الجبهة الإسلامية: لا نستبعد أن تكون ‘الهدن’ غطاء لتمرير عناصر من ‘داعش’
المعارضة السورية تتوقع استخدام النظام لأسلحة غير تقليدية في 'يبرود'
February 21, 2014
عواصم ـ الاناضول: أعلن ناطق باسم الجبهة الإسلامية، المتحالفة مع الجيش السوري الحر، الجمعة، أنه لا يستبعد أن تكون ‘المصالحات’ أو ‘الهدن’ التي عقدت مؤخراً بين قوات النظام والمعارضة غطاء’لتمرير عناصر من ‘داعش’ إلى مناطق’لم يكونوا قد وطؤوها من قبل وفشل’النظام في استعادة السيطرة عليها.
وفي مكالمة عبر سكايب (موقع التواصل المرئي على الانترنت)، قال النقيب إسلام’علوش الناطق العسكري باسم الجبهة، أكبر تحالف للفصائل الإسلامية في البلاد،”لا أستبعد أبداً أن تكون ‘الهدن’ التي تم عقدها مؤخراً بين قوات النظام والمعارضة وسيلة لتمرير عناصر من ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’(داعش) إلى المناطق التي شملتها تلك الهدن، إلى جانب عناصر من أجهزة استخبارات النظام؛ لاختراق الثوار ودخول مناطق فشلت قواته في استعادتها منهم’.
وأعلن النظام السوري، الإثنين،’عن عقد ‘مصالحة’ مع أهالي 4 بلدات بريف دمشق جنوبي سوريا، التي تسيطر عليها’قوات المعارضة، حسب وكالة الأنباء الرسمية ‘سانا’، في حين اعترف مصدر في تلك القوات بإبرام ‘هدنة’ لإدخال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين في البلدات المذكورة من قبل قوات النظام منذ أكثر من عام،’بحسب تصريح سابق.
كما سبقت هذه ‘الهدنة’ أو ‘المصالحة”عقد اتفاقات مشابهة في أحياء حمص القديمة وسط سوريا، كانون الثاني/يناير، وأيضاً في مدينة المعضمية في غوطة دمشق الغربية، كانون الأول/ديسمبر،’تضمنت وقف إطلاق النار بين الجانبين مقابل السماح بإجلاء المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تحاصرها قوات النظام.
وجميع المناطق التي شملتها الهدن أو المصالحة لا يتواجد فيها عناصر من ‘داعش’، وإنما يسيطر عليها الجيش الحر وفصائل إسلامية متحالفة معه مثل جبهة النصرة والجبهة الإسلامية التي تضم لوحدها عشرات الآلاف من المقاتلين. حول الصور التي عرضها’ناشطون، الخميس،’لمقاتلين قالوا إنهم من ‘داعش’ موجودين في بلدة ببيلا بريف دمشق،’علّق علوش بأن تلك الصور على الأغلب ‘مزورة وغير صحيحة، لأنها لا تثبت’تواجد عناصر من التنظيم’.
وعرض ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، الخميس، صوراً لمقاتلين ملتحين ويرتدون زياً إسلامياً يقومون بدعس′علم النظام بعد إنزاله من فوق مبنى بلدية ببيلا، أحد البلدات التي شملتها الهدنة الأخيرة مع قوات النظام، ولم يتسن التأكد من صحة الصور’من مصدر مستقل’أو فيما إذا كان المقاتلين تابعين لداعش أو لغيرها من الفصائل الإسلامية الحليفة للمعارضة.
ويقتصر تواجد داعش حالياً على مناطق في شمال سوريا وشرقها، ويتخوف الثوار من تمدد التنظيم إلى مناطق الجنوب وخاصة في محافظتي دمشق ودرعا التي تسيطر قوات المعارضة على مساحات واسعة منها.
ويتهم معارضون سوريون ‘داعش”بأنه من صنيعة النظام لتشويه صورة الثورة والثوار،’واندلعت منذ شهرين تقريبا اشتباكات بين الجيش الحر وفصائل إسلامية تدعمه مع التنظيم في مناطق الشمال السوري أوقعت قتلى وجرحى من الطرفين، وما تزال بعض تلك الاشتباكات مستمرة في بعض المناطق.
ويقول قياديون’بالجيش الحر إن قوات النظام السوري تتحاشى قصف أي من مقرات ‘داعش’ في سوريا على الرغم من أن عناصره يتمركزون في دوائر حكومية ومراكز ظاهرة للعيان سيطر عليها في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، في حين أن تلك القوات’تشن’غارات جوية وقصفا بمختلف الأسلحة على أي مقر يشتبه بأن الجيش الحر،’أو من الفصائل الإسلامية المقاتلة’يتواجدون فيه وحتى لو كان ذلك المقر ضمن حي سكني.
الى ذلك توقع ناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية، الجمعة، استخدام قوات النظام السوري لأسلحة غير تقليدية في معركة ‘يبرود’ بريف دمشق جنوبي سوريا، وذلك بعد فشلها مع قوات حزب الله اللبناني في استعادة السيطرة على المدينة’من قوات المعارضة بعد أسبوعين من المعارك.
وقال عامر القلموني الناطق باسم الهيئة (تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة)’في منطقة القلمون، إن ‘قوات النظام السوري قد تلجأ لاستخدام أسلحة كيميائية أو غازات سامة أو غيرها من الأسلحة غير التقليدية في معركتها في ‘يبرود”مثلما استخدمتها سابقاً في الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق آب/اغسطس الماضي’.
وأشار القلموني إلى أن النظام السوري مني مع حزب الله اللبناني بخسائر كبيرة خلال الأسبوع الماضي، وصلت إلى نحو 300 عنصر من الطرفين، فضلاً عن عشرات الآليات العسكرية.
ولفت الناطق إلى أن النظام لا يردعه أي رادع ديني أو أخلاقي كما أنه اعتاد على’استخدام الأسلحة الكيميائية والغازات السامة خلال السنوات الثلاث’الماضية، واكتفى المجتمع الدولي بالعمل على سحب جزء من ‘سلاح الجريمة’، ومع ذلك لا يزال النظام السوري يماطل في تسليمه.
وبعد تهديد الولايات المتحدة بتوجيه ضربات عسكرية للنظام السوري،’عقاباً على استخدامه أسلحة كيميائية في غوطتي دمشق الشرقية والغربية آب/اغسطس الماضي،’أدت لمقتل نحو 1400 مدني وعشرات آلاف المصابين، وافق النظام السوري على تفكيك وتسليم ترسانته من تلك الأسلحة والتي يقدر خبراء حجمها بنحو ألف طن، ويماطل النظام في نقل تلك الترسانة بغية تفكيكيها.
ونوه القلموني إلى أن النظام السوري قطع كافة أنواع الاتصالات عن المدينة، الجمعة، كما’شن الطيران الحربي عدة غارات جوية صباح الجمعة، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. ولم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من النظام السوري أو’حزب الله حول ما ذكره الناطق باسم الهيئة.