محللون ومسؤولون: ‘الامريكيون لا يريدون عراقا آخر‘
----------------------------------
ذكرت وسائل اعلام " ان الضربات الجوية التي ساندتها دول عربية تحت قيادة أمريكية ونقلت الحرب على الدولة الاسلامية من العراق إلى سوريا زجت بواشنطن
الرئيس الأمريكي باراك اوباما، تصوير AFP
في حرب جديدة في الشرق الاوسط، وأدخلتها في صراع قضى باراك أوباما رئاسته محاولا أن يتجنبه. فما من أحد يخامره شك أن هذا التصعيد الكبير ينذر بصراع طويل قد يمتد إلى دول مجاورة وأن القوة الجوية الامريكية وحدها لا يمكن أن تحقق النصر فيه ".
ويعتقد المحللون الذين شهدوا تنظيم الدولة الاسلامية يستولي على مناطق من سوريا ويجتاح مناطق كبيرة من العراق ، " أن من الممكن احتواء هذه الجماعة غير أن اقتلاعها من جذورها سيكون أمرا عسيرا. ومن الواضح أن واشنطن تتأهب لمعركة طويلة".
فقد قال الجنرال وليام مايفيل مدير العمليات بوزارة الدفاع الامريكية : " إن الهجمات الجوية في سوريا هذا الأسبوع ليست إلا بداية حملة لإضعاف الدولة الاسلامية وتدميرها في نهاية الامر ".
وقال فواز جرجس خبير شؤون الشرق الأوسط في كلية الاقتصاد بجامعة لندن : "لم يعد بإمكان أمريكا التراجع عن الصراع السوري وهو الأمر الذي حاوله أوباما حتى بعد أن تخطى الرئيس بشار الأسد العام الماضي الخط الأحمر الذي رسمه أوباما له واستخدم غاز الأعصاب ضد المعارضة".
وأضاف جرجس : "مشاركة أمريكا المتزايدة ستظل معنا في السنوات القليلة المقبلة حتى بعد رحيل باراك أوباما عن البيت الابيض".مقاتلي الدولة الاسلامية في مدينة الرقة السورية - تصوير AFP
"لا يريدون عراقا آخر"
ويقول محللون ومسؤولون : " إن الاستراتيجية الأمريكية تتمثل في تشجيع القوى الاسلامية للانقلاب على الدولة الاسلامية وذلك بعرض مشاركتها في السلطة الوطنية وكذلك التحكم في إدارة شؤونها على المستوى المحلي وهذا الأمر يبدو أوضح في العراق منه في سوريا. فالهدف في العراق هو إعادة تجنيد العشائر السنية التي أطاحت بتنظيم القاعدة في إطار الصحوة السنية فيما بين عامي 2006 و2008 . فقد تعاطف كثيرون من مقاتلي العشائر مع الدولة الاسلامية بعد أن استعدتهم حكومة المالكي. وتتمثل الفكرة في منح القوى السنية سيطرة محلية على أن ترتبط بحرس وطني يستوعب أيضا الميليشيات الشيعية التي تتولى إدارة الأمن في مناطقها ".
وقال مسؤول أمريكي في العراق : "ما سيفعله الحرس الوطني في الأساس هو منح وعد للناس في تلك المحافظات .. إذا كنتم جزءا من عملية تأمين أهلكم وعائلاتكم ومجتمعاتكم فستلقون الرعاية من حيث الرواتب والمعاشات وتتمتعون بحياة ومستقبل مستقر لأسركم".
وقال مسؤول في دولة عضو بحلف شمال الاطلسي من أعضاء التحالف المناويء للدولة الاسلامية :" إن محاربة التنظيم ستكون أسهل إذا تم عزل الأسد ما يمهد السبيل للتنسيق بين حكومة في ظل قيادة جديدة والمعارضة الرئيسية ".
وأضاف المسؤول : "الكل بمن فيهم الأمريكيون يدركون أن تحقيق تقدم ضد الدولة الاسلامية يتطلب ذهاب الأسد مثلما تطلب الأمر ذهاب المالكي في العراق".
وقال دبلوماسي غربي "لو كنت الأسد لانتابني القلق. فهناك اجماع على عدم التعامل مع الأسد وأن هذه معركة خاسرة " .