خارطة تواجد داعش الارهابية،التي نشرتها مؤخرا صحيفة نيويورك تايمز الامريكية، هي في الواقع خارطة مبالغ فيها، الغاية منها هي الضغط السياسي والاعلامي على كل الاطراف في المنطقة،وهي تمثل جزءا من الحرب النفسية ضد جيوش المنطقة وتشكيلاتها المسلحة، لكن هنالك ملاحظات مهمة وردت في الخارطة لابد من الاستفادة منها وهي :
: اولاً : تواجدهم بمحاذاة الانهر والطرق الرئيسية يشير الى عدة دلائل وهي
1. التنظيم صغير الحجم من ناحية العدد ولايمكنه مسك الارض والسيطرة على اراض واسعة.
2. التنظيم ليست لديه القدرة على خوض معارك برية كبيرة لانه يستخدم العجلات في تحركاته مما يضعف قدرة المقاتل على ديمومة الحركة وهذه تعتبر احد نقاط ضعف التنظيم.
3. اغلب تحركاتهم على الطرق المبلطه الذي يعتبر احد نقاط ضعف التنظيم ويجعله عرضة للوقوع في كمائن وابقاع الخسائر فيه.
4. لديهم القدرة على مهاجمة المدن والقصبات التي تكون قريبة من الطرق والانهر في اغلب الحالات لكي يحققوا في هذا عنصر المباغتة والسرعة والاستفادة من الامكانيات الادراية والفنية والطبية والخدمات الاخرى الموجودة في تلك المدن التي ستقع تحت سيطرتهم.
5. ليست لديهم القدرة على نقل اسلحتهم الثقيلة باستمرار مما يجعل قوتهم النارية ضعيفة في اغلب الاحيان.
6. هذه الطريقة من القتال تجعل قواته قادرة على الانسحاب والتملص من اية معركة ليست في صالحها.
7. استخدامهم للانهر في اغلب المواقع كخط دفاعي مرة وكساتر او مانع طبيعي يحصنهم من القوة المقابلة المهاجمة.
8. وهذه الطريقة من التحرك باستخدام العجلات تجعلهم امام مشاكل عديدة منها عطلات الاليات وتعويض الصرفيات اليومية للاعتدة وعلاج الجرحى لانهم سيكونوا على مسافة غير قليلة عن قواعدهم الامنه..
نظرا لبعد المسافات التي يتحركوا ويتنقلون فيها. وسائل الاتصال بينهم وبين قواعدهم الخلفية تكون صعبة جدا.9
10. يسهل ايقاع الخسائر فيهم من قبل قوات الجيش العراقي اذا احسن الجيش العراقي استخدام الطائرات السمتيه والمقاتلات..
11. بامكان قوات الجيش العراق اتباع طرق القتال السيار وقطع الطرق واجراء تحويلات من الطرق الى مناطق قريبة منها واعدادها كمنطقة قتل كي تدار المعركة فيها ضد داعش باختيار الوقت والمكان والظرف، وبهذه الطريق ستحدد داعش امكانياتها في التحرك واختيارالاهداف وضربها على راحتهم..
ثانياً: الطوق الذي يمثل نصف دائرة او نصف طوق حول بغداد يصور للقارئ على ان بغداد نصف محاصرة وهذا الامر غير دقيق لان الجزء الاسفل الجنوبي والجنوبي الغربي ليس بهذا الشكل، اقصد المناطق التي تمتد من جنوب ابو غريب الى جرف الصخر في الحلة ليست ببهذا الشكل الذي يمثل اكثر من نصف طوقا محكما، ولو كانت كذلك لسقطت بغداد خلال ساعات.
ثالثاً: ان كل مايقال وينشر عن معركة بغداد ومعارك ديالى وشمال تكريت وغيرها انما هي استراتيجة للحرب النفسية اهدافها هو الضغط على القيادات العسكرية في بغداد واجبارها ومنعها من التحرك باتجاه الموصل خوفا على بغداد اي تثبيت القطعات بغية الا الاستفادة من الوقت، ولقد نجحت الى حد منا وحققت اهدافها لانننا وكما نلاحظ لاتوجد اية عمليات كهجوم مقابل ضدها في الموصل, وقد يستفاد تنظيم داعش من تلك الفترة لتقوية نفسه ويشن هجومه على بغداد لكن في افضل حال سوف لن يكون الهذا الهجوم قريبا او حتى خلال اشهر.
رابعاً : يبدو ان الموصل مهمة جدا لداعش وتريد ان تحافظ عليها حيث سيتم منها تجنيد المقاتلين واستخدامها نموذجا سياسيا دينيا بسبب موقع الموصل وثرواتها
وكثرة سكانها.
خامساً: ان لداعش قيادة عسكرية عليا لديها خبرة التخطيط واختيار الاهداف، وهي ايضا تتمتع بامكانيات استخباراتيه جيدة حيث بامكانها جمع المعلومات الميدانية الدقيقة مما يساعدها في اتخذا القرارات الصحيحة والتي تؤدي الى النجاح في عملها.
سادساً: مما لاشك فيه ان تنظيم داعش يمتلك قيادة سياسية يمكنها استخدام القوة كورقة ضغط سياسي.
ثامنا: ان التنظيم يرتكز الى فكر عقائدي ديني تكفيري ويتخذ من تلك العقيدة الفكرية منهجا عمليا في كل مراحل بناء التنظيم من البداية وحتى تنفيذ العمليات.