حناني ميــــــا الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 24052 نقاط : 219173 التقييم : 15 العمر : 82
| موضوع: هل باتت بغداد في محيط قوس النار؟ د. مثنى عبد الله الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 - 20:20 | |
| هل باتت بغداد في محيط قوس النار؟ د. مثنى عبد الله |
|
هل باتت بغداد في محيط قوس النار؟ د. مثنى عبدالله October 20, 2014 يقينا كان مارتن ديمسي رئيس اركان الجيش الامريكي بكامل وعيه عندما قال «ان تنظيم داعش كاد يصل الى مطار بغداد الدولي، لولا تدخل طائرات الاباتشي الامريكية». واكثر يقينا ان رئيس الوزراء العراقي الحالي والسابق كانا بكامل قواهما العقلية ايضا، حينما قال الاول «بغداد آمنة ودحرنا داعش بعيدا عنها». بينما قال الثاني «ان العاصمة بغداد محصنة واخبار قرب اختراقها حرب نفسية». واذا كنا نستطيع ان نفهم التصريح الامريكي استنادا الى ما لديهم من وقائع على الارض وفي الجو، فاننا لا نستطيع ان نفهم ما ادلى به العبادي والمالكي، الا اذا استندنا الى حقيقة الجهل المطبق على العملية السياسية، وعنجهية القوة والاقتدار الزائفة التي سمعناها على امتداد اكثر من عشر سنوات ماضية. ارجعوا بذاكرتكم الى اليوم الذي اطلقوا عليه «يوم السيادة» عندما غادرت القوات الامريكية العراق، وتذكروا كيف وقف الجميع مستعرضين عضلات الجيش العراقي الجديد، الذي قالوا عنه انه بات قادرا على حماية الحدود والاجواء والمياه، وان جهاز مكافحة الارهاب هو يد العراق الطولى في اي مكان في العالم، حتى اخذت العزة بالعنجهية المالكي فوقف امام الزعماء العرب في قمة بغداد، عارضا عليهم الاستفادة من تجربته في مكافحة الارهاب الذي قضي عليه تماما، على حد قوله، مدعيا ان التنظيم لم يعد يستطيع السيطرة حتى على قرية صغيرة، لكن سيطرة الجماعات المسلحة على محافظة نينوى في ساعات قليلة، واندفاعتهم نحو محافظات اخرى، بعد هروب ست فرق عسكرية بآمريها من الميدان، قطعت حبل الكذب وفضحت اللصوص والجهلاء والغوغاء. وكي لا يستمر الجُهّال في الترويج لبضاعتهم الفاسدة وعنجهية القوة الكاذبة، ولكي نفهم حقيقة التصريح الامريكي والنفي العراقي لموضوعة اقتراب تنظيم الدولة من المطار، الذي يعني وقوع العاصمة تحت مرمى الكثافة النارية للتنظيم، لابد من الوقوف على الحقائق التالية: اولا، ان من ينظر الى خارطة العمليات العسكرية للجماعات المسلحة في غرب العراق، يجد انها تسيطر تماما على ضفتي نهر الفرات، من دخوله الاراضي العراقية من سوريا حتى جنوب بغداد، والضفتان هما مراكز مدن فيها كثافة بشرية وليست مناطق صحراوية، وهذا يعني وجود حاضنة ثأرية ليست بالضرورة ان تكون حاضنة اجتماعية، اي ليس كما يصفها الطائفيون بأنها مغذية للارهاب كما يسمونه، بل هي حالة وقتية فرضها التعامل الظالم للسلطة مع مجموعة بشرية، فعززت لديهم الرغبة بالثأر بأي وسيلة متاحة. ثانيا، ان خريطة العمليات تشير الى ان تنظيم الدولة عزز انتشاره الافقي ليطوق بغداد من جهة الغرب في الفلوجة والكرمة، ويستميت للسيطرة على عامرية الفلوجة، كما انه انتشر افقيا تحتها من جهة الجنوب فسيطر على مناطق مهمة في محافظة بابل، اما في شمالها فهو يتحرك بنشاط واضح في حزامها الاعلى، مستفيدا من حالة النقمة التي زرعتها السلطة في تلك المناطق. ثالثا، ان طبيعة القطعات العسكرية من الجيش والشرطة في كل هذه المناطق هي قوى مقيدة وليست حرة الحركة، اي انها تدافع عن مقراتها فقط، ونشاطها محدود جدا لعدم وجود حاضنة اجتماعية لها، على الرغم من ان بعض قادتها محسوبون على اهل المنطقة، لكن الاستياء العام يقضي حتى على الصلة الاجتماعية التي تربط المواطنين بالقادة في هذه القطعات، مما يعدم عنصر الاستخبار تماما، الى الحد الذي تتفاجأ القطعات العسكرية بوجود المسلحين على ابواب مقراتها، كما حصل في الموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك. رابعا، ان العشائر في هذه المناطق باتت حالة رمزية في مجتمعها، وليست كيانا صلبا ذا مركز قرار واحد، فقد يعلن شيخها الولاء للسلطة، لكنه في الحقيقة لا يمثل الا نفسه، وسنجد ان بعض بطونها وافخاذها يقاتلون السلطة، وبذلك بات سعي الحكومة للزج بالعشائر كي تكون الدرع الواقي للعاصمة بغداد لا فائدة منه. واذا كان البعض يعتقد ان العشائر انتجت الصحوات التي قاتلت مع السلطة نموذجا للدعم العشائري، فهو ليس كذلك، لان الصحوات قاتلت ليس غراما برموز السلطة، بل لانها كانت مطلوبة لتنظيم الدولة فقامت بمقاتلته دفاعا عن نفسها. خامسا، ان تنظيم الدولة بات يسيطر على الطرق السريعة في هذه المناطق، خاصة الطريق الدولي، مما اعطاه حركية مهمة جدا، مضافا الى هذا العنصر امتلاكه السلاح الامريكي، الذي استولى عليه من الجيش العراقي في الموصل ومناطق اخرى، وكلاهما عاملان مهمان في الحرب الخاطفة التي يجيدها التنظيم، كما رأينا في حزيران/يونيو الماضي في الموصل. لكل العوامل والعناصر والاسباب الواردة انفا، فان التهديد على بغداد ليس حربا نفسية كما وصفها المالكي، واذا كانت وزارة الدفاع الامريكية قد اكدت ان العاصمة لا تتعرض الى تهديد وشيك من تنظيم الدولة، فان ذلك لا يعني بالضرورة ضمانة بعدم حصوله مستقبلا، لكن ماذا اعدت السلطة للدفاع عن بغداد؟ ان سياسة التغيير الديموغرافي للعاصمة، التي اعتمدتها السلطة منذ عام 2003 وحتى اليوم، احدثت شرخا مجتمعيا حقيقيا يصل الى حد الصراع، وهذا احد الاسباب الرئيسية التي جعلت منها منطقة رخوة يسهل اختراقها، ويبدو ان السلطة اعتمدت هذا الاسلوب استنادا الى خلفياتها المليشياوية، وفهمها ان الدفاع عن المدن تجيده المليشيات وليس الجيوش، لذلك فهي اليوم تراهن في الدفاع عن بغداد بالمليشيات وليس بالقوة العسكرية والشرطية التي تملكها، لانها باتت مقتنعة تماما بان الجيش والاجهزة العسكرية الاخرى منبوذة مجتمعيا، وغير قادرة عن الدفاع عن السلطة. لكن الخطأ الكبير في الاستناد الى هذه القوة هو انها تستخدم التطهير الطائفي والمذهبي في نشاطاتها، وقد اثبتت ذلك في الاعوام السابقة اثناء الحرب الطائفية، كما استخدمته مؤخرا عندما دخلت بعض المناطق التي خرج منها تنظيم الدولة، خاصة في محافظة ديالى وبعض مناطق كركوك، لذلك فالدفاع عن بغداد بالمليشيات سوف يجعلهم قادرين على ممارسة القتل بابشع صوره بالمدنيين لانه الهدف الاسهل، لاعتقادهم بانهم الحاضنة للمهاجمين، من دون دليل سوى الاختلاف المذهبي الذي هو ليس دليلا، بينما لن يكونوا قادرين عن الدفاع عن المدينة، لان قتل الابرياء يعطي زخما ماديا ومعنويا للمهاجمين يوفر لهم الذوبان بين صفوف المجتمع والانقضاض في اللحظــة المناسبة، وتشتيت جهد المليشيات المدافعة عن المدينة مهما كان عددها. ان المشهد في العراق لازال حتى اللحظة خاليا من النيات الصادقة لاحداث تغيير سياسي، وان تعيين رئيس وزراء ووزيري دفاع وداخلية لن يحل المشكلة، لان العملية السياسية غير قابلة على انتاج حلول سياسية، لانها في جوهرها تمثل ازمة حقيقية. ٭باحث سياسي عراقي د. مثنى عبدالله | |
|
لطفي الياسيني معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 80283 نقاط : 715039 التقييم : 313 العمر : 118 | موضوع: رد: هل باتت بغداد في محيط قوس النار؟ د. مثنى عبد الله الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 - 22:02 | |
| اقف اجلالا لعبق حروفك وابحارك في مكنونات الذات الانسانية فاجدني عاجزا عن الرد حيث تسمرت الحروف على الشفاه جزيل شكري وتقديري لما سطرت يداك المباركتان من حروف ذهبية دمت بخير | |
|