إيران بعد الأسد
- 381
محمد محسن أبو النور ـ مدير مكتب القاهرة
معلومات أكيدة سربتها دوائر صنع القرار في العديد من الجهات المعنية بالثورة السورية مفادها أن إيران وحزب الله بدءا فعليا في الاستعداد لمرحلة ما بعد الأسد.
وإذا كان البعض ـ وأنا منهم ـ يرى أن الأسد أمامه مزيدا من الوقت حتى يسقط فإن حتمية سقوطه لا مفر منها؛ بسبب الإرادة الغربية ـ العربية الأكيدة في رحيله وإحداث تغيير شامل في خريطة إقليم الشرق الأوسط.
ولغير المتابعين يمكن توضيح أن مسألة سقوط الأسد تحتاج إلى بعض الوقت، لعدة أسباب أهمها على الإطلاق تحضيره الجيد للثورة واستفادته من الدروس التي سبقت في كل من مصر وتونس.
وقد أكون محقا إذا قلت أن النظام السوري أفقد الثوار عنصر المفاجأة وهو الشيء الحاسم في كل الثورات التي أطاحت بالأنظمة على مر القرون، مستندا إلى ترسانة إعلامية هائلة أعدها خصيصا كظهير بديل للشعب.
وبالنسبة لإيران فإن رحيل الأسد في حد ذاته ليس معضلة بقدر ما يعنيه سقوط النظام نفسه، وهو ما أكده أحد رجال الدين الإيرانيين المقربين من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي؛ موضحا أن سوريا بالنسبة لإيران أهم من الأحواز العربية.
ولذلك فإن إيران تعمل الآن على تأمين الأسلحة والذخائر التي هربتها إلى سوريا في السنوات الأخيرة، عن طريق حفر كهوف في الجبال المنتشرة على طول الحدود الجنوبية مع لبنان حيث يسيطر حزب الله.
وهذه المعلومات يؤكدها ما أعلنه جيش الإحتلال الصهيوني حيال تدخله في الأراضي السورية واستهدافه عدة حافلات، قال أنها كانت محملة بالأسلحة.
إيران تحاول معاقبة النظام التركي الحليف الأقوى للثورة السورية من خلال العزف على وتر الأكراد على الحدود التركية ـ السورية، ما جعل رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان يسارع بحزم إلى أن أنقرة لن تقبل قيام دولة مستقلة على الحدود.
مفاد الحديث أن سوريا بالنسبة لإيران مسألة حياة أو موت خاصة بعد أن فقدت ـ نسبيا ـ حلفائها في غزة بعد صعود الإخوان المسلمين للحكم في مصر وخروج حزب الله من حرب تموز في 2006 خالي الوفاض.
تويتر: https://twitter.com/ELKADEM
فيس بوك: http://on.fb.me/128JZvp