لحظات قصيرة كانت تفصل بين الاحتفال والدموع.. هكذا تحول الوضع سريعا على استاد "نيلسون مانديلا باي" في مدينة بورت إليزابيث عقب انتهاء المنتخبين الإنجليزي والسلوفيني.
وبدأت بالفعل احتفالات مشجعي سلوفينيا في المدرجات مع اللحظات الأخيرة من مباراة الفريق أمام إنجلترا لأنه على الرغم من الهزيمة ، كانت هذه النتيجة كافية لتأهل الفريق إلى الدور الثاني في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
لكن سعادة المنتخب السلوفيني ومشجعيه في الاستاد لم تدم سوى لحظات حيث جاء هدف المنتخب الأمريكي في مرمى الجزائرفي الوقت بدل الضائع من المباراة الأخرى بالمجموعة والتي أقيمت في بريتوريا في نفس التوقيت ليحرم سلوفينيا التي يبلغ تعدادها مليونا نسمة من الظهور في الدور الثاني للبطولة.
وفي لحظة درامية تسبب هدف على بعد 1100 كيلومتر من الملعب الذي تقام عليه المباراة في أن يخيم الوجوم والحزن على لاعبي سلوفينيا ومشجعيهم.
ولم يكن الفارق بين السعادة والحزن أكثر من دقيقتين حيث جاءت الأنباء عن تقدم المنتخب الأمريكي من مقصورة الصحفيين باستاد "نيلسون مانديلا باي" من خلال متابعتهم لنتائج المباراة الأخرى عبر الانترنت لتكون صدمة كبيرة للمنتخب السلوفيني.
ولحق المنتخب الإنجليزي بقافلة المتأهلين للدور الثاني في البطولة اثر تغلبه على نظيره السلوفيني 1/صفر ضمن الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الثالثة في الدور الأول للبطولة.
ورغم الهزيمة ، كان المنتخب السلوفيني على أعتاب التأهل مع نظيره الإنجليزي إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة ولكن فوز المنتخب الأمريكي على نظيره الجزائري في الثواني الأخيرة بالمباراة الثانية للمجموعة أطاح بآمال سلوفينيا في التأهل للدور الثاني.
ورفع المنتخب الإنجليزي رصيده إلى خمس نقاط بعدما حقق الفوز الأول له في البطولة الحالية ولكنه احتل المركز الثاني بفارق الأهداف المسجلة خلف المنتخب الأمريكي وتجمد رصيد سلوفينيا عند أربع نقاط مقابل نقطة واحدة للجزائر.
وسجل جيرمين ديفو هدف المباراة في الدقيقة 23 لينقذ فريقه من الخروج المبكر من البطولة بينما جاء الهدف في المباراة الأخرى بتوقيع اللاعب الأمريكي لاندون دونوفان في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع.
ودفعت الصدمة الكبيرة أحد الصحفيين إلى إغلاق جهاز الكمبيوتر الخاص به بقوة وعنف غاضبا بينما ضرب آخر بقبضته على المقعد ولجأ ثالث إلى تمزيق الأوراق التي كتب بها ملاحظاته عن المباراة.
وفي الممر المؤدي للخروج من مقصورة الصحفيين كان أحد أفراد الطاقم الإداري يلوح بعلم سلوفينيا ولكن بمجرد سماع الأنباء عن تقدم المنتخب الأمريكي ضرب بالعلم بقوة على المقاعد.
واختفت الابتسامة تماما من على وجوه لاعبي المنتخب السلوفيني الذين خرجوا من أرض الملعب في حالة انكسار وإحباط تام.
وفي نفس الوقت قال ماتياز كيك المدير الفني للمنتخب السلوفيني "فريقنا يشعر بخيبة الأمل بالطبع ولكنني أتمنى أن يركز الجميع بمرور الوقت فيما حققناه من إنجاز (بالبطولة الحالية)".
وأوضح كيك أن خروج الفريق من البطولة جاء بطريقة لا يتصورها عقل "ولكنها الرياضة". وأضاف "لست محبطا ولكنني أفتقد الشعور".
وأضاف "إنجلترا لعبت جيدا ولكننا كنا نستطيع تسجيل أهداف وتحقيق التعادل.. ما زلت أتمنى أن تكون تجربة إيجابية للمنتخب السلوفيني".