مايحصل لشعب العراق: حقيقة أم خيال..!!؟
ماهر زيد الزبيدي
الكثير من الأصدقاء والأقرباء الذي نلتقيهم يتحدثون عن مأساة مليئة بالدروس والعبر يتشكون من ارق وقلة نوم رغم إنهم لا يعانون من أمراض مزمنة اوغير مزمنة فيقضون ليلتهم يتقلبون يمينا وشمالا ويستغرق البعض منهم مدة أطول كي يخلدون إلى النوم رغم أن بعضهم يتناولون أقراص النوم بشكل منتظم وهذا حال اغلب العراقيون في الوقت الحاضر.حيث أكثر من نصف السكان محرومون من الماء والكهرباء والخدمات وإعداد لاتحصى ولاتعد من جيش العاطلين ناهيك عما خلفه الاحتلال وأذنابه إلى ألان أكثر من مليون ونصف المليون شهيد ومئات الآلاف من المعتقلين والمفقودين وأربعة ملايين يتيم ومليوني أرملة.
أسباب كثيرة قد تكون عرضيه في الجسم او حالات نفسيه وعملية اومشاكل اجتماعيه تجعل الإنسان يعيش في قلق دائم ولا يتمكن من النوم.! الكثير من الناس يتتوقون إلى النوم في ساعات الليل المتأخرة، ولكن لا ينجح جميعهم بالاستمتاع بنوم هانئ. النوم هو أمر رائع، حيث يقول سبحانه وتعالى "وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا"فهي سنة الله تعالى في الكون أن جعل لنا الليل للاسترخاء والنوم والراحة، وجعل النهار للسعي وطلب الرزق والجد والعمل ، كما أن النوم يعد حاجة جسمانية أساسية لأجسامنا كي تقوم بأداء وظائفها جيدا في اليوم التالي ويستغرق أغلبية العراقيين مدة أطول كي يخلدون إلى النوم إضافة إلى أن فترات النوم العميق لديهم تصبح أقصر. لابسبب أمراض جسدية وإنما بسبب أمراض نفسية من جراء المعاناة اليومية والحياة المعيشية التي يواجهونها حيث لايوجد إنسان يضع رأسه على الوسادة ليستمتع بنوم هانئ في الحال، وإنما يتطلب مدة من الوقت لاتقل عن نصف ساعة إذا كان مرتاح البال ليخلد في النوم وخلال هذه الفترة يضربها أخماس في أسداس حتى يتغلب عليه النعاس، وهناك أشخاص وهم كثر لاينامون الليل و تمضي عليهم ساعتين أو أكثر ولا ينامون فتراهم يقرؤن المعوذات وأية الكرسي وأدعية ويستيقظون على صوت أذان الفجر دون أن تغفى لهم عين، لأنهم يفكرون بصعوبة المعيشة وقرب تسديد أجور السكن وفواتير الكهرباء والماء ومتطلبات الدراسة لأبنائهم وهم لايتقاضون الراتب منذ الاحتلال البغيض ولحد ألان لأنهم من منتسبي الوزارات والدوائر المنحلة( المجتثة ) الذين حرمتهم حكومة ( العراق الجديد) حكومة الفساد والمفسدين هذه الحكومة المتورطة في قتل وتعذيب ومجاعة العراقيين، حكومة الحرامية والكذابين من الحقوق التقاعدية رغم ان لدى اغلبهم خدمة فعلية تزيد على ثلاثين عاما دون ان يعادوا للوظيفة او يحالون على التقاعد ، وهناك أشخاص فقدوا أبنائهم وآبائهم وإخوانهم بين شهيد ومعتقل ومفقود من جراء الاحتلال البغيض وحكوماته المنصبة دون الحصول على امتيازات وحقوق الشهداء او معرفة مصير من هو معتقل او مفقود وهذا النوع من البشر يشكل نسبة أكثر من 20% من أبناء الشعب العراقي الجريح فهذه الشرائح من المجتمع أصبح لديهم برنامج يومي النوم في النهار والاستيقاظ ليلا، وحتى من هو بالوظيفة ويتقاضى الراتب بالآلاف فتراه يعيش نفس الكابوس كون الراتب الذي يتقاضاه لايكاد يسد متطلبات المعيشة نتيجة ارتفاع الأسعار للمواد الغذائية وأجور النقل والملابس وفواتير الكهرباء ( الوطنية والسحب) يضاف إلى هؤلاء شريحة كبيرة من المتقاعدين الذين أصبحوا يحملون هوية متقاعد ولكن براتب رمزي لايكاد يكفي لخمسة أيام ، أقول لهذه الشرائح التي لاتنام خصصوا ليلة واحدة قبل الخلود إلى النوم أو أثناء سهركم نتيجة العوامل النفسية التي تعانونها واستعرضوا مع أنفسكم ماذا تنتظرون أن تقدم لكم هذه الحكومة العميلة وأحزابها وميليشياتها الإجرامية التي سرقت ثروات البلاد وعاثت في الأرض فساد وقتل وتهجير وحرمان وقطع أرزاق غير الوعود الكاذبة وغير الفضائح المتتالية وغير القتل اليومي في المفخخات والعبوات وكواتم الصوت وهم مختبئون في داخل أسوار الحظيرة الخضراء، أليس الأجدر أن تفكروا وتشاركوا إخوانكم المتظاهرين في ساحات التحرير في جميع المحافظات ، وفاء لأبنائكم وإخوانكم وأقاربكم وأبناء بلدكم من الشهداء والمعتقلين والمفقودين والمعوزين وان تتذكروا الآية الكريمة "وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا"، ماهو شعوركم وانتم تشاهدون امرأة كبيرة أم لثلاث شهداء تهتف بصوت عال وأمام الكاميرات في ساحة التحرير أولادي فداء للوطن والموت للمالكي الكذاب ولحزبه العميل وتهدد وتتوعد..!!؟ وأخرى تحمل أربعة صور لزوجها وأولادها اختطفتهم قوات لواء 24 بقيادة المجرم رحيم رسن دون ان تعرف مصيرهم ولكنها تحمل العزيمة والإصرار على المطالبة بحقوقهم ومعرفة مصيرهم وتهدد رئيس الحكومة الكذاب، وأخرى وأخرى، ضعوا هذه المشاهد أمام مخيلتكم قبل النوم وأسالوا أنفسكم هل المتظاهرون أكثر ضررا منكم..!!؟ الجواب لا وألف لا فالكثير من المتظاهرين غير متضررين وليس لديهم مفقود أو معتقل ولكنهم أصحاب غيرة وحمية وشرف ولديهم شعور بمعاناتكم..!!فلو يشارك شخصا واحدا من كل عائلة لديها شهيد او معتقل او مفقود او عاطل عن العمل مع أخوانه شباب الانتفاضة في ساحات التحرير لتغير الوضع إلى شكل أخر ولاهتزت عروش الطغاة العملاء الأنجاس وأسيادهم أكثر وأكثر ، فهل ستفعلون وانتم نائمون ليلة الخميس وتستعرضون مع أنفسكم أسباب المعاناة وعدم النوم الهانئ وتصممون والله يعينكم وتقر عيونكم بنوم هانئ وتصبحون وانتم بعزيمة وشجاعة صباح يوم الجمعة تدفعكم للمشاركة في ساحات التحرير في المحافظات تاركين نوم نهار الجمعة.. أتوقع إن فعلتم ستنتصرون على التوترات العصبية والضغوطات النفسية والعملية كما ستنتصرون للشهداء والمعتقلين والمفقودين وللعاطلين عن العمل وتلتزمون بما ورد بقوله تعالى أعلاه جربوا ذلك و لننتظر عسى أن تحصلوا على ما تبتغون..؟