Share on facebook Share on twitter شبكة ذي قـارصلاح المختار وصلتنا عدة رسائل استفسار من مناضلين واشخاص وطنيين عاديين تتمحور حول هدف البعث في هذه المرحلة التاريخية الخطيرة من حياة امتنا العربية بشكل عام والعراق بشكل خاص وكيفية مواجهة العدوانات والاستفزازت ، لذلك اسمحوا لي مرة اخرى وبلا كلل بتوضيح هذه المسألة البالغة الاهمية :
1 – نؤكد مرة اخرى وكما قلنا خصوصا في الشهورر الماضية بان امريكا قد خططت وبتفاصيل مملة لاعادة تطبيق سيناريو سوريا في العراق والذي يعني دفع كافة الاطراف المشتركة في الانتفاضة للانغماس في حرب داخلية فيما بينها قبل اكمال المهمة الاساسة وهي اسقاط النظام الصفوي في دمشق ، بجعل هدف سيطرة احد الاطراف على الانتفاضة مقدما على الحسم مع النظام .
وبفضل هذا المخطط الامريكي تحولت الانتفاضة السورية الى حرب تدمير شامل لسوريا وطنا وهوية وشعبا ودولة وبقي النظام ولم يسقط بعد ان تعارك مناهضوه واستخدموا اساليب قاسية جدا فيما بينهم . ما تريده امريكا وايران هو عدم سقوط المالكي واجهاض الثورة عبر تفجر صراعات بين الثوار .
لذلك فان العراقي الثائر ( الوطني والاسلامي والقومي ) الحقيقي ملزم بتجنب الوقوع في فخ سيناريو سوريا وهو اشتعال صراعات لا مبرر لها بين الثوار لاي سبب كان قبل اسقاط المالكي وعمليته السياسية الفاسدة والمفسدة .
2- هناك من يستفز او يهاجم البعث او رموزه المعروفة بلا مبرر وبخلاف قواعد المنطق والعقلانية والمصلحة الوطنية ، وربما يكون الدافع شخصي او حزبي ولكنه ايضا قد يكون اسهاما بتنفيذ المخطط الامريكي ، لذلك تميز موقفنا مبكرا برفض الانجرار الى مهاترات او معارك جانبية مع اي طرف غير حكومة المالكي ومن يدعمها مباشرة وتجنب اي اشتباك مهما كانت درجته مع اي طرف خصوصا المشاركين في الثورة المسلحة .
ان هدفنا الاسمى في هذه المرحلة هو انجاح الثورة وايصالها الى بر الامان وتجنب دفعها للوقوع في فخ السيناريو السوري ، تحملنا مرتاحين بسبب هذا الهدف الكثير من الاساءات والاستفزازت بل تحملنا اعتداءات سافرة وصمتنا ليس خوفا من احد بل حرصا على انجاح الثورة . لذلك نكرر الطلب من رفاقنا البعثيين وانصارهم عدم الرد على الهجمات على البعث وتجنب الانفعال عند التعامل مع تلك العدوانات وترك التصرف للقيادة فقط فلا احد لديه صلاحية اكثر من القيادة مهما كان . البعثي الحقيقي هو البعثي الملتزم بموقف الحزب ومركزية توجيهاته .
3 – قد يظن البعض بان موقفنا هذا سببه الرغبة في الانتهاء من المالكي للبدء بمحاسبة من تعدى على البعث او البعثيين بالكلام او بالفعل المادي ، لكننا نؤكد وبقوة بان تحرير العراق لن يكتمل باسقاط المالكي وطرد ايران من العراق فقط بل ان تحديات ما بعد تلك الخطوة الجبارة ربما تكون اكبر واخطر .
فالعدو المشترك ( امريكا واسرائيل الغربية واسرائيل الشرقية – ايران ) لن يتركنا ابدا وسوف يواصل تأمره بطرق جديدة واذكى مما سبق لمنع الثوار من ترسيخ الثورة وتحقيق الاهداف الكبرى لها وهي انهاء معاناة شعبنا وبناء الدولة ومؤسساتها واعادة الخدمات الاساسية وتوفير الامن والامان والحرية ، وتلك مهام لا تسمح لاي عاقل بالتفكير بالثأرات او الاستحواذ بمفرده على الحكم واقصاء الاخرين وستفرض عليه ان كان حريصا على تحرير العراق ومصلحته التصرف وفقا لمصلحة العراق وليس بناء على عواطفه وانحيازاته .
وكل تجارب الثورات في العالم اثبتت بان العدو الخارجي لا يستسلم ويواصل التامر ، لهذا فموقفنا ليس تكتيكيا بل مبدأيا وثابتا ويقوم على تجنب اي صراع مع اي طرف عراقي ساهم في التحرير او دعمه وساعد عليه . وللوصول الى ذلك على الجميع وفي المقدمة نحن الالتزام بخيار عدم التأمر بين الثوار وقبول الديمقراطية والشورى اساسا لحسم الخلافات بما في ذلك تبادل السلطة سلميا .
ان ضمان الاستقرار وتثبيت حق الجميع في المشاركة الفعلية في حكم العراق المحرر هي الضمانة الاساسية لمنع حصول ثغرات داخلية ينفذ منه الاعداء كما حصل في نصف القرن الماضي حينما تعاون بعض ابناء الوطن مع العدو الخارجي بحجة اقصاءه او ضطهاده . ونؤكد مرة اخرى : لن يخرج اي طرف عراقي من الصراع الدموي بين القوى الوطنية والاسلامية والقومية – اذا اندلع لا سامح الله - منتصرا ابدا بل سيهزم الجميع ويعاد العراق للهيمنة الامريكية والايرانية . من هنا فان خيار تبادل السلطة سلميا هو الحل الذي يخدم كافة القوى المشاركة في الثورة وينقذها من مجازر الصراعات فيما بينها .
4 – ان تميز اي حزب او جماعة بنظر ابناء الشعب العاديين يأتي من التحلي بالحكمة والتعقل وبعد النظر وتجنب النزعات الطفولية المدمرة ، ولهذا فان اي سلوك طفولي سوف يفضي حتما لعزل من يمارسة مهما كان ، وبالعكس فان الممارسات العقلانية المسؤولة وفي مقدمتها الحرص على دم ابناء العراق كافة خصوصا من حرروا العراق ومنع الفتن سيكون معيارا حاسما يستخدمه ابناء الشعب في انتخاب او عدم انتخاب اي حزب او جماعة .
فالى المزيد من التعقل والصبر وسعة الصدر وتجنب المهاترات او الصراعات الجانبية من اجل العراق ومستقبله وامن وحياة مواطنية وحريتهم واستقرارههم .
Almukhtar44@gmail.com
١٠ / تمــوز / ٢٠١٤