قصيدة سندباد يمني في مقعد التحقيق قصيدة أذهلتني أعتقد لكثرة أسئلتها وهي تجعل الشاعر الضرير عبد الله البردوني جديرا بلقب شاعر الأسئلة القصيدة تقليدية سأوردها بشكل حوار بين المحقق والشاعر
-كما شئت فتش... أين أخفي حقائبي..؟
- أتسألني من أنت؟.. أعرف واجبي !
أجب، لاتحاول، عمرك، الاسم كاملاً... ؟
-ثلاثون تقريباً.. (مثنى الشواجبي)
-نعم،أين كنت الأمس؟
-كنت بمرقدي وجمجمتي في السجن ..في السوق شاربي !!
-رحلت إذن، فيما الرحيلُ؟
-أظنه... جديداً، أنا فيه طريقي وصاحبي
-إلى أين؟
- من شِعْب لثانٍ بداخلي...
- متى سوف تآتي؟!
- حين تمضي رغائبي !!
- جوازاً سياحياً حملت؟
.. جنازة... حملت بجلدي، فوق أيدي رواسبي !
... من الضفة الأولى، رحلت مهدماً... إلى الضفة الأخرى، حملت خرائبي
هراءٌ غريبٌ لا أعيه... ولا أنا...
- متى سوف تدري؟
- حين أنسى غرائبي
- تحديت بالأمس الحكومة، مجرم ٌ...
- رهنت لدى الخباز، أمس جواربي
- من الكاتب الأدنى إليك؟
- ذكرته... لديه -كما يبدو- كتابي وكاتبي
- لدى من؟
- لدى الخمّار، يكتب عنده... حسابي، ومنهى الشهر، يبتزّ راتبي
- قرأت له شيئاً؟
- كؤوساً كثيرة... وضيعت أجفاني، لديه وحاجبي
- قرأت -كما يحكون عنك- قصائداً... مهربةً... بل كنت أول هاربي
أما كنت يوماً طالباً؟
-كنت يا أخي... وقد كان أستاذ التلاميذ، طالبي
قرأت كتاباً مرّة، صرت بعده... حمارا، حماراً لا أرى حجم راكبي
- أحبيت؟
- لا بل مت حباً...
- من التي؟..
- أحبيت حتى لا أعي، مَن حبائبي
- وكم مت مرّات؟!!
- كثيراً كعادتي... !
- تموت وتحيا؟
- تلك إحدى مصائبي
- وماذا عن الثوار؟ حتماً عرفتهم!
- نعم حاسبوا عني، تغدوا بجانبي !!
- وماذا تحدثتم؟
- طلبت سيجارة... أظن وكبريتاً.. بدوا من أقاربي !!
شكونا غلاء الخبز، قلنا ستنجلي... ذكرنا قليلاً موتَ (سعدان ماربي)
- وماذا؟
- وأنسانا الحكايات منشدٌ... (إذا لم يسالمك الزمان، فحاربِ)
- وحين خرجتم، أين خباتهم، بلا... مغالطة؟
- .. خبأتُهم، في ذوائبي
- لدينا ملف عنك... !!
- شكراً لانكم... تصونون، ما أهملته من تجاربي
لقد كنت أمياً حماراً وفجأة...... ظهرت أديباً ، مذ طبختم مآدبي !!
- خذوه،..
- خذوني لن تزيدوا مرارتي... !!
- دعوه،..
- دعوني لن تزيدوا متاعبي
عبد الله البردوني