حناني ميــــــا الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 23991 نقاط : 218444 التقييم : 15 العمر : 82
| موضوع: المطالبة بالإنفصال والأقاليم السنية والشيعية و " الكوادة " الخميس 23 أكتوبر 2014 - 22:08 | |
| المطالبة بالإنفصال والأقاليم السنية والشيعية و " الكوادة " |
|
- اقتباس :
-
- اقتباس :
المطالبة بالإنفصال والأقاليم السنية والشيعية
و " الكوادة "
-------------------------------------------------------------------------------
المهندس مهدي المالكي 14 \ 10 \ 2014
هاجر حمدان مثل غيره من العراقيين من القريه إلى بغداد، حاملاً معه بيئته الريفية وقيمها راسخةً في ذاته. كان أغلب الوافدين لبغداد سواءً عن طريق كراج العلاوي أو كراج النهضة أو كراج الكاظمية يعرفون أن أول محطة ممكن أن توفر لهم " محط رجِل " في سوق العمل هي منطقة الشورجة، فأغلب الوافدين والشباب منهم ينخرطون في مهنة " الحمالة " أولاً. وهذا ما حصل مع حمدان ذو السحنة السمراء والبدن الرجولي الشاب المرصوص. إذ نزل حمدان للشورجة في أول يوم، وفي أوج زحمة الناس حيث يصعب على المرء أن يشق طريقه بين المتسوقين. صادف أن إعترض طريقه ثلاثة من الشباب البغداديون فتدافعوا معه وقال أحدهم لحمدان "على كفيفك لا تدفع .. كواد "!! نزلت كلمة "كواد" كالصاعقة على سمع حمدان الذي لا أحديعلم من أي قرية نزل! ربما من الناصرية، او السماوة، أو الشامية، او تكريت، أو الفلوجة، أو الجفل، أو قرة تبة! وبأسرع من البرق إنهال حمدان على الشباب الثلاثة ولم يفلتوا من غضبة حمدان لولا تدخّل الناس في السو ق. في هذه الأثناء كانت "خيرية الكوادة" أحد الشاهدين على المنظر حيث أن القصة حدثت أمامها فهي سمعت أحد الشباب الثلاثة عندما قال لحمدان كلمة"كواد"!! وشاهدت أيضا كيف تطاير الشرر من عيون حمدان الغريب؟ وشاهدت كيف "فضّت العركة" وقبل أن يشق حمدان طريقة ليترك المكان، تقدمت منه خيرية وحيّته، ثم راحت تسأله: أنت غريب؟ فرد حمدان نعم. ليش تعاركت ويه هذولي؟ فرد حمدان: خالة كلّي كواد! ردت خيرية: لا عييني .. ميصير، أنت أبو غيرة، وشهم ... ثم واصلت الحديث: زين أنت شتسوّي بالشورجة؟ والله خالة أدوّر على شغل! حلو ردت خيرية: آني إسمي خيرية، شنو رأيك تشتغل عندي؟ وأنطيك أضعاف ما تحصل من شغل الشورجة؟ الله وإيدج خالة، رد حمدان بس شنو الشغل اللي عندج؟ فدوة أني عندي بنات هواي، وأريد واحد أبو غيرة مثلك يحرسهن! يعني البنات كل وحدة كاعدة إبغرفته، ويومية يمرون عليهن ولد عمهن، يسلمون عليهن إبغرفهن! طبعا أنت ما إلك علاقة بالضيوف، تعرف أحنة حمولة جبيرة وناسنة كلش هواي! حبيبي أنت شغلك تكعد بالباب، دشداشتك نظيفة وتبدلهة كل يوم، وأحنة مثل ما تعرف حمولة جبيرة وولدنة كرماء، لذلك يا هي اللي يزور وحدة من البنات، من يطلع يسلّم عليك وينطيك اللي الله قاسمة!! منامك، أكلك، شربك.. لا تفكر بي!! شنو رأيك؟ فكر حمدان ملياً، ثم قال: خالة خيرية آني موافق!!! وهكذا باشر حمدان شغله في مكان ما بعيداً عن الشورجة، شاكراً الله في كل مرة يحصل فيها على النقود من أولاد الحمولة!! بين حين وآخر تطل خيرية على حمدان، فينهض حمدان من مكانه إحتراماً لها .. يا مية هلا بالحجية خيرية! وفي كل مرة يبدي لها إعحابه بأولاد حمولتها، وأخلاقهم، وكرمهم .. ثم تنصرف مودعة أياه. ذات يوم فكرت خيرية بأن هذا الغريب لا يعرف المهنة التي يمارسها! وربما لو عرف؟ سينفجر غضبا؟ وربما سيقتلها هي البنات وأولاد عمومتهن؟؟؟ لذلك قررت خيرية أن تصارح حمدان، فمرت عليه في المساء، حيث كان يجلس على كرسيه عند الباب، وكان منشغلا في عدّ النقود التي حصل عليها هذا اليوم! نهض حمدان كالعادة، وطلب منها أن تجلس مكانه! لكنها كانت خائفة منه هذه المرة، فقررت أن تبقى واقفة! وقالت له: حمدان أنت تاج الراس، بس أريد أذكرك بأول يوم رأيتك فيه بالشورجة، عندما تعاركت مع الشباب الثلاثة؟ إي خالة حجية خيرية أتذكر!! وأتذكر أنتي نزلتي عليّ من السما!! حمدان تتذكر ليش تعاركت؟ طبعا .. حجية خيرية، واحد منهم كلّي ... كواد؟؟ هنا ردّت عليه خيرية: زين حمدان أنت تعرف شنو شغلك اليوم؟ لا والله حجية، غير حارس على بناتج؟ رد حمدان حمدان الله يعلم آني شكد حبيتك؟ بس ترة شغلك هذا .. هو .. "كوادة"، قالت خيرية وفكرت بالهرب منه!! فما كان من حمدان إلاّ أن فتح عينيه متفاجئاً وقال: دقيقة حجية خيرية لا تروحين ... فتوقفت خيرية على بُعد متحذّرة وخائفة منه ... وراحت تستمع لما يقوله حمدان: خالة حجية خيرية إذا شغلي هذا مثل ما تكولين"كوادة" يصير تنطيني إجازة أربعة أيام أروح بيهه لأهلي وأرجع إلج؟ وماذا تريد أن تفعل بهذه الإجازة؟؟ سألته خيريه والله حجيه خيريه فكرت أن أجلب معي إخواني حتى يمارسون نفس هذه الشغلة المُربحة؟؟؟؟ الظاهر الكوادة زينة؟؟؟ هكذا إذن إكتشف حمدان "الكوادة" وصار يتباهى بها!!! ليس هذا فقط، بل إنه يرغب أن يمتهنها الآخرين!! من أخوانه وهكذا نشاهد هذه الأيام الكثير من النخَب السياسية تسعى جاهدة وبطريقة محمومة لقتل وهدم روح المواطنة الشريفة والتعايش السلمي بين أطياف المجتمع االتي ترعرعت وتناسلت على أرض العراق ودَرَسَت ودرّسَت في مدارسه، وتربّت على إحترام رايته، والذود عنها. نجد هذه الأطياف السياسية التي لم نعهدها من قبل تتهرّب من الإلتزام بمُشتركاتنا كشعب واحد رغم تنوع مرجعياتنا الدينية والإثنية (وهل هناك بقعة أو وطن على وجه الأرض سكانه من جنس واحد، ودين واحد؟). وتبحث عن ما يفرّقنا، بطريقة عبثية، وغير أخلاقية. الغريب أيضاً أن هؤلاء السياسيين (الخردة) يتقاضون رواتباً ويتمتعون بإمتيازات عجزَ عن توفيرها مصباح علاء الدين السحري!! وعلى حساب جوعنا وتخلفنا وغربتنا في وطننا! والعملية جارية على قدم وساق! فمجرّد يزور أحد هؤلاء السيايسيين أو المواطنين العاديين أربيل يصبح مهووساً بفكرة الإنفصال أو فكرة الأقاليم؟ مع علم الجميع أن أربيل تمارس كل مواهب الشيطان للضحك على هؤلاء وتحويل المُنكر ألى معروف؟ و "الكوادة" إلى "خَفّة دم" ؟ و"اللّواتة" والمكر الرخيص إلى "مقبولية" ؟ ربما لا يكون لي السّبَق لو عدّدت لكم "القوادين" الذين يشرعنون هذه الأيام لتقسيم العراق، لكنني سأبدأ من آخرهم: حيث اطلّ علينا قبل أيام مُنظّرا جديدا من جماعة "قم ... للمعلم" كما يسميهم الشاعر موفق محمد، إنه النائب - سامي العسكري - ليفلسف لنا ربما هي فكرة حزبه "حزب الدعوة" أن لا بأس من تقسيم العراق إلى ثلاث أقاليم لأن حدود الأوطان - وبالأخص حدود العراق غير مقدسة؟؟ علما أنه وحزبه دخل الإنتخابات الأخيرة بمشروع "وحدة العراق" وحكومة الأغلبية؟؟ أي فلسفة فارغة يمتلكون للضحك علينا؟ أما "الدكتور"؟؟ محمد فيحاء فقد أصدعَ رؤوسنا ورؤوس البصاروة بفكرة إقليم البصرة والسبب هو لأن البصرة غير مُمَثلة بوزير في الحكومة!! عجبا لهذا الطرح!! وهل من الضروري أن يكون لكل محافظة وزيراً في الحكومة؟؟ إذا كان مجلس المحافظة المقرر لها والذي هو بحد ذاته حكومة محلية لا يخدم الناس في المحافظة! فما عساه أن يفعل الوزير الذي يُفترَض أن يكون عمله للعراق أجمع وليس حِكرا على جمهور " محمد فيحاء " ؟ أليست طروحات من هذا النوع هي نزعة "كوادة" لتقسيم العراق؟؟ لاسيما وأن أغلب المتحدثين بهذا المشروع يقارنون أنفسهم بإقليم خيريه؟ أما سازوكيات الحوزة وعلى رأسهم عمار الحكيم فهم مشاريع تقسيم منذ اليوم الأول لسقوط نظام صدام؟ فقد كان "عمّارا" ولازال وسيبقى على عكس إسمه, مشروع تخريب للعراق ولوحدة شعبه، بل ولتفريق وتمزيق طائفة الشيعة بالذات. أما من جهة المحافظات الغربية فالعملية لا تحتاج الشرح، فكل النخب السياسية هناك تكره "الجيش العراقي" لأنه حل محل الأمريكان الذين كانوا ماهرين في توزيع "الدفاتر"؟ وهاهم لحد الآن يتوسلون بالأمريكان للعودة، وتنفيذ مشاريعهم لتقسيم العراق، إسوة بإقليم الخالة خيريه؟ لقد صار واضحاً لكل الناس أن "الديمقراطية" قد أفرِغَت من محتواها، بفضل سياسينا وبتوجيه من الولايات المتحدة إلى "طبخة كوادة" الكل فيها يحاول مسعوراً لتقسيم العراق! بل يبدو أن الكل يهرول بإتجاه تقبيل أحذية الأمريكان والإسرائيليين وعائلة الخالة "خيريه"؟؟ الكل غير مستحي من مساعيه! الإسلام السياسي بجناحيه "الشيعي، والسني" يخلو من الضمير الشريف والحي تجاه العراق والعراقيين! ولا أستثني هنا حتى الشيوعين، والتيار المدني، وغيرهم! الكل يراهن على النتيجة بأنها " مجرد وقت " كل الطاقم السياسي بالنسبة لي مُتهمين بترسيخ التفرقة بين العراقيين؟ وإلغاء المُشتركات من الألوان والغزول الأصيلة في سدى ولحمة النسيج العراقي؟؟ الكل مُتهمين وملطخة ايديهم بدماء "أولاد الخايبابات" في واقعتي "سبايكر، والصقلاوية" حتى يتعمّق الخندق بين الطائفتين، مثلما وقعوا قبلها على "جسر الأئمة، والحضرتين العسكريتين" فدماء العراقيين لا يهم هؤلاء القوادين الحكوميين، ولا يعادل عندهم أكثر من قطعة أرض وبضعة دراهم؟؟ كل منظري تقسيم العراق مبهورون بما حصل في مضارب البو ناصر والبوعجيل، خاصة هلاهل نسوانهم!! في حفل فاجعة 1700 عائلة من محافظات الجنوب الصابر!! تلاها 500 جثة طاهرة في الصقلاوية، عربون لحسن نية "حكومة المقبولية"!! ما أخزى محمد فيحاء، وما أخزى عمار الحكيم، وما أخزى النجيفي، وما أخزى الجعفري الذي ردد قسم توليه المنصب أمام العاهل السعودي، ما أخزى المطلك، ما أخزى كل البرلمان والحكومة في العراق حين يراهنون على تقسيم العراق. | |
|
لطفي الياسيني معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 80135 نقاط : 713946 التقييم : 313 العمر : 118 | موضوع: رد: المطالبة بالإنفصال والأقاليم السنية والشيعية و " الكوادة " الخميس 23 أكتوبر 2014 - 22:11 | |
| ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الاحترام والشكر والتقدير بارك الله لك وعليك وجعلك من المبشرين بالفردوس | |
|