا جمحت مجفلة .....
آه ... أيها المخيم
أيها اليرموك...
هل أعطيك ... مهرا من الدم... أغنية...
تستحم على شاطيء الموت او رغيف الخبز
كي تختصر الشغف...
للبحر .. للريح للشمس
كي تفتح ابوابنا المقفلة..
هل اعطيك دفء الحمام... في مدن الثلج...
هل أعطيك .. كل ما نسيت
من اشتهاءات الفجر..
لا ادري كيف ارتضيت الذل...وهذي المتاهات ..والنفي
تلويحة للموت... واللعبة المذهلة...
يا سيدي المخيم
يا سيدي اليرموك...
ان بحرا من أغانيك تجمعني
لأمر بين أصابع الجائعين سنبلة
وعصفورا ... على الأفق المسافر
بيني وبينك جلدي...
وبيني وبين جلدي بلاد انت سيدها
يا سيدي اليرموك... أنت أغنيتي...
ووجهك عنبر للمدى... وخرائط للبلاد
أنت أنا ... وأشهد الآن أنك أغنيتي...
وجنازتي وثورتي الغاضبة