الشّاعر العربيّ الفلسطينيّ الدكتور الإعلامي لطفي الياسيني تجاوزَ التسعينَ من العمرِ ولم تزل يدهُ على زناد بندقيته ولا يزالُ يهشّ بقلمهِ على قطعانِ القوافي ليقحمها في معركة النصر على الكيان الصهيونيّ الغاصب .
شاعرنا الياسينّي لم ولن يترجَّل ولكنَّه لا يرى ضيراً إن كتبَ وصيته للمقاومين ، ولمَ لا يكتبها وقد خبرَ القتال وبرع في القِراع وانتصر على الصَّهاينةِ ، فكانَّ سجّاناً لهم وهو في سجنهم ، وكانَ ذبَّاحاً لهم وسكينهم فوقَ عنقه ، وكانَ ولم يزل راقداً بانتصاره وشموخه وكبريائه فوق جثمان هزيمتهم .
- إنَّهُ ابنُ دير ياسين التي انتصرت بدمائها على بارود الكيان الغاصب .
- إنَّهُ وأقلّ ما يُمكن أن يُقالَ فيه أمير الشّهداء والشعراء
[size]
[size=32]
وصيَّتي للمُقاومين[/size]
[/size]
قسماً بمن خلق الدُّنى قسماً بربِّ الكائنات
وبكلِّ من حمل السلاح على الثبات
اشتقت يا ولدي وتحضرني الوفاة
هل لي أراك قبيل دفني والصلاة ؟
قدسي تنادي أهلها والمئذنات
والسُّورُ يبكي راحليه من الاباة
اصمد رفيق الدرب بالمتفجرات
فجِّر جدار الوهم كل المركبات
حاصر جنود الغزو والمستوطنات
فالمسجد الأقصى رهين مؤامرت
والقدس تشرى في المزاد من الدناة
يا أرض غزة زغردي للقافلات
للعائدين من المنافي من خيام شامخات
وطني حبيبي كيف أنسى في الربوع الذكريات
آتٍ اليك فلا أزال على عهودي السابقات
مفتاح بيتي فوق صدري لا يزال إلى الممات
كوفيتي وعقال رأسي ثم كرسي النائبات
رغم الجراح ورغم بتر الساق من فعل الغزاة
من يوم هجرتنا أتوق لأرضنا قبل الممات
شوقي إلى بيارتي يافا إلى أمِّ الزنات
كوشانُ جدي ، منجلي ، شجري،هناك مدونات
وطفولتي ، أعوام عزِّي في أعالي الراسيات
والبندقية لم تزل في البيت عندي للممات
في السجن أولادي هناك ومنذ سبعٍ غابرات
وإعاقتي والكرسي والجرح القديم مضمدات
لا بدَّ أنهض من جديدٍ رغم بتر الساق آتْ
يوماً إلى أرضي سأرجع فوق ظهر العاديات
وأُقبل الأرض التي حضنت كفاحي والحياة
ما زلتُ رغم إعاقتي للعهد ماض في ثبات
وطني فلسطيني سأرجع كي أُعيد الذكريات
ما لي سواك به حياة أنت أرض المعجزات