اللاّأدريون / لجمال الصليعي

اللاّأدريون
كان الناس قديما إذا اغتصبت بعض أراضيهم يأتون سريعا للثأر
همجا يعني
اللاّأدريون بدعوا فكرا أرقى
ماذا لو نعطي الأعداء بقية تلك الأرض...
ثم لماذا نسميهم أعداء
هذا مصطلح متخلف
ماذا لو نعطي الأضياف بقية تلك الأرض
نحرجهم يعني
يا أخي لا تقوى الكف على المخرز
نحرجهم قدام العالم
نحرجهم في أروقة الأمم المتحدة
حيث العدل الربوبي العصري
وحيث القانون الدولي العادل
وحيث التصويت العادل
فإذا قتلونا أو ذبحوا الأطفال أو هتكوا الإعراض
لن نسكت
لن نسكت سنحملهم مسؤوليته
وسنحتج
ونتكوكى معهم
نشرب كوكتهم نسقيهم كوكتنا
للكوكا سحر تهذيبي في أي حوار
نصحبهم لبلاد الثلج أو نتبعهم
فهناك نتزحلق حينا ونفاوض حينا
فالطقس هنا عندكم حر لا يسمح بالأفكار الخلاقة
ثم هنا أين نفاوض
هنا لا يمكن
هنا حيث الجمهور الغاضب
حيث الغوغاء
حيث الأرض
هنا تاريخ دماء
لا لا لا العقلانية للتجديد
و الحكمة للترديد
و الكولا للتبريد
يجتمع اللاّأدريون الآن على متبقي الأنفاس
يتقدمهم حظرته
الوارث بالله العرش
وإلى جانبه حضرته الآخر
القائم بالصندوق الزوري
محفوفين بأقطاب الفكر اللاّأدري
منهم مثلا
الراجع بالمفهوم الحربي تبرق منه نياشين اللاّأدري
الغارف بالسطل الفكري
و الناظر بالفنجان النقدي
والبادع بالتدجين الشعري
واللاوي بن فخذ الرأس
و الناهب بالمال السوقي
والوالع في القدح الغربي
وأبو إقليم القطري
والشيخ الحيان النفطي
وأبو جهل العلمي
وأخاف اسميه الجهر
وأخاف اسميه السر
وجماعتهم
وجماعة بعض جماعتهم
ولفيف من أتباع الجدل الجوفي
واكف الإجماع الصّمتييديرون حوارا جديا في العمق
حوارا عن النقد العقل العربي
إذ يقترح اللاّأدريون تفتح كل المنغلقين على الآخر
ولا فرق هنا بن الآخر و الآخر
حبا من طرف واحد
تجاوز تعقيدات التاريخ الكبرى
وغض الطرف عن التلمود
عن كتب التحريف الأولى
غلق الباب على العصر العابس
ودخول العصر من الباب الراقص
ويقترحون تنشئة النشء على المنهاج الايريكي
وتكوين العقل على المعيار الاادريكي
وترويض الأبدان على الايقاع الروكي
وصهينة الأرواح وحيونة الأنفس
وحيونة الإنسان وانعجة الأنفس
ومصادرة المصطلحات
وبيع التاريخ
ولعب الجغرافيا
وتدجين المجتمعات
وتمييع المعنى
محاولة في القول لجمال الصليعي