يا قدس!!
يتوسد الوهج المياه
بشتى الألوان
يضفي لوحات الموال
فيكتمل مشهد الغياب
كل الوديان
كل البحار
كل المحيطات
وحتى الخلجان
والغدران
تحتضن السكون في تباث
الصمت يتيه في عظام السراب
يرتب في فوضى المواكب
ذل السؤال
لوثة الربيع تغدو بهتانا
تنطمس بين جموع الاباليس
وهي تراقص العراء
في منعرجات الاحمرار
النيران تقذف موائد الاخضرار
لتقيم ولائم الحرائق المتصقعة
بطقوس الاجترار
نرثيك ياقدس!
قد سبّح الليل بقسمات السراحين
كي تكبر الأنواء
تحت قميص الهوان
تدق طبول الجمر
هاتفة في آذان الأقصى
وسوريا يؤججها اللظى
عاجزة عن تطهير بردي
من شطحات الشيطان
تتأرجحين يا قدس!
بأراجيح الانتظار
بلا حدود
على ضفاف الأفق
عتمات تفض الأسرار
والأسرى داخل الأسوار
تلهج بالفتوح
حاملة مشعل الإصرار
يا قدس!
كيف نزيّن دمنا بنذور العجائز؟
وكيف نعلّق جراحنا على جنائز المنابر؟
في حين يكبر بنا الوهم كالشتائل
نحلم بالمروج والجنائن
وبعودة الزيتون والليمون
وزعتر بلادي
والحصاد
تبرعمت في مزن الشمس
ضفائر الحرائق
لتنساب بفلسطين
تتدفق
ودخانها جداول
تتسرب بين التربة الزكية
وتنمو جدائلها
أزهارا ونسائم
ما جدوى الرثاء؟
فالأسياد جهدهم حراسة
الأمان لهم هم
وضمان لتاريخ الكرسي
والسلام
هوايتهم السير في جنازات الأزهار
واصطياد ومضات الأنوار
فلا حياة لها إلا في الظلال
كخفافيش الظلام
ما جدوى الرثاء؟
الثكلى تقرع أجراس العتاب
تتجرع كؤوس الفتور
في صمت القبور
رابضة بين الخناجر والديجور
ما جدوى الرثاء؟
ياقدس
والأوطان يعتمها بلاء
تناجي ولا مجيب
وتحمل ورودا بيضاء
ورشقات السواد تلوث الياسمين
وهي تسأل بدمائها
عن قبلة الاسراء؟
رحيمة بلقاس