"انتفاضة ليلة القدر" في الضفة والقدس: شهيد وعشرات الجرحى
------------------------------------------------
تحولت ليلة القدر إلى مواجهات حتى مطلع الفجر في جميع أنحاء الضفة الغربية، حيث سادت أجواء إنتفاضة حقيقية وليس مجرد مواجهات متفرقة، كان عنوانها الرصاص الحي الذي أصاب نحو أكثر من 240 فلسطينياً، 190 منهم في مدينة رام الله وشهيد هو محمد الأعرج (25 عاماً)، بالمواجهات العنيفة التي شهدها حاجز قلنديا شمال القدس. وفي الخليل تعرض جيب عسكري لقوات الاحتلال لالقاء زجاجات حارقة ما اسفر عن احتراقه كليا.
ظهر شبان ملثمون مسلحون بأسلحة فردية وأطلقوا، من مخيم قلنديا، الرصاص على الحاجز الإسرائيلي
|
وأكدت مصادر طبية في مجمع فلسطين الطبي لـ"العربي الجديد" أن الإصابات تنوعت ما بين الجزء العلوي من أجساد المتظاهرين بهدف القتل، أو أطرافهم السفلى بهدف إحداث إعاقة، وهناك سبعة مصابين بحال الخطر".
وأكد المصدر أن الأعرج، استشهد إثر إصابته برصاصة في الرأس، بينما أصيب 30 آخرون بالرصاص الحي، والعشرات بالرصاص المطاطي والاختناق، في المواجهات العنيفة التي اندلعت أمام حاجز قلنديا، شمالي القدس.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية حالة الطوارئ في مستشفيات الضفة الغربية.
وشارك نحو 20 ألف مواطن في مسيرة "48 ألف"، التي نظمها شباب مستقلون لنصرة قطاع غزة. فقد انطلقت مسيرة حاشدة من مخيم الأمعري جنوبي رام الله، لإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى، وأدوا صلاة التراويح بالقرب من حاجز قلنديا العسكري جنوبي رام الله، واندلعت في اعقابها مواجهات مع قوات الاحتلال.
وأشار المصدر إلى أن قوات الاحتلال استهدفت طواقم الإسعاف التي قامت بإجلاء الجرحى، وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي باتجاه إحدى مركبات الإسعاف، ما أدى إلى تكسير الزجاج الأمامي لها.
واندلعت مواجهات عنيفة جدًا في محيط حاجز قلنديا، الذي استقدمت عليه قوات الاحتلال تعزيزات كبيرة من الجيش، حيث هاجم المئات من الشبان الحاجز وأمطروا جنود الاحتلال بالزجاجات الحارقة، ما أدى إلى اشتعال مرافقه، خصوصاً البرج العسكري المقام على مدخله، وردت قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي والقنابل الصوتية والغازية.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية حالة الطوارئ في مستشفيات الضفة الغربية
|
وفي خطوة ميدانية لافتة، ظهر شبان ملثمون مسلحون بأسلحة فردية، وأطلقوا من مخيم قلنديا الرصاص على الحاجز الإسرائيلي، ليختبأ بعدها جنود الاحتلال خلف الجدران الاسمنتية.
القدسإلى ذلك، اتسعت رقعة المواجهات، في عدد من أحياء وقرى القدس المحتلة، وفي محيط المسجد الأقصى، ما أوقع العشرات من الإصابات.
ففي البلدة القديمة من القدس، حطم الشبان المقدسيون الغاضبون كاميرات المراقبة التابعة لشرطة الاحتلال، وأطلقت عناصر الشرطة قنابل الصوت، فيما تعرض العديد من الفلسطينيين للضرب بالهراوات.
وفي محيط المسجد الأقصى، اندلعت مواجهات ضد قوات الاحتلال، عقب خروج المصلين بمسيرات من أحياء محاذية للبلدة القديمة، احتجاجاً على منع قوات الاحتلال لهم بالقوة من الوصول إلى مشارف البلدة القديمة لأداء صلاة التراويح، وإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى.
ورشق الشبان جنود الاحتلال بالحجارة، الذين ردوا بإطلاق قنابل الصوت والغاز، ما أدى إلى إصابة العشرات بالرصاص المطاطي والاختناق الغاز.
كما تقوم فرق من خيالة شرطة الاحتلال وعناصر من المستعربين بعمليات مطاردة للمتظاهرين، الذين يصرون على الدخول للبلدة القديمة والصلاة في الأقصى.
وتتركز أعنف المواجهات في المنطقة الممتدة من باب العامود، وشارعي السلطان سليمان وصلاح الدين، بينما تشهد حارات البلدة القديمة خصوصاً السعدية وحي حطة، وشارع الواد وباب المجلس مواجهات عنيفة، وسط دعوات من المساجد المحيطة بالبلدة القديمة للتوجه للأقصى من أجل الصلاة فيه.
قوات الاحتلال استهدفت طواقم الإسعاف التي قامت بإجلاء الجرحى، وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي باتجاه إحدى مركبات الإسعاف
|
في هذه الأثناء، تمكن مئات من الشبان الغاضبين من اقتحام بابي الحديد والأسباط ودخول المسجد الأقصى بالقوة.
وكانت شرطة الاحتلال اعتقلت، مساء الخميس، أربعة شبان عند بوابات الأقصى، وعلى بوابات البلدة القديمة، متهمة إياهم برشق عناصرها بالحجارة، ومحاولة اقتحام حواجز الاحتلال التي سدت جميع منافد الدخول للأقصى. واعترفت شرطة الاحتلال بإصابة 27 شرطياً خلال المواجهات.
في سياق متصل، أفاد مصورون صحافيون بأن قوات الاحتلال بدأت بتوجيه رصاصها المطاطي نحوهم في المواجهات المستمرة في جميع أنحاء القدس المحتلة، وأصيب عدد من الصحافيين.
وإلى الجنوب الشرقي من مدينة القدس، أصيب أربع شبان بالرصاص المطاطي اثنين منهم بالوجه، خلال المواجهات ضد قوات الاحتلال في قرية جبل المكبر.
أما شمالي القدس، فقد اندلعت النيران في برج المراقبة العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط بعد أن أمطره الشبان بعشرات الزجاجات الحارقة، وسط إطلاق كثيف للرصاص المطاطي من قبل جنود الاحتلال.
رام اللهوأكدت مصادر في القيادة الميدانية لحركة "فتح" أن حجم الأعداد التي شاركت في مسيرة "48 ألف"، فاقت التوقعات، حيث شارك نحو 25 ألف مواطن في المسيرة التي انطلقت من أمام مخيم الأمعري في رام الله، باتجاه مخيم قلنديا تمهيداً لاختراق حاجز قلنديا العسكري لدخول القدس وإحياء ليلة القدر نصرة لغزة.
وقالت المصادر ذاتها، لـ"العربي الجديد"، إن القيادة الميدانية أخذت على عاتقها قيادة الجماهير نحو نقاط الاحتكاك مع العدو الإسرائيلي. والقيادة الميدانية هي مجموعة من الشبان المنتمين لحركة "فتح"، والذين بدأوا منذ أكثر من أسبوع في قيادة الفعاليات ضد الاحتلال عبر وقفات يومية للتعبير عن الغضب وتحديداً في رام الله، وذلك قبل أيام من قرار "منظمة التحرير الفلسطينية" بإعلان أوسع حالة حراك شعبي تضامناً مع قطاع غزة.
وسرعان ما تبنى أعضاء القيادة الميدانية الدعوة للمسيرة، في ليلة القدر، وبدأوا بحشد الجماهير للفعالية التي ضمت جميع أطياف الفصائل والحركات السياسية الفلسطينية.
نابلسووصل مستشفى رفيديا في مدينة نابلس 11 إصابة بالرصاص الحي، جميعها في الأطراف السفلية، بإستثناء إصابة واحدة بالصدر وصفت بالخطيرة، والمصابون هم حصيلة المواجهات العنيفة في قرية سبسطية شمال نابلس، وقصرة جنوبها، والمواجهات التي اندلعت على حاجز حوارة جنوب المدينة.
طولكرموفي مدينة طولكرم انطلقت تظاهرة ضمت المئات من الشبان بإتجاه مصانع "جيشوري" الإسرائيلية غرب المدينة، إصيب جرائها شاب برصاصة في بطنه، ووصفت حالته بالخطرة، فيما أصيب العشرات بالرصاص المعدني.
قلقيليةوفي قلقيلية أصيب شابين بالرصاص الحي بالمواجهات التي اندلعت على الحاجز العسكري شمال المدينة، فيما سجلت مدن بيت لحم والخليل إصابات بالرصاص الحي، لم يصار إلى معرفة عددها بدقة.واندلعت مواجهات عنيفة أمام حاجز حوارة حيث شارك نحو ثلاثة ألاف متظاهر، انطلقوا في مسيرة من وسط المدينة بإتجاه الحاجز العسكري.
ولم تسلم الصحافة من الإعتداءات حيث أصيب المصور شادي حاتم من راديو" راية اف ام" برصاصة في قدمه، فيما أصيب مراسل فلسطين اليوم، جهاد بركات بالإغماء بعد استهدافه بقنابل الغاز من قبل قوات الإحتلال.
بيت لحم والخليلفي المقابل، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال المتمركزة على نقاط التماس على مداخل القرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية في مدينتي بيت لحم والخليل جنوب الضفة الغربية.
وشهدت عدة أنحاء في مدينة الخليل مواجهات عنيفة، ففي مخيم العروب شمالي بيت لحم اندلعت المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال بعد تمكن عدد من الشبان من إطلاق الألعاب النارية باتجاه البرج العسكري المقام عند مدخل المخيم، على الرغم من وجود عدد من قناصة الاحتلال الذين يعتلون أسطح المنازل، فيما شهدت منطقة الشارع الرئيسي القريبة من المخيم مواجهات مماثلة أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
واندلعت مواجهات أخرى مع قوات الاحتلال على مثلث خرسا في بلدة دورا، ومدخل مخيم الفوار جنوب مدينة الخليل، فيما وصفت المصادر المحلية بأن مواجهات الفوار بالعنيفة جداً أطلقت فيها قوات الاحتلال القنابل الغازية بشكل كثيف باتجاه منازل سكان المخيم.
وفي بيت لحم جنوب الضفة الغربية، اندلعت المواجهات عند المدخل الشمالي للمدينة أصيب خلالها شاب بالرصاص الحي إضافة إلى العشرات بحالات الاختناق. وأصيب عدد من الشبان بحالات اختناق في المواجهات العنيفة التي اندلعت عقب محاولة المستوطنين اقتحام قرية حوسان غرب بيت لحم، وبعد تصدي الشبان لهم وحماية جيش الاحتلال المتواجد على المدخل لعملية الاقتحام تلك.
واندلعت مواجهات عنيفة على المدخل الشمالي لبلدة تقوع شرق المدينة، أصيب خلالها عدد من الشبان بحالات اختناق جراء الاطلاق الكثيف للغاز المسيل للدموع من قبل جنود الاحتلال المتمركزين على المدخل الرئيس للبلدة، فيما اندلعت مواجهات عند مدخل بلدة زعترة من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في صفوف الشبان.
دعوات غضبودعت "منظمة التحرير الفلسطينية"، الشعب الفلسطيني إلى الخروج بمسيرات غضب واستنكار ضد جرائم الإحتلال الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية، اليوم الجمعة.
الفصائل الفلسطينية تدعو إلى جمعة غضب بعد صلاة الجمعة نصرة لغزة
|
ودعت المنظمة، "الجماهير الفلسطينية لأداء صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة، وذلك عقب صلاة الجمعة، على أن تتبع ذلك مسيرات وطنية في جميع انحاء الوطن باكمله، وفي التجمعات الفلسطينية خارج الوطن تاكيداً على وحدة الدم والمصير، ودعماً لصمود غزة الجريحة".
في السياق، دعت حركة "المقاومة الإسلامية" (حماس)، في الساعات الأولى من اليوم الجمعة، أهالي الضفة الغربية إلى "نصرة فعلية وحقيقية لقطاع غزة، بإشعال انتفاضة عارمة بمشاركة الجميع".
وقال المتحدث باسم "حماس" فوزي برهوم، في تصريح صحافي، "إننا ندعو أهلنا في الضفة إلى نصرة غزة بإشعال انتفاضة عارمة وبمشاركة الجميع، والاشتباك مع العدو الإسرائيلي على كافة المحاور وعلى كل خطوط التماس".
من جهتها، أكدت حركة "الجهاد الإسلامي"، فجر اليوم الجمعة، أن هبة أهلنا في الضفة الغربية تضامناً مع ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ستنتصر لدماء الأطفال والنساء والمسنين ودليل على لحمة شعبنا.
وقالت الحركة في بيان، إن "انتصار غزة سيكمله ثوار الضفة وإخوان طوالبة وعياش والكرمي".
وأضافت الحركة، "فلتتحول شوارع الضفة الغربية والقدس المحتلة بعد صلاة الجمعة، لساحات مواجهة واشتباك مع الاحتلال تضامناً مع غزة.