العراق: ميليشيات تفرض طقوس عاشوراء الشيعية على المناطق الأخرىبعض السنّة والمسيحيين كانوا يشاركون طوعا في الاحتفالات
November 3, 2014
بغداد ـ «
القدس العربي» من مصطفى العبيدي: مع كل مناسبة عاشوراء ذكرى استشهاد الامام الحسين تنشط ميليشيات شيعية متشددة لفرض طقوس وعادات على المجتمع العراقي الذي يتميز بتنوع اديانه وطوائفه ومذاهبه، وهذا العام تصاعدت هذه الظاهرة بشكل ملفت.
وذكر العديد من سكان بغداد أن ظاهرة رفع الرايات الخاصة بالمناسبات الدينية للشيعة اصبحت شائعة ليس في المناطق ذات الأغلبية الشيعية، فحسب بل أخذت تنتشر بشكل غريب في المناطق الأخرى أيضا.
ويقول يحيى القيسي الذي يسكن في حي الرسالة جنوب غرب بغداد لـ»
القدس العربي» إنه رغم كونه من أهل السنة الاّ انه يقوم في المناسبات الشيعية برفع الأعلام والرايات الحسينية لأنه يعلم ان الميليشيات تراقب البيوت التي لا ترفع رايات حسينية، وتعتبرهم معادين لأتباع أهل البيت، بل وقد تعتبرهم من «مؤيدي داعش»، حسب قوله.
وذكر القيسي أن بعض عناصر الميليشيات ابلغوا سكان الدور وأصحاب المحلات في المنطقة برفع الرايات بغض النظر عما اذا كانوا سنة أو شيعة لأنهم وسط منطقة شيعية، حسب قولهم، مؤكدا أن أهالي المنطقة رفعوا الرايات اتقاء لشر تلك الميليشيات التي تتمتع بنفوذ قوي في المناطق وحتى على الأجهزة الأمنية التي تعجز عن حماية المواطنين من بطش الميليشيات. وقال الشيخ عبد الرحمن العزاوي امام أحد المساجد في بعقوبة في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: إن الميليشيات أجبرت تحت التهديد المسلح أتباع السنة في المحافظة على رفع الرايات الحسينية فوق بيوتهم ومحلاتهم والاّ تعرضوا لغضبها.وأكد الشيخ العزاوي أن العديد من المواطنين اتصلوا به وأبلغوه أنهم مضطرون لرفع الرايات الخاصة بمناسبة عاشوراء، كما أقدم العديد من أهل السنة في المدينة على المشاركة بطقوس وعادات خاصة بمناسبات دينية شيعية مثل اقامة خيم عزاء حسينية وتقديم مآدب طعام للزائرين على حسابهم الخاص، وكذلك المشاركة في المواكب الحسينية والاستماع الى الخطب الخاصة بالمناسبة وارتداء الملابس السوداء، وذلك لكي لا يثيروا عليهم عناصر الميليشيات التي تتحكم بالشارع في مدن ديالى.
ويؤكد الشيخ العزاوي أن أهالي المنطقة في الماضي كانوا يحيون هذه المناسبة كل عام جميعا شيعة وسنة وحتى مسيحيين من تلقاء أنفسهم كحالة انسجام اجتماعي معروفة عن المجتمع العراقي، ولكنهم الآن ابتلوا بعناصر اجرامية وعقليات متشددة تحاول فرض العادات والتقاليد الدينية على أتباع المذهب الآخر بقوة السلاح، مدفوعة من جهات أجنبية تريد خلق الفتنة بين أبناء الشعب العراقي الواحد.
وكانت قوة من الشرطة المحلية اعتقلت الطبيب سلام حسون من اهالي بعقوبة مركز محافظة ديالى بعد ان رفض تعليق بوسترات ورايات خاصة بمناسبة العاشر من محرم امام منزله، واقتادته الى جهة مجهولة. ومعروف ان الميليشيات تسيطر على الأجهزة الأمنية في ديالى وتمكنت عناصرها من اختراقها وأصبحت معظم تلك الأجهزة تعمل لخدمة نشاطها.
كما لاحظ العراقيون أن جميع مواقع الجيش والشرطة وسياراتهم ترفع الاعلام الحسينية وتذيع أناشيد شيعية عبر مكبرات صوت العجلات العسكرية في الشوارع بمناسبة احياء ذكرى عاشوراء وذلك نتيجة توجيهات بعض القادة المرتبطين بالأحزاب والميليشيات ممن يستغلون مثل هذه المناسبات للمزايدة واستفزاز الآخرين، وهو ما يتعارض مع نصوص الدستور بعدم تسييس القوات المسلحة وعدم انحيازها لأحد الأطراف.