صراع المصالح الذاتية يشق وحدة عشائر العراق

صراع المصالح الذاتية يشق وحدة عشائر العراق خلافات تخدم أهداف الميليشيات المدعومة إيرانيا، ولجوء العشائر لواشنطن يؤثر سلبا على صورة الدولة العراقية. العرب [نُشر في 16/01/2015، العدد: 9799، ص(3)] مساعي العشائر للحصول على وسائل الدفاع الذاتي تصطدم بالمزيد من العوائق
الأنبار (العراق) - الصراع بين شيوخ عشائر غرب العراق على أحقية التمثيل لدى الولايات المتحدة، يضاعف معاناة أبناء العشائر الذين يواجهون التمييز الطائفي ضدّهم ويتعرّضون لجرائم تنظيم داعش.
طفا أمس إلى السطح خلاف يخترق صفوف قادة عشائر غرب العراق، معمّقا معاناة أبناء تلك العشائر الذين تواجه مناطقهم احتلالا من قبل تنظيم داعش، ويصطدم سعيهم إلى تنظيم صفوفهم لتحرير مناطقهم وحمايتها من جرائم مسلّحي التنظيم المتشدّد بحق سكانها بممانعة جهات عراقية نافذة تعارض لأسباب طائفية تمويل العشائر وتسليحها.
وفي ظل هذا الوضع تندفع جهات عشائرية لالتماس الدعم لدى الخارج، وهو أمر له أثمانه الباهظة وانعكاساته السلبية على صورة الدولة العراقية، ومدنيّتها، وحتى على وحدة العشائر في حد ذاتها.
وأبدى أمس ثلاثة من شيوخ عشائر محافظة الأنبار غرب العراق، تحفّظهم على الوفد الذي من المقرر أن يسافر إلى واشنطن غدا السبت معتبرين أنه لا يمثلهم ولا يمكنه الحديث باسم العشائر التي تقاتل تنظيم داعش على أرض المحافظة.
جاء ذلك بعد أن أعلن محافظ الأنبار، صهيب الراوي الأربعاء، أن وفدا من المحافظة سيزور الولايات المتحدة الأميركية، لطلب دعم واشنطن في جهود إعادة إعمار المحافظة التي تشهد مواجهات دموية بين قوات الأمن وتنظيم داعش. ورأى مراقبون في ذلك مظهرا لتراجع الدولة المدنية في العراق ومساسا بهيبتها، حيث غدت قوّة بحجم الولايات المتحدة مضطرة للتعامل مع شيوخ عشائر بدلا عن مسؤولين بالدولة التي تسربت الاعتبارات الطائفية والمناطقية والعشائرية إلى نسيجها.
نعيم الكعود: الوفد لا يمثلنا نحن كعشائر واجهت تنظيم داعش وتضررت منه

وبشأن الخلاف بين شيوخ العشائر العراقية حول أحقية التمثيل لدى الولايات المتحدة، قال مصدر من داخل مجلس النواب العراقي إن الأمر ليس جديدا، وهو صدى لصراع أعمق حول زعامة العشائر في محافظة الأنبار، متهما بعض الشيوخ بطغيان المصالح الشخصية على مواقفهم وتصرفاتهم في مقابل غياب الدوافع الوطنية والمصلحة الجماعية.
وحذّر من أن تلك الخلافات تخدم توجهات الأحزاب الطائفية المدعومة من إيران والساعية باستمرار إلى دق إسفين الشقاق داخل بنية المجتمع في محافظة الأنبار.
وبشأن مدار الخلاف نقلت وكالة الأناضول عن رافع عبدالكريم الفهداوي، شيخ قبيلة البوفهد أمس قوله إن: “الوفد الذي سيذهب إلى واشنطن لا يمثل شيوخ العشائر وقياداتها التي تواجه داعش في المحافظة”.
وأضاف: “إدارة المحافظة قامت باختيار عدد من السياسيين في حكومة الأنبار المحلية وعدد من الشخصيات التابعين للأحزاب، والتقوا السفير الأميركي في بغداد ستيورات جونز طالبين منه زيارة واشنطن، للحصول على الدعم لشيوخ العشائر ومقاتليها الذين يواجهون داعش في مناطق مختلفة من المحافظة”.
وتابع الفهدواي أنّ هؤلاء المسؤولين تحدثوا مع السفير الأميركي على أنهم يمثلون شيوخ العشائر وقياداتها، وأنهم جاؤوا بالنيابة عنهم لطلب الدعم والمساعدة من واشنطن، من السلاح والعتاد والتدريب، لغرض تحرير مناطقهم من سيطرة تنظيم داعش. ومن جهته، قال شيخ عشيرة البونمر، نعيم الكعود: “لم نلتق بأعضاء هذا الوفد، ولم تتم دعوتنا إلى اجتماع أو نقاش للتباحث حول زيارته إلى واشنطن، وعن المواضيع التي سوف يطرحها هناك”.
دم الإيزيديات في شرايين الدواعش لندن - قالت أسيرة إيزيدية سابقة كان يحتجزها متشددو تنظيم داعش إن الأسيرات الإيزيديات كنّ يجبرن على التبرع بدمائهن للجرحى من مقاتلي التنظيم.
وشرحت الشابة البالغة من العمر 19 عاما، والتي نجحت في الفرار من أسر التنظيم أن متشددي الدولة الاسلامية احتجزوها هي ورضيعها 28 يوما بعد أن قتلوا زوجها وشقيقه ووالده.
وكانت الأسيرة السابقة تتحدث لتلفزيون “بي. بي. سي” البريطاني بشأن تجربتها في أسر داعش قائلة إنها شاهدت مقاتلي التنظيم يقتسمون النساء والفتيات في ما بينهم كغنائم حرب. وقالت أسيرة سابقة أخرى تحدثت لذات القناة إنّها رأت فتيات يتعرضن للاغتصاب والتعذيب كما رأت الرضّع يفصلون عن أمهاتهم والأطفال الصغار ينتزعون من أسرهم. وذكرت أن أحد قادة المقاتلين أخذ فتاة عمرها 13 عاما إلى منزله واغتصبها مرارا على مدى ثلاثة أيام وقال لأبنائه إنها أسلمت وإنه سيعلّمها الصلاة وقراءة القرآن.


وأضاف: “هذا الوفد لا يمثلنا نحن كشيوخ عشائر ووجهاء، نواجه تنظيم داعش، وتضررنا منه بشكل كبير وتعرضنا لمجازر إبادة جماعية في مناطقنا بالأنبار.”وبدوره رأى شيخ عشيرة العبيد، مال الله العبيدي أنه كان من الأجدر أن تجلس حكومة الأنبار وتتباحث مع قيادات العشائر.
وقال: “إن الوفد الذي سيذهب إلى واشنطن يفترض أن يتكوّن من قيادات العشائر في الأنبار، التي تضررت بشكل كبير من جرائم الإبادة الجماعية على يد تنظيم داعش، من أجل أن تكون هناك رؤية حقيقية أمام الحكومة المركزية عما حصل مع تلك العشائر من مجازر”.
وأشار العبيدي إلى أن الوفد لن يحصل على ما يريده من الحكومة الأميركية من دعم، لأنه ليس فيه شيخ عشيرة تضرر من قبل تنظيم داعش، وليس فيه قائد عسكري يتحدث عن حجم حاجة الأنبار إلى السلاح والعتاد والدعم، لتحرير المحافظة من التنظيم المتشدّد. وبحسب مزهر الملا، العضو السابق بمجلس المحافظة، يتكون الوفد الذي سيزور واشنطن إلى جانب المحافظ صهيب الراوي من عشرة أفراد بينهم صباح كرحوت، رئيس مجلس المحافظة، وأحمد حميد العلوني، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس الأنبار، ومهدي خلف صالح، المستشار القانوني للمحافظ، وفيصل العيساوي، قائم مقام قضاء الفلوجة‎. وتخضع مدنية الفلوجة، وناحية الكرمة، وأحياء من مدينة الرمادي ومناطق أخرى بمحافظة الأنبار منذ مطلع العام الماضي لسيطرة تنظيم داعش. كما سيطر التنظيم على الأقضية الغربية من المحافظة؛ هيت وعانة وراوة والقائم والرطبة. وظلّت تلك المناطق طيلة فترتي حكم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي تعاني الإقصاء والتهميش على أسس طائفية، واللذين انعكسا بشكل واضح على مستوى العيش لسكانها. وعند وقوعها في قبضة تنظيم داعش أصبحت عشائرها عرضة لاعتداءاته التي وصلت حدّ ارتكاب مجازر، فضلا عن التهجير والنزوح الجماعي.