قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية إن أجهزة الأمن الصهيونية تتابع وبشكل مكثف تحركات الشيخ رائد صلاح وأنشطة الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948 التي يرأسها.
ووصفت الصحيفة الصهيونية رئيس الحركة الإسلامية بأنه قائد "محرض ومهيّج" ويشكل "تحديًا متناميًا" للسلطات الأمنية الصهيونية ، لذا فإن أجهزة الشرطة والأمن الداخلي "الشين بيت" تجتمع بشكل دوري لمتابعة ومناقشة أنشطة الشيخ وحركته.
وأوضحت أن الجهات الأمنية الصهيونية تفرض رقابة مكثفة ومشددة على الشيخ صلاح، فيما تسعى في الوقت نفسه إلى عدم تعريض نفسها لأية مجازفات أو إحراجات سياسية، وخاصة من خلال عملها بشكل متكتم بعيدًا عن إظهار ذلك بشكل علني.
وذكرت أن صلاح يتصدر بتصريحاته بين فترة وأخرى عناوين الأخبار، وكان لتواجده على متن أسطول الحرية عاملاً محفزاً ومحرضاً تجاه دولة الاحتلال
وبينت أن الإشاعات التي انتشرت بعد العدوان على الأسطول في الحادي والثلاثين من الشهر الماضي وضعت الأمور على حافة الانهيار وخاصة في المدينة التي تعد مسقط رأسه ومركز حركته "أم الفحم" في الجليل المحتل.
ونقلت عن الشاب إبراهيم محاجنة من سكان المدينة قوله إن "الشيخ صلاح قائدنا جميعًا، ليس فقط في أم الفحم، بل في كل المدن العربية في الداخل"، مضيفًا أنه "إذا تبين أن الشيخ أصيب فإن المشكلة ستكون عويصة هنا وفي كافة المناطق".
لكن عودة صلاح سالمًا إلى المدينة أعادت الهدوء واستقبل استقبال الأبطال، في إشارة قوية إلى وجود حركته التي انطلقت في عام 1971 على يد الشيخ عبد الله نمر درويش وأضحت قوة بارزة في الوسط العربي أزاحت "العلمانيين الوطنيين" وعززت التواجد الفكري الإسلامي، حسب الصحيفة.
وافترقت الحركة إلى قسمين في عام 1996 بعد خلاف حاد حول إمكانية الدخول في انتخابات الكنيست أم عدمه، وكان الشيخ رائد صلاح يقود الرأي الثاني، فيما تشير الصحيفة إلى أنه يقود "الرأي المتشدد في الحركة" مقابل الرأي المعتدل الذي تمثل القيادة الجنوبية للحركة.
وأوضحت أن جهاز الأمن الداخلي "الشين بيت" أغلق مؤسسات يديرها الفرع الشمال، بدعوى أنها كانت تعمل تحت غطاء العمل الخيري ونقلت أموالاً إلى حركة حماس في الضفة الغربية، ولا يزال "الشين بيت" يتابع صلاح وحركته عن كثب.
وأشارت إلى أنه تم اعتقال صلاح سابقًا لأنه "حوّل أموالاً إلى حركة حماس"، ويعتقل بشكل مستمر وحظر عليه دخول القدس المحتلة بذريعة "تحريضه على العنف وقيادته منظمة ينظر إليها خبراء أمنيون كذراع للإخوان المسلمين في دولة الاحتلال "، حسب الصحيفة.
وتصف الصحيفة الشيخ صلاح كخبير في التلاعب الإعلامي، ومن النادر ألا تمر أسابيع قليلة دون أن تتصدر تصريحاته وسائل الإعلام، وتصاعد ما ينقل عنه مؤخرًا حول إرسال مزيد من السفن التضامنية إلى القطاع تحديًا للاحتلال الصهيوني .
ورأى الباحث الصهيوني في شئون الحركات الإسلامية رؤوبين باز أن نظام الدعوة الذي تتبعه الحركة الإسلامية يطابق ما تتبعه حركة حماس، إلا أنها في المقابل "لا تشجع أي من أعمال الإرهاب وتسعى للعمل وفق القانون إلا في أحيان قليلة"، على حد تعبيره.
وأعرب باز عن اعتقاده أن الحركة لا يمكن وصفها بأنها تعد جيلاً من "الجهاديين"، إلا أنها تحاول التأثير على آراء فلسطينيي 48 لمناهضة "وجود الكيان الصهيوني كدولة يهودية".
وقال إن الحركة الإسلامية بفرعها الشمالي تشكل خطرًا على أمن الكيان الصهيوني إلى حد معين، لكن فرصها لتجنيد أغلبية فلسطينيي الداخل ضد دولة الاحتلال تعد "ضعيفة للغاية".
وأعرب الخبير الأمني في مركز "هرتسليا" إيلي كارمون عن اعتقاده أن الحركة تلعب دورًا في التحريض على العنف، وكانت من بين المشاركين في الأحداث التي أدت إلى اندلاع الانتفاضة الثانية.