أَوْطَانُنَا فَرِيسَةٌ
أَيُّهَا الْمُحَلِّقُ بِنَا
بَيْنَ سَاحَاتِ الْغِرْبَان
تَحُومُ بِنَا فِي حُلْكَةِ رعناء
رَكِبْتَ بَحْرَ الصَّدَإِ
الْجِرَاحُ تُعَطْعِطُ
فِي مُسْتَنْقَعِ الأوحال
الصُّقُورُ تُغَقْغِق
وَ النَّعِيقُ يَصُمُّ الآذَان
أَجْرَاسٌ تُنْذِرُ بِالأَخْطَار
وَسُيُوفُ الْمَكُرِ تَلْفَعُ رُؤُوسَ الأَزْهَار
كَالْهَدِير هَجْهَجَ بالسبع
غَشْمَرَ فِي وَجْهِهم
الأَعْقَفُ يُهَطْلِسُ مُتَرَبِّصاً كَالثُّعْبَان
يَثُورُ الأَلَمُ فِي الأَعْمَاقِ
والصَّدَى يَتَرَدَّدُ بِالأَوْطَان
عَلَتِ الأَصْوَاتُ تَهْتِفُ
ضِدَّ الطُّغْيَان
هؤلاء جوعى على الفتات
يَتَهَارَشُون
وأولئك فِي ضَعْفٍ يكبّرون
عُيُونَهُم فِي هَوَان
يَغْمِسُون اللقْمَة فِي دِمَاء الأَبْرِيَاء
أَيُّ حِمْلٍ هَذَا؟
نَنُوءُ تَحْتَ الأَوْزَار
كَمْ نَحْتَاجُ مِنَ الأَحْدَاقِ ؟
لِبُكَائِكِ يَا أَحْلاَمِي!ا
تَخَمَّرَتْ بِالْبُؤْبُئِ
بَرَاكِينٌ تَنْفِطُ
والرِّيحُ هوجاء تمور
عَلَى حَافَةِ الإِنْتِظَار رفلنا
أَرْضُنَا كَوْسَاء
وَدْفَةٌ خَضْرَاء
جُزّها العملاء
يَتَمَاوَقُ الْمَكْرُ
وتموج بنا الأردان
هَلْ سَتُمْطِرُ السَمَاء؟
وَ يَنْسَكِبُ الصُّبْحُ يغسلها!ا
هَلْ سَيَنْمُو العُشْبُ بِضِفَافِ الأَنْهَار؟
وَتُزْهِرُ من جديد
مَادَتِ الْيَابِسَةُ وَ اضْطَرَبَتْ
تَعَسْعَسَت الدَّيَاجِي
فسارت الخطى
تتَعَثَّرُ فِي الْهَوَان
كَالْعَطْشَى
فِي الْبَيْدَاء
الْحَرُّ يَلْفَحُ
لا حياة
مَوْتَى أَدْمَنُوا أَقْرَاصَ هَذَيَان
نُطَارِدُ السَّرَابَ بِالْفَيْحَاء
وَ قُطْعَانُ الْكِلاَبِ تَنْهَشُ
فِي كُلِّ الأَنْحَاء
أَوْطَانُنَا فَرِيسَةٌ
بَيْنَ أَنْيَابِ الأَوْغَاد
رحيمة بلقاس