مباراة البرازيل ضد كورية الشمالية كانت الاكثر تضررا
التشويش على 'الجزيرة' الرياضية يعود مجددا
مصر تتهم جهة مجهولة ونواب يلمحون لدور اسرائيل
6/17/2010
القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من حسام أبوطالب: عاد التشويش مجدداً يضرب قنوات 'الجزيرة' الرياضية وقنوات التليفزيون المصري على مدار اليومين الماضيين وفي تصريحات خاصة كشف رئيس الشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات) أحمد أنيس بأن جهات غامضة هي التي تقوم بالتشويش مستبعداً للمرة الاولى أن يكون لـ'الجزيرة' دخل بالأمر.
وأضاف بأنه تكررت مرة أخرى عمليات التداخل المتعمد من مصدر مجهول على القمر (نايل سات 101) خلال مباراة البرازيل وكوريا الشمالية الثلاثاء، التي كانت تقام ضمن فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم فى جنوب إفريقيا (مونديال 2010).
وقال 'لقد استمرت عمليات التشويش مساء الثلاثاء وعلى فترات متقطعة خلال المباراة، وعلى الرغم من أن عمليات التداخل لم تشمل ولم تؤثر على انتظام إذاعة المباريات على القنوات القمرية الأخرى للنايل سات (102 ـ 104)، إلا أن ما حدث من تداخل على القمر 101 يعتبر تصرفا غير مسؤول ويستهدف بالدرجة الأولى الإضرار بكل من النايل سات وقنوات الجزيرة الرياضية'.
وكشف النقاب عن أن قرارات صدرت باتخاذ كل ما يلزم من إجراءات فنية وقانونية لمواجهة هذا التداخل وتحديد مصدره على الرغم من إتاحة نقل مباريات كأس العالم على قنوات أخرى بديلة على الأقمار الثلاثة للنايل سات (101،102،104) وبمعدل 2 تردد بديل لكل قمر.
وعلمت 'القدس العربي' ان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور طارق كامل قام مساء أمس وفور حدوث التداخل بالإتصال بالسكرتير العام للاتحاد الدولي للاتصالات لتفعيل المادة 15 من لائحة الاتحاد ولاتخاذ اللازم نحو تحديد مصدر هذا التداخل غير المبرر وغير المسؤول واتخاذ الاجراءات القانونية حيال هذا التصرف.
وفي إطار مواجهة هذا التداخل، أكد العضو المنتدب للشؤون الفنية بالشركة المصرية للأقمار الصناعية المهندس صلاح حمزة بأنه تم على الفور اتخاذ العديد من الإجراءات الفنية بالتنسيق والتعاون الإيجابي المباشر مع مسؤولي قنوات 'الجزيرة'. وذلك بهدف زيادة قدرات البث وتقليل تأثير التداخل مع إجراء العديد من البدائل الفنية في محاولة لاحتواء الآثار السلبية لهذا التشويش، بالإضافة إلى التنسيق مع المختصين فنيا وقانونيا بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات والمعنيين بمواجهة هذه المواقف، والتي تعتبر قوى قهرية.
ولم يستبعد نواب في البرلمان المصري أن يكون لإسرائيل يد في التشويش على 'الجزيرة' وقنوات التلفزيون المصري، وفي هذا السياق قال النائب بالبرلمان محسن راضي ان لاسرائيل مصالح في الوقيعة بين مصر والدول العربية وهي تستثمر الخلاف بين القاهرة والدوحة من اجل مصالحها الخاصة، فقد بات من المعروف أن قطر تقوم بدور رئيسي في العمل على مصالحها الخاصة وعلى إنهاء النزاع الفلسطيني ودعم قطاع غزه والسعي لإنهاء كافة أشكال الحصار ضده.
وفي ذات السياق أشار النائب مصطفى بكري أن سوابق إسرائيل في الوقيعة بين الدول العربية عديدة لذا ليس من المستبعد أن يكون لها دور في التشويش على القنوات الرياضية.
وأشارت معلومات داخل كواليس التليفزيون المصري أن قيادات في الحزب الحاكم تسعى في الوقت الراهن لاستشمار التشويش مجهول المصدر على بعض قنوات 'ماسبيرو' من اجل توريط 'الجزيرة' ومن ورائها النظام القطري الذي يتهمه قياديون في الحزب الحاكم بأنه ضلع رئيسي في حالة الحراك السياسي الذي تشهده مصر منذ فترة بسبب اهتمام القناة القطرية بتسليط الأضواء على المظاهرات والأنشطة التي تقوم بها قوى المعارضة في الشارع.
وكان قيادي في الحزب الحاكم قد زار الدوحة سراً منذ فترة مطالباً بتقليم أظافر 'الجزيرة' لمنع إنتقادها للنظام المصري غير أن تلك المساعي لم تسفر عن شيء على الأرض، مما أسفر عن تمادي مشاعر سخط المسؤولين المصريين على النظام القطري.
وكرس من الأزمة فشل النظام المصري في العثور على وسيط بينه وبين الدوحة من أجل أن يقنعها بكف أذى 'الجزيرة' عنه وعدم الإحتفاء بالبرادعي الذي أصبح يمثل كابوساً مزعجاً للنظام المصري ومؤسسة الرئاسة على وجه الخصوص التي تنتظر الفرصة المناسبة (للحظة المخاض) من أجل الدفع بجمال مبارك لكي يرث عرش البلاد خلفاً لمبارك الذي يسير نحو عامه الثلاثين في الحكم محملاً بأعباء شخصية وعامة غير مسبوقة.
وسخر معارضون للنظام من مزاعم لا زال كتاب كبار منتمون للحزب الحاكم يروجونها بشأن مسؤولية 'الجزيرة' عن التشويش على التلفزيون المصري للتأثير على شعبيته، وفي هذا السياق اشار المخرج خالد يوسف الى ان التلفزيون المصري بلا شعبية تقريبا، وان الكلام عن انه يتسيد تلفزيونات المنطقة كلام مغالط فيه ان لم يكن يدعو للسخرية.
وفي ذات السياق اشار المخرج علي بدرخان على انه من العار توجيه الاتهامات للاشقاء العرب، معتبرا ما تقوم به الفضائيات المساندة لقوى المعارضة بانه هام للغاية. ولم يستبعد بدرخان وجود دور لإسرائيل فيما يجري في الوقت الراهن.
وشدد القيادي في حزب الكرامة أمين إسكندر على أن النظام المصري يشعر بأن 'الجزيرة' شوكة في حلقه لذا يريد أن يخمد صوتها للأبد ولو من خلال توزيع التهم عليها ولو من خلال إتهامها بالتشويش على التليفزيون المصري وهو أمر يدعو للدهشة بل وللسخرية.
من جهته أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في بيان أصدره في وقت سابق دعمه الكامل لـ'الجزيرة الرياضية' في أي إجراء تتخذه لملاحقة المتسببين في التشويش الذي حرم بعض المشاهدين من متابعة متواصلة لفعاليات كأس العالم 2010.
وعبر البيان عن اشمئزاز الفيفا من أي أعمال تهدف إلى إيقاف بث قناة 'الجزيرة الرياضية' القانوني لبطولة كأس العالم، حيث ان هذه الأعمال التخريبية حرمت جمهور كرة القدم في المنطقة من الاستمتاع بالمباريات.
وكانت قناة 'الجزيرة' الرياضية أعلنت'أنها ستقوم ببث بعض مباريات كأس العالم لكرة القدم مجانا لمشاهدي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.