أُسُودٌ بِالسِّجْنِ
حَرَّكَ الْمُجَلْجِلُ رَمَادَ الْهَشِيم
فَتِيلَةٌ خَامِدَةٌ أُضْرِمَتْ بِجَمْرِ الْمَوَاقِد
شَهْقَةٌ تَصْرُخُ فِي عُمْقِ الْجَوْفِ
تَرْشُقُ الشِّرْكَ بِالْخَوْف
تَصْرَعُ نَعِيقَ الْبُوم بِالسَّيْف
هَبَّارٌ بَطَشَ بِخَفَافِيشِ الْغَدْر
نُبَاحُ الْهُرَاهِرُ مُرْهَق
عَلاَهُ تَرَهُّلُ الْمَوْتِ
يَنْتَفِضُ فِي وَحْلْ الذُّلّ
صَرِيرُ الإِحْتِضَارِ الأَخِير
تَبْدُو مِنَ الثُّقْبِ
أَبْطَالٌ فِي الْكَهْفِ
عُزَّلٌ ..مُكَبَّلُوا الأَيْدِي
تَهَجَّرُوا فِي عِزِّ الْقَيْظِ
هَدْمَلُوا أَثْوَابَ الْبَطْنِ
سِلاَحٌ أَرْعَبَ بُومَ الشُّؤْم
تَعَتَّقَ نَبِيذُ الْحَدْسِ
أُشْهِرَتْ بُنْدُقِيَّةُ الْحَقِّ
حَزَرَتِ الْكَرَاسِي
أَنَّ الأَبِيَّ بِيدَ فِي الأَمْسِ
هَا هُنَا هِزْبَرُ الْمَجْدِ
يَأْبَى أَنْ يَمُوتَ فِي الْوَحْل
بِيَدٍ حَمَلَ رُمْحَ الصَّبْرِ
وَكَفَنٌ بِأُخْرَى مُصَوَّبٌ للِنَّحْرِ
سَيُزْهِرُ الحنُونُ وَ النَّرْجِسُ
سَتُوذِقُ سَمَاءُ الْوَرْدِ
يُورِقُ التَّارِيخُ بِعَوْدَةِ الْمُهّجَّرِ لِلْبَيْتِ
قِمَمُ الْجِبَالِ تَزْهُو بِالْفَخْرِ
ثَأْرُكِ يَاقُدْسُ أَشْهَرَتْهُ
أُسُودٌ بِالسِّجْنِ
جُوعاً ضِدَّ الْمُغْتَصِبِ الْمُحْتَلّ
وَكُلِّ عَمِيلٍ لاَذَ بِالصَّمْتِ
اَلْمَوْتُ فِي الْعِزِّ لَنَا
وَ فِي الْحُصُونِ يَنْدَثِرُ السَّيِّدُ فِي الذُلّ
نُقْتَلُ وَ تَبْقَى رَايَاتُ الأَوْطَانِ
مُرَفْرِفَةً بِالنَّصْرِ
رحيمة بلقاس