[*]حَقُ الشُعُوبِ كَمَا رأيّتَ ضَبَابُ
وسْيَاسَةُ الشْعبِ الألِيفِ سَرَابُ
مِسْكِينةٌ أرْضُ الحِجَازِ ديارُها
معْمُورَةٌ والحَـــاكِمون خرَابُ...
عَجَبِي فإنّي ما رَأيّتُ بِغيرِها
أُسْدٌ يُرَوِّضُ عَيْشَهُن ذئابُ
اصّمُتْ إذا شِئتَ الكَلامَ شِعارَهُم
وعَليْكَ قَدْ تَتَحَرَكُ الأهْــدَابُ
وانْظُرْ أمَامَكَ إن أرَدْتَ سلامَةً
أو مُـتْ فأنّتَ مُنَافِقٌ كَـذّابٌ
واهْنَأ بِمَا حكَمَ الأمِيرُ فحُكْمُهُ
خيْرٌ و لا تَسْألْهُ ما الأسْبَابُ
مَا جاءَ مِن قصْرِ المُلُوكِ مَثُوبَةٌ
والزَيْغُ عَنْهُ كَمَا عَلِمْتَ عِقَابُ
وكَذَا حَياتُك إن لَزِمْتَ سَعِيدَةٌ
وبغَيرِ رِضوَانِ الأميرِ عَذابٌ
نحنُ المُلُوكُ لِدَولَةٍ مَلَكِيَةٍ
دُسْتُورُها المِيراثُ والأنْسَابُ
يا شَيْخُ قُل لّي ما المُلُوكُ وصِنْفُهم
هَلْ جَاءَ في ذِكْرِ المُلُوكِ كِتَابُ؟
هَلْ طِينُهم بَشَريُّ أمْ أجْسَادُهم
في طِينَةٍ ذَهَبِيُّةٍ قد ذَابُــوا؟
يا شَيْخُ حَدِّثْنِي بِرَبِكَ أفْتِني
فالقَلْبُ إن افْتَيّتَ لا يرْتَابُ
عَمَّنْ يُوَرِّثُ شَعْبَهُ لِسُلالَةِ
فَـصْلٌ كَلامُهُمُ ولَيْسَ يُعَـابُ
إنّي كَفَرتُ بِقَولِهم مَلَكِيَةً
مَوروثَةً وتُديرُهـا الأكـوابُ
مَلِكٌ على فَمِهِ يُريدُ حِراسْةً
يقْظَانَةً كي لا يَسيلَ لُعَــابُ
مَلِكٌ على فَمِهِ يَدُورُ لِيَرتَعي
إن تَغْفُ عَيْنُ الحَارِسينَ ذُبَابُ
المُلْكُ مُلْكُ اللهِ لَيْسَ لِغَيْرِهِ
ولَهُ العُلَى والمَجْدُ والألْقَـابُ
فَلِحُكْمِ رَبُكِ يا حِجَازُ تَصَبّْري
فَسَيَنْتَهي عَنْ حُكْمِكِ الأذْنَابُ
-----------------------------
شعر / محمد الياسري