أكد محمود طورال، قبطان سفينة "مرمرة الزرقاء" التركية التي تعرضت للاعتداء الصهيوني في عرض البحر الأبيض المتوسط أن الصهاينة هاجموا السفينة دون سابق إنذار.
وقال طورال في حوار خاص أجراه معه المكتب الإعلامي لهيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية ( IHH ) ووزعه اليوم الأربعاء (16/6) على وسائل الإعلام: "إن السفن المشاركة في أسطول الحرية لم تدخل مياه الكيان الإقليمية، إلا أن البحرية الصهيونية حاولت قبل العدوان إجبار السفن على دخول المياه الإقليمية للكيان الصهيوني، ولكنه غير وجهة السفينة وفشلت المحاولة الصهيونية".
ولفت إلى أن هناك طرقاً أخرى كان بإمكان الجيش الصهيوني استخدامها لمنع أسطول الحرية عن الوصول إلى ميناء غزة، دون أن يسقط ضحايا، إلا أنه فضل الاعتداء الدموي على تلك الطرق.
وذكر طورال أن السفينة كانت تبحر في المياه الإقليمية حين وقع الاعتداء عليها، وأن الجنود الصهاينة نزلوا على متن السفينة من المروحية دون سابق إنذار، بالتزامن مع إطلاق النار على المتضامنين، نافياً ما تناولته وسائل الإعلام الصهيونية بأن قوات الاحتلال طلبت من قبطان السفينة التوقف قبل الاعتداء عليها. وقال إنه لم يتلق أي تحذير من الساعة الثانية حتى بدء الاعتداء في الساعة الرابعة والنصف.
وأشار إلى أنه وضع أمام عينه كل الاحتمالات قبل أن ينطلق، إلا أنه لم يكن يتوقع العدوان بهذه الوحشية، مؤكداً أن الجنود الصهاينة ألقوا على متن السفينة قنابل مسيلة للدموع وأطلقوا النار على المتضامنين المدنيين بشكل مكثف قبيل الإنزال.
ورداً على الادعاء الصهيوني بأن الجنود أطلقوا النار بعد أن واجهوا مقاومة من المتضامنين، قال "إن الصهاينة هم من بدؤوا بإطلاق النار، وإن المتضامنين دافعوا عن أنفسهم وجردوا الجنود عن أسلحتهم، إلا أنهم لم يستخدموها إطلاقا ضد الجنود بل ألقوها في مياه البحر".
وأوضح أن "الشهداء والجرحى سقطوا أثناء إنزال الجنود على متن السفينة وخلال نزولهم من الطابق العلوي إلى الطابق السفلي بسبب استخدام الصهاينة الرصاصات الحية ضد المتضامنين".
ولفت النظر إلى أن الجنود منعوا الأطباء من إسعاف الجرحى، حتى وصلت السفينة إلى ميناء أسدود، مضيفاً أن السفينة كانت تمتلك كل وسائل الإسعاف الأولي.
وذكر قبطان السفينة أنه طلب من الجنود أن يرى الجرحى، وسمحوا له بالنزول إلى الطابق السفلي إلا أنهم طلبوا منه أن يفسخ قميصه بحجة التفتيش، ثم هجموا عليه وقيدوه ووضعوه بين المتضامنين. وقال "إن الصهاينة رشوا على المتضامنين مياه البحر وتركوهم لمدة ساعات يتعرضون للرياح في محاولة لتعذيبهم نفسياً".
وأكد طورال أن الصهاينة حاولوا أن ينتزعوا منه أثناء التحقيق بعض الأسماء التي يمكن أن يلقوا باللائمة عليها للتغطية على عدوانهم الدموي، إلا أنه أبلغهم بأن هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية منظمة مدنية ويمكن أن يحصلوا على معلومات إضافية حولها من خلال موقعها الإلكتروني.
وقال إنه لم يجد أي مشاكل مع منظمي الأسطول أو المتضامنين خلال الرحلة وأنه كان على اتصال دائم مع مسؤولي هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية. وأضاف أنه ليس هناك أي سبب يبرر العدوان الوحشي الهمجي على سفينة مرمرة الزرقاء.