طاولة القمار
تزاحمت الوديان
تشكو حزن الأديان
رهيب ضجر الخراب
المعفّر بالأسى
لا شيء في سجلّك يا تاريخ
لا شيء بعد طوفان البوم
في ضفاف دجلة
بعد أسراب الغربان
المترامية على فرات النسيان
يا عجبي
من لظى الكثبان
تسافر في أزقة الأوهام
بشكل رهيب
تتشظى في الدهاليز عباءة الإنسان
مترعة هذه الشطآن
بولع الإذعان
بلغة الإنكسار جادت فصاحة اللسان
نصحو على جمر الأحلام
في قاموس النار
نجيد القفز إلى حقول الحتف
مسجي غدنا
فوق راحة اللعنة
يفتح فارعة الطيش
نحو تيه الحضيض
حلكة الليل على رماح النزيف
توظب ولائم جنائزية
في دوحة الرماد
نتناثر غبارا قاتما
رضعناه من ثدي الأنين
من حليب الموت البطيئ
من مقلة الصدأ
العازف على وتر التدني
ارتقاءا إلى جنات الظلمات
تحت طقطقة طبول التعتيم
يدقون مسامرهم فوق جدار من ريح
ليشجبوا عليه ما تبقى من سرابيل العتق
تتماهى في غياهيب التمادي
المسكونة بعناكب يلدغها الفراغ
في شذوذ التعنت
تزفرنا حروبا
ضاربة في أقسى التوغل
بين دروب النكبات
تلتهم ما لذ من غصص المهانة
كيف نغدو حماما في غمر هذا الغباء؟
كيف نرنو للضياء في بساتين الجبناء؟
يا قلوبا أضناها عشقك يا وطن
لنا عصا الوفاء
ولهم فيك مآرب أخرى
بفتاوي التلفيق
يشتجرون في فتنة
يتدارون خلفها
بذكر الرحمان
واتخاذ الشيطان
صاحبا
في قاموس الأديان
تلك التي يبتونها لؤمهم السادر
على طاولة القمار
امتهنوا الخزي والعار
رحيمة بلقاس