إنتقال سهل في إدارة بنك الكويت الوطني بعد تقاعد إبراهيم دبدوب لكن التحديات تظل موجودة
February 17, 2014
الكويت – رويترز: مثّل إعلان بنك الكويت الوطني أمس تعيين عصام الصقر رئيسا تنفيذيا للمجموعة، خلفا لسلفه المُخضرم إبراهيم دبدوب صاحب الخبرة الطويلة، وتعيين شيخة البحر نائبة للرئيس التنفيذي، خطوة إلى الأمام في مرحلة توصف ‘بالإنتقال السهل’ في إدارة أكبر بنوك الكويت، لكن تظل التحديات موجودة على المستويين المحلي والاقليمي.
ومنذ الإعلان في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن إستقالة دبدوب ظل المراقبون ينظرون بعين الترقب لمن سيخلفه في هذا الموقع الذي يتسم بحساسية بالغة.
ومن المقرر أن يتولى الصقر والبحر، المنتميان لعائلتين عريقتين في مجال التجارة وإدارة الأعمال، مهامهما الجديدة بعد إنعقاد الجمعية العمومية المقبلة للبنك.
وقال جاب ميجر من بنك ‘أرقام كابيتال’ الإستثماري، ومقره دبي، ان تعيين عصام ‘لم يمثل مفاجأة’ له لأنه ظل على مدى سنوات نائبا لدبدوب وكان تعيينه في هذا الموقع أمرا متوقعا.
وتوقع ناصر النفيسي، مدير مركز الجُمان للإستشارات ألا يحدث تغيير كبير في عمل البنك، لكنه قال ان ‘دبدوب كان له كاريزما.. وهي مثل البصمة لا يمكن تكرارها.. هناك إجماع أنه كان له دور محوري في تطوير البنك ونجاحه المستمر.. إلا أنه أسس منظومة متكاملة.. (منظومة) مؤسسية.’
وقال النفيسيان عصام الصقر وشيخة البحر ‘عملا مساعدين لدبدوب وهما معه في الجو منذ عقود’، مؤكدا أنه في حال وجود خطط للتغيير من قبل الصقر أو البحر فسوف يستغرق ذلك وقتا طويلا لأن البنك أصبح مؤسسة كبيرة ولا يمكن تغييرها بسهولة.
وعمل الصقر والبحر، بحكم منصبيهما، بشكل لصيق مع دبدوب الذي كان يعمل 14 ساعة يوميا ويَطّلِع بنفسه على كافة تفاصيل المؤسسة، ويتمتع بعلاقات واسعة على مستوى المنطقة، وكان له دور كبير في تطوير البنك وتحويله إلى بنك إقليمي.
ويوصف الصقر (58 عاما) بأنه شخصية هادئة ومعتدلة ولديه ثقافة عمل شبيهة بالتي كان يتبعها دبدوب، من الحضور إلى العمل في السادسة والنصف صباحا، والعمل في أيام عطلة السبت، والحرص على إنجاز الأعمال بأقل درجة ممكنة من الصخب.
ويشغل الصقر منذ 2010 منصب نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني. وشغل قبلها ومنذ 2008 موقع الرئيس التنفيذي للبنك في الكويت.
وتشغل شيخة البحر حاليا، ومنذ 2010، منصب الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني في الكويت. كما شغلت منذ 2008 منصب نائب الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني في الكويت.
وقال عبد المجيد الشطي، الرئيس السابق لإتحاد مصارف الكويت ‘إن هذا الانتقال السهل نقطة تحسب للبنك الوطني..عكس البنوك الاُخرى.. الوطني لديه كوادر من الداخل.. وهذا استقرار إداري.’
وأضاف الشطي ‘الأخ عصام (الصقر) إبن البنك الوطني وليس قادما من الخارج.. وهو من نفس مدرسة بوشكري (إبراهيم دبدوب).. وشيخة (البحر) أيضا نفس الشيء من نفس المكان.. وبالتالي لا أتوقع أن يحدث تغيير في التوجهات والسياسات.’
وأكد الشطي أن ‘الإدارة الجديدة لها طموحها وتريد أن تثبت إنجازات جديدة لها’، وهو ما يعني أن التغيير لن يكون ‘في الفلسفة والنهج وإنما في الطموحات..الإدارة الجديدة ستبني على ما هو منجز وما هو موجود حاليا.. ولا تنسى أن الإدارة التنفيذية تنفذ سياسات مجلس الإدارة.’
ويقول بنك الكويت الوطني، الذي تأسس في 1952 كأول بنك وطني محلي وأول شركة مساهمة في الكويت ومنطقة الخليج، على موقعه الإلكتروني إنه ‘أكبر مؤسسة مالية وصاحب أكبر حصة من سوق الخدمات المصرفية التجارية في دولة الكويت.’
ووفقا لموقع بنك الكويت الوطني على الإنترنت فإن لديه 155 فرعا محليا وعالميا، إلى جانب الشركات التابعة ومكاتب التمثيل العالمية في كل من لندن ونيويورك وباريس وجنيف والبحرين ولبنان والأردن وقطر وسنغافورة والصين والسعودية والعراق ودبي وتركيا.
وإستبعد محلل في أحد بنوك منطقة الشرق الأوسط أن يكون هناك تغيير جذري في سياسة البنك، لكنه قال ان الوقت مبكر للحكم في الأمر.
وأضاف المحلل الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه ان الصقر ‘واحد من الجيل الجديد ولذلك فمن الممكن أن تكون لديه طريقة جديدة لرؤية الاشياء، لكني لا أعتقد أنه سيكون هناك تغير جذري.’
وأضاف المحلل أن بنك الكويت الوطني لديه إستراتيجية محافظة وسوف يستمر في إتباع هذه الإستراتيجية ومن المبكر القول بإمكانية تغييرها.
وحقق بنك الكويت الوطني أرباحا بلغت 238.1 مليون دينار (842.5 مليون دولار) في 2013 مقابل 305.1 مليون في 2012. وأوصى مجلس الإدارة بتوزيع 30 فلسا للسهم أرباحا نقدية وخمسة أسهم منحة لكل 100 سهم عن 2013.
وقال النفيسي ان التحديات التي تواجه البنك ‘ضخمة على المستوى المحلي’ نظرا لأن المشاريع التي يتم طرحها في الكويت ‘ليست بحجم الطموح.. وبالتالي ليس هناك نمو ملحوظ متوقع لقطاع البنوك عموما.’
وأضاف أنه على المستوى الخارجي فإن البنك يواجه تحديات في مصر وتركيا اللتين تشهدان إضطرابات ‘ويظل هناك مخاطر(فيهما) لكن بالنظر لحجم (بنك الكويت) الوطني ستكون محدودة.’
ويمتلك بنك الكويت الوطني الحصة الرئيسية في البنك الوطني المصري، كما يمتلك 40 في المئة من البنك التركي في تركيا. لكن تبقى الكويت هي المصدر الرئيسي لإيراداته.
واعتبر الشطي أن أهم ما يواجه القطاع البنكي كله في الكويت – ومنه بنك الكويت الوطني الذي يستحوذ على ‘حصة الاسد’ – هو كيفية ‘خلق فرص جديدة للنمو.. وأن تأخذ المبادرة في التوسع الإئتماني’ لأن التوسع خلال الفترة الماضية كان بسبب قروض الأفراد نتيجة زيادة الرواتب.
وقال المحلل في أحد مصارف منطقة الشرق الأوسط أن من أهم التحديات التي تواجه السوق الكويتي ككل هو أن معدل تنفيذ المشاريع الكبرى ‘كان مخيبا للآمال’ بالرغم من حدوث تقدم خلال الأشهر الأخيرة، مبينا أن أهم التحديات التي تواجه البنك الوطني في هذه الأجواء هو الحفاظ على معدل النمو في الأرباح.
ويرى ميجر أن الأمور تبدو ‘أفضل قليلا’ في الكويت مما كانت عليه. كما أن أداء القطاع المصرفي كان ‘جيدا’ خلال العام الماضي، لذلك فمن الممكن ان يتسارع النمو خلال الفترة المقبلة. وقال ‘من الناحية السياسية فإن الأوضاع تبدو أفضل قليلا.. وبنك الكويت الوطني هو الأكثر ربحية في السوق الكويتي.’
(الدولار يساوي 0.2817 دينار).
(الدينار الكويتي مكون من ألف فلس.(