دائما ما يرى المدرب الفرنسي ريمون دومينيك أنه "من المهم أن تحافظ على كرامتك سواء في الفوز أو الهزيمة".
ولكن ربما كان يجدر بالمدرب الفرنسي المثير للجدل أن يستمع جيدا إلى نصيحته الشخصية أو حتى أن يتعلم شيئا أو اثنين من البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا مدرب المنتخب الجنوب أفريقي.
فبعد لحظات قليلة من إطلاق صفارة نهاية مباراة فرنسا مع جنوب أفريقيا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى بكأس العالم 2010 والتي انتهت بفوز البلد المضيف 2/1 ليودع الفريقان منافسات البطولة ، مد باريرا يده لمصافحة دومينيك.
ولكن دومينيك لم يمد يده في المقابل وبعد التمتمة ببضع كلمات أدار ظهره لباريرا /67 عاما/ الذي سبق له العمل في ست بطولات كأس عالم وقاد البرازيل لإحراز اللقب في مونديال 1994 بالولايات المتحدة.
ورفض دومينيك لاحقا الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بهذا الأمر.
ولكنه فضل التحدث عن سنواته الست مع المنتخب الفرنسي التي وصلت إلى نهايتها في بلومفونتين واصفا تلك الفترة بأنها كانت "مغامرة رائعة".
وإن كان الكثيرون قد طالبوا مرارا بالتغيير خلال تلك الفترة.
فربما يكون دومينيك قد نجح حقا في قيادة فرنسا إلى نهائي مونديال 2006 الذي خسرته بلاده بضربات الجزاء الترجيحية أمام إيطاليا ولكنه أبدا لم يتمتع بأي شعبية بين الجماهير الفرنسية قبل أن ينتهي عقده مع منتخب الديوك بهزيمتين وتعادل وحيد في جنوب أفريقيا.
ولكن هذه النتائج توارت إلى الظل وسط تمرد العديد من نجوم المنتخب الفرنسي ضد دومينيك. ولاقى هذا التمرد إدانة الكثيرين بما فيهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وقال دومينيك :"أشعر بالأسى ، يراودني شعور بالصعوبات التي عايشناها جميعا في الفريق الفرنسي خلال هذه الأيام" في إشارة إلى المشكلة التي بدأت عندما تم استبعاد المهاجم نيكولا أنيلكا من منتخب فرنسا في كأس العالم لإهانته دومينيك خلال المباراة التي خسرتها فرنسا صفر/ 2 أمام المكسيك.
وفي مشهد الوداع قال دومينيك إنه يتمنى الحظ السعيد لخليفته مدرب نادي بوردو الفرنسي لوران بلان و"أن تجد فرنسا فريقا في المستقبل ، لم يكن موجودا هذه المرة".
وعلى العكس ، ركز باريرا كلامه على الإشادة بلاعبي جنوب أفريقيا الذين أخفقوا في التأهل لدور ال16 من المونديال بسبب فارق الأهداف فقط مع المكسيك.
وقال باريرا عقب الفوز على فرنسا: "لعبنا اليوم بهوية وبجرأة ".
وحققت جنوب أفريقيا أمس فوزها الأول على الإطلاق بتاريخ مشاركاتها في كأس العالم عندما نجحت في استعادة توازنها من جديد رغم هزيمتها بثلاثة أهداف نظيفة في مباراتها السابقة أمام أوروجواي.
ولكن هذا الفوز لم يجنب جنوب أفريقيا تسجيل اسمها كأول دولة مضيفة في تاريخ نهائيات كأس العالم تودع المونديال من الدور الأول ، وربما يكون باريرا قد بالغ في التفاؤل عندما قال إن جنوب أفريقيا كان بوسعها المضي قدما بالبطولة لو كان حالفها الحظ.
ولكن المدرب البرازيلي المخضرم بدا متأثرا عندما أعلن أنه لن يجدد عقده مع البافانا بافانا والذي من المقرر أن ينتهي بنهاية البطولة.
وامتلأت عينا باريرا بالدموع عندما قال: "إنني فخور بهؤلاء اللاعبين".
وتولي باريرا تدريب المنتخب الجنوب أفريقي من مواطنه مدرب الفريق السابق جويل سانتانا الذي قاد منتخب الأولاد إلى ثماني هزائم في تسع مباريات قبل ثمانية أشهر.
وتحتل جنوب أفريقيا حاليا المركز 83 بتصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ، في أدنى مركز يشغله أي منتخب أفريقي مشارك بكأس العالم.
ولكن باريرا زعم أنه وضع الأساس الذي يمكن بناء النجاح عليه في المستقبل.
ولم يكشف المدرب البرازيلي عن اسم المدرب الذي سيخلفه في قيادة البافانا بافانا ولكنه أعلن أن مسئولي كرة القدم بالبلاد قاموا "باختيار حكيم".
أما بالنسبة لمستقبله الشخصي فقد أكد باريرا أنه سيتمهل في اتخاذ قراراته "خلال الأشهر الستة المقبلة".
وخلال مشواره التدريبي الطويل عمل باريرا في غانا والسعودية وتركيا والولايات المتحدة ولكنه أكد أنه لن يقبل الآن سوى بعرض من داخل البرازيل.
وقال باريرا: "لقد قلت لهم (لاعبو جنوب أفريقيا) إنه عندما يأتون في 2014 ( خلال كأس العالم بالبرازيل) سأكون مرشدهم الخاص".