ذرائع ولكن...ديالا ابو الزلف
--------------------------
من الواضح أن ثمة مخطط وضع لتصعيد الوضع في الضفة الغربية ورفع رصيد غزة في الحروب، لكن هذه المرة جاءت خطة دولة الاحتلال بسرعة دون حكمة أو تكتيك، رغم أن ذلك التكتيك العسكري فشل في كل مرة من إغلاق روايته بالطريقة التي يجب فتنكشف على العلن. بدأت خططهم فور الإعلان عن اختفاء ثلاثة مستوطنين قرب مدينة الخليل، وفور عملية الخطف الوهمية بدأت حملة (بيت.. بيت) للعثور على المستوطنين الثلاثة، لكن في المقابل لم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن العملية، ما جعل الشك يستوطن عقل كل فلسطيني، للتفكير الجدي بأن وراء عملية الخطف هذه خطب ما، وهو ما كان.. تصعيد من أجل ضرب حكومة الوفاق الوطني. الذريعة الكاذبة لخطف المستوطنين الثلاثة شن الحرب على قطاع غزة، لنزع سلاح المقاومة هنك، لكن المفاجئة التي كانت بانتظار جيش الاحتلال ومن خلفه أنه من المحال نزع أسلحة المقاومة، التي بدت هذه المرة كالجيش المنظم الذي يحارب على طريقة الهجوم الخفي، ليضرب عمق دولة الاحتلال من دون معرفة كيف ومتى. وبعد فشل قوات الاحتلال في نزع سلاح المقاومة باتت ذريعة استمرار الحرب على غزة والتمادي في قتل المدنيين وهدم البيوت هي هدم الأنفاق، ليعلن جيش الاحتلال أنهم بحاجة ليوم أو ثلاث لهدم الأنفاق، وبعد يومين من هذا القول عادوا ليقولوا أنهم يحتاجون من ثلاثة إلى أربعة أيام لهدم النفق الواحد. كان من الغباء عند قادة الجيش التفكير بهدم الانفاق لكن يبدوا أنهم لم يكونوا على وعي عند اتخاذ هذا القرار، فلا يمكن هدم الانفاق التي تمتد إلى داخل غزة وأحيانا كثيرة تكون عميقة جداً، فكيف لهم أن يهدموا كل الأنفاق التي لا يمكنهم حتى الوصول إليها أو معرفة مكانها. وبعد فشلهم في التخلص من الأنفاق اختلقوا قصة خطف الضابط هدار جولدن، كذريعة لاستمرار العدوان وقتل المزيد من المدنيين، خاصة بعد التراخي الواضح والصريح من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. إضافة لرغبتهم المماطلة في الحرب للحيلولة دون الاعتراف بالهزيمة. وأخيراً كل تلك الذرائع والأفعال جاءت بقرارات سريعة غير مدروسة من قبل دولة الاحتلال، لكن أكبر تلك القرارات والأفعال هي المحاولة في التخلص من الأنفاق، التي يصعب على أي أحد التخلص منها، في كل مرة يحاولون هدمها وتضييق الخناق على حركات المقاومة، يتفاجأ الجميع بوجود أنفاق جديدة وبأعداد كبيرة. يبدوا أنهم لم يتعلموا من تجارب الدولة الأم الراعي الرسمي لدولة الاحتلال (الولايات المتحدة)، في قضيتها للتصدي للهجرة المكسيكية للولايات المتحدة، فإنه في كل مرة كانوا يضيقون الخناق على الحدود كانت تزداد أعداد المهاجرين، بل وكان المهاجرين يجدون سُبلا جديدة لدخول الولايات المتحدة، وما يحدث في قطاع غزة كنتيجة للحصار وتضييق الخناق على أهلها زاد من عدد الانفاق وباتت مثل شباك العنكبوت المتشعبة والتي لا يمكن إنهاؤها لتجددها السريع والمستمر.
بقلم: ديالا أبو الزلف