على هامش الحرب المسعورة التي تتعرض لها سوريا وبلادنا العربية / للاستاذة الشاعرة د. مها نصر - فنزويلا
-----------------------------------------------------------------
على هامش الحرب المسعورة التي تتعرض لها سوريا وبلادنا العربية .. كتبت هذه القصيدة. .
جاءتنا حربٌ في غضونِ زمانِ ...... .. كالداءِ في الاحشاءِ كالسرطانِ
عصفت معربدةً بكلِ وقاحةٍ ...... .. حرب تسعرها يدُ الطغيانِ
فتكت بشعب بلادنا فهي اذًا ...... .. هدف الطغاة - هدية الغربان
وتبدل الأفق الرحيب سحائبا ...... .. ترغو؛ فتزبد وافر النيران
الطير زوحم في الفضاء طريقه ...... .. فارتد منكوصا عن الطيران
والبر ضاق فلست تبصر ملجأً ...... .. فيه لمظلوم - وﻻ لمهان
والبحر غص من الحديد وما بقى ...... .. أسماك ترتع فيه مع حيتان
زادوا بتاريخ العروبة- نكبةً ...... .. في موطني حلت بكل مكان
وحشيةٌ - فجعت لشدة بطشها ...... .. هاجت لتفتك بالضعيف العاني
في حمص مجزرة تطوف دمائها ...... .. مثل السيول تصب في الوديان
ملء البحار معاقلاً مملوءة ...... .. جندٌ وملء الأرض جيش ثان
وتحشدت في الجو من امثالها ...... .. بالنار تقصف شامخ البنيان
ما زعزع الشهباء صوت قذيفة ...... .. إلا صداها دوى في لبنان
شعبي يكافح كي يصون ترابه ...... .. يحيا عليه معززًا - بأمان
فرضوا عقوباتٍ عليه - وما اكتفوا ...... .. شنوا حروبَ الجوعِ والحرمان
في رقةٍ - في الدير حشد جحافلٍ ...... .. في درعا والشهباء حشد ثان
والكل جاءوا من مغاورِ جهلهم ...... .. من تونس الخضراء للشيشان
هذا الصراع سجيةٌ موروثةٌ ...... .. في الناس منذ تقاتل الأخوان
باسم الديانات التي لشعارهم ...... .. وهم عن الدين بمنأى زمان
هم اغبياء الجهل يطمس عقلهم ...... .. والشر منهم مُطلقٌ بعنان
ﻻ شرع يمنع طيشهم وكأنهم ...... .. خلقوا لحرب الله والأديان
قف في ميادين الجريمة كي ترى ...... .. ملء السهول مصارع الشبان
من كل مخضوب الجبين كأنه ...... .. فوق الثرى غصن من الريحان
لم يرعَ فيهِ أبٌ وأمٌ ثاكلٌ ...... .. أو صِبْيةً نعموا بظل حنان
أو غادة عشقت به غض الصبا ...... .. حلو الشبيبة ناظر الألوان
حتى إذا كانت تفوز بقربه ...... .. فتعيش في آمن من الحدثان
عادت وبين ضلوعها نار الأسى ...... .. تكوي الفؤاد بصفقة الخسران
وإذا نسيت فلست أنسى أمةً ...... .. شعت حضارتها على الأزمان
في عهد أرسطو فلاسفة الالى ...... .. غمروا الحياة بحكمةٍ وبيان
يا أمةً قد غاب نجمك آفلاً ...... .. يا لوعة الأشراف في أوطاني