أسفار الرياح
تعبت الرّياح من الأسفار
نشّفت المروج برماح الصواري
هبّت جنوبية
حبلى بوجيف الصحاري
شرقية بنزيف الضواري
تلك الهبوب الشمالية
صمتها رهيب لا يبالي
فماذا تنتظرون من غربية ؟
إنها بمكرها تباهي
وتضاهي جبالك الشماء
تأبى أن لها تعادي
فحذاري!!!
للطيور هجرة الصقيع
وبلا عودة
تركب الرحيل
على الماء تبني تضاريسها
وفي أمواه البحر
تنحث مقابرها
ذبل النخل
في واحات الليل الساري
والشمس شدت جدارها
على رماد اللهيب
تُؤْذِنُ للحظات دَفْقِ التّشظي
لموت قادم
يهاجس بخيانة الوميض
أذِنَ بزعقة خريف
تهرس عظام الخرائط
في ارتماء ماحق
ينأى بعيون الأشجار
إلى ملح الأرض
فتُنْبِت المسافات الأشجان
في فواصل الكلام
للتو جالسنا الحرائق على الرصيف
ندوِّن مسودة فوضى
اعشوشبت في جحر الرمال
كي تباعد بين الجبل والقمة
وفي السفح ترسو القوارب
تقارب بين الفقر والموت
وبين القفر والقفر
تأوي إلى غيوم
تستمطرها جراحا تنوء
أنى لها أن تنتهي؟
والصمت رغيف لَيت
وبالغاب ليث يموء
حزن قديم
في منافي الأسرار
وعلى ضفاف حلم عديم
أشهر أشياءه فضاعت منها أشياء
خلف القرى
وبين أزقة الحواضر
طلقات الرصاص
تجهز
على جثث هامدة
في عشب الموت
مضت وتمضي
فأين تمررين صفيرك يا رياح؟؟
وأين ترحلين برونق الجليد؟؟
وتَنْظُمين في قلبه جحيم السعير؟؟
مواكب الانتظار
تعبر موتها إلى موته
ربما تجد عشبة جالجميش
وتمنع الحية من التهامها
وتمنع المنايا من التمادي
رحيمة بلقاس